الإمارات تدعو لتعزيز الزخم الدولي في مواجهة الإرهاب
الوسطى اونلاين _ متابعات
دعت الإمارات، أمس، لتعزيز الزخم الدولي في مواجهة التهديدات الإرهابية، مشددة على ضرورة الحفاظ على اليقظة في تحديد ومعالجة أوجه القصور ومنع استغلال الثغرات، مع نهج أكثر مرونة لمواكبة أساليب الجماعات الإرهابية، مضيفة «يجب أن نكون استباقيين لمنع التطرف والإرهاب».
جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن «الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية: النهج العالمي لمكافحة الإرهاب – المبادئ والآفاق المستقبلية».
وقالت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب في بيان الدولة: «لقد قطعنا خطوات كبيرة في مسارنا نحو تعزيز التعاون الدولي وبناء القدرات وتطوير استراتيجيات ووسائل فعالة لمكافحة الإرهاب. ولكننا ندرك أيضاً أن الطريق أمام القضاء على الإرهاب لا يزال طويلاً».
وفي مستهل البيان، أعربت الكعبي عن خالص التعازي والمواساة بوفاة الجندي الإيرلندي من قوات حفظ السلام الذي سقط أمس، جراء هجوم غاشم أثناء تأدية واجبه في جنوب لبنان، مع تأكيد التمنيات بالشفاء العاجل لجميع الجرحى في الهجوم.
وقال بيان الدولة إنه «بالرغم من الجهود الفعالة التي بذلها المجتمع الدولي، إلا أننا نشهد كيف تمكن التهديد الإرهابي العالمي من التكيف من خلال أساليبٍ متطورة وتكتيكات معقدة أتاحت له الانتشار، حيث توظف الجماعات الإرهابية الموارد الطبيعية لتمويل عملياتها والتكنولوجيا الحديثة لشن هجماتها الإرهابية العابرة للحدود، كما استغلت غياب سلطة الدولة في مناطق عدة وتشتت التركيز الدولي بسبب كثرة الأزمات».
اتساع النطاق
وأشار البيان إلى «اتساع النطاق الجغرافي للأنشطة الإرهابية»، حيث إن القارة الإفريقية لم تسلم كغيرها من ويلات هذه الآفة، وسقط من شعوبها ما يقارب نصف ضحايا الإرهاب في العالم العام الماضي.
وأكد أنه لم يعد مقبولاً أن يكتفي المجلس بالتركيز على بعض الجماعات الإرهابية دون غيرها، خاصة في ظل طبيعة التهديد الإرهابي العابر للحدود، داعياً إلى «تسخير جميع الأدوات المتاحة لمجلس الأمن، بما في ذلك لجان العقوبات، للحد من أنشطة الجماعات الإرهابية».
وفيما يتعلق باستخدام الإرهابيين وسائل وأساليب متطورة، أكدت الكعبي أن الجماعات الإرهابية أثبتت قدرتها على استغلال التقدم التكنولوجي، بما في ذلك الطائرات المسيرة والعملات الرقمية، لتحقيق مآربها، داعية لسد الثغرات وتطوير أُطُر تنظيمية متينة محلياً ودولياً.
ودعا البيان إلى وضع استراتيجيات شاملة في مكافحة الإرهاب، تَرتكِز على الوقاية ومنع التطرف، وفضح الإيديولوجيات المتطرفة التي تُغذي العنف والكراهية وتُحرض على القتل والدمار.
وقالت الكعبي إن الإمارات حرصت على العمل من خلال منظومة متكاملة لمكافحة التطرف تشمل رفض محاولات تشويه واستغلال الجماعات الإرهابية للدين الإسلامي، وعملت على نشر الوعي والتسامح والتعايش والتنوع كونها سماتٌ متأصلة في الثقافة الإسلامية، كما أطلقت المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في الإمارات العديد من المبادرات الهادفة للقضاء على التطرف بشكلٍ مستدام.
وثيقة الأخوة
وأشارت إلى أن أحد أبرز تلك المبادرات هي استضافة الإمارات المؤتمر الذي شهد التوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» من قبل قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، وذلك لتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين الشعوب ولتعزيز هذه القيم عالمياً.
فأصبح اليوم الدولي للأخوة الإنسانية في الرابع من فبراير من كل عام مناسبةً لتعزيز التعددية وتنوع الثقافات»، مضيفة أن «استضافتنا لمنتدى الأديان لمجموعة العشرين هذا الأسبوع يجسد رؤية الإمارات بإرساء منظومة عالمية للتسامح والتعايش والتنوع وذلك من خلال عرض توصيات نحو مئة من قيادات مختلف المجتمعات الدينية على قادة قمة نيودلهي عام 2023 لنُحقق عالماً أكثر تضامناً وسلاماً».
وأكد الكعبي أن الإرهاب ما زال على قمة أولويات مجلس الأمن، و«بصفتنا رئيساً للجنة مكافحة الإرهاب في العام القادم، فإن دولة الإمارات ستبني على ما تحقق خلال رئاسة الهند هذا العام، وسنواصل التعاون مع زملائنا لتعزيز قدرات اللجنة على تنفيذ ولايتها في ظل متغيرات التهديد الإرهابي العالمي، ولتنعم جميع مجتمعاتنا، أينما كانت، بالأمن والاستقرار والازدهار».