مقال لـ أحمد القثمي .. وائل الدحدوح صاحب القلب الكبير
الصحافة أو مهنة المتاعب كما يحلو أن يسميها الكثير هذه المهنة الممزوجة بالتعب تارة والمتعة تارة أخرى وراء البحث عن المعلومة الجديدة التي يتطلع لمعرفتها القارئ في مختلف المجالات الرياضية والاجتماعية والثقافية والسياسية ولعل الأخيرة هي الأصعب لما يحيط بها من مخاطر وتحديات وإن كان العمل في المجال الحربي وتغطية الأحداث في الميدان فالخطر أكبر ولايجرو للدخول فيه إلا المتمرسين.
لقد ضمن القانون الدولي للصحفيين حقهم في الحصول على المعلومات حتى ولو كان النيران تشتعل بين المتحاربين فقد الزمهم بعدم التعرض للصحفيين والإعلاميين المتواجدين في ساحات القتال ومن يعتدي على صحفي فقد ارتكب جريمة يعاقب عليها ، ولكن مانشاهده اليوم مغاير تماماً ولم يلتزم أحد بقانون أو غيره بل رموا به عرض الحائط وقتلوا الصحفيين وقصفوا عائلاتهم
وذويهم ولعل ماتعرضت له عائلة الصحفي ومراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح خير مثال على حقد وخباثة العدو الذي لا يفرق بين صغير او كبير او صحفي أو طبيب وتناسى القوانين واللوائح.
اثبت وائل الدحدوح أنه صاحب قلب كبير وصحفي من الطراز الأول كيف لا وهو يتلقى نبأ استشهاد زوجته وأبنائه وهو على الهواء مباشرة ثم يظهر أمام العالم ويتحدث عن الجرم والاعتداء الغادر لعائلته البريئة ومثلهم أشخاص قضوا دون وجه حق ولم تنقضي سواء ساعات حتى عاد الزميل الدحدوح لممارسة عمله من قطاع غزة بعد أن ودع فلذات أكباده فاي قلب يحمل هذا الصحفي الشجاع الذي لن يستطيع أحد أن يقوم به بعد أن يفقد أحد من أهله .
سيبقى وائل الدحدوح مثال على المهنية وصناعة الحدث ونقل المعلومة وأن الصحافة ليست جريمة كما يدعي البعض وفي المقابل ليس من كتب كلمات معدودة أو التقط صور معينة قد بلغ من الصحافة مرحلة متقدمة بل هناك طريق طويلة يجب أن يسلكها واهمها المهنية وأمانة الكلمة ومصداقيتها.