العدالة الانتقالية في الجنوب: خطوة ضرورية لبناء مستقبل أفضل
عدن (الوسطى أونلاين) خاص
شهد الجنوب اليمني تاريخًا طويلًا من الصراع السياسي، والذي أدى إلى تراكم المظالم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وقد تفاقم هذا الصراع مع الوحدة اليمنية في عام 1990، ونتيجة للصراع تم غزو الجنوب في حرب 1994 والتي أدت إلى تهميش الجنوب واحتكار الشمال للسلطة. ونتيجة لذلك، تصاعدت الاحتجاجات الجنوبية، والتي كانت مفتاح ومحرك لثورة 2011 وسقوط عفاش مما ادى الى عقاب الجنوب بغزو 2015 م
واليوم، لا يزال الجنوب يعاني من آثار هذا الصراع، والتي تمثل عائقًا رئيسيًا أمام الاستقرار والتنمية في المنطقة. فالشعور بالظلم والاستياء وعدم الثقة في مؤسسات الدولة ينتشر بين السكان، مما يساهم في استمرار الصراعات وانعدام الأمن.
وفي ظل هذه الظروف، فإن تحقيق العدالة الانتقالية في الجنوب هو المفتاح لحل هذه التراكمات، وبناء مستقبل أفضل للمنطقة.
ما هي العدالة الانتقالية؟
العدالة الانتقالية هي عملية تهدف إلى تحقيق العدالة والمساءلة والتعويضات للضحايا، وتعزيز المصالحة الوطنية، وبناء دولة القانون. وتشمل العدالة الانتقالية مجموعة من الآليات، مثل:
التحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
تقديم التعويضات للضحايا.
تعزيز المصالحة الوطنية.
أهمية العدالة الانتقالية في الجنوب
تحقيق العدالة الانتقالية في الجنوب له أهمية كبيرة، فهو يحقق الآتي:
يوفر العدالة للضحايا، ويعزز الثقة في مؤسسات الدولة.
يساعد في بناء دولة القانون، ومنع تكرار الانتهاكات في المستقبل.
يعزز المصالحة الوطنية، ويساعد في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ولما للعدالة الانتقالية من اهمية
أدعو جميع الأطراف المعنية في الجنوب إلى العمل معًا لتحقيق العدالة الانتقالية في المنطقة. فالعدالة الانتقالية هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للجنوب.
العدالة الانتقالية هي ضرورة لبناء السلام والاستقرار والتنمية في الجنوب. وتحقيق العدالة الانتقالية في الجنوب يتطلب وعي فكري منفتح يستوعب أن العدالة الانتقالية هدف رئيسي للجميع، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي حدثت في الجنوب، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وتقديم التعويضات للضحايا، وتعزيز المصالحة الوطنية. فقط عند تطبيق قانون العدالة الانتقالية يستطيع الجنوب تجاوز كل مخلفات الماضي من صراعات واحقاد والتوجه لبناء مستقبل يلبي طموحاتنا لوطن آمن للجميع .
بشار أبوبكر اللسواس
الأمين العام المساعد لمجلس الحراك المدني