مقال لـ محمد بازياد .. أحمد بانافع شهيد البلدة الذي لن يُنسى
في كل عام، سيظل يوم 23 يوليو محفورًا في ذاكرتنا كذكرى خالدة لن تمحى مهما طال الزمن، ففي هذا التاريخ من عام 2023، نقش الشهيد أحمد خالد بانافع اسمه بأحرف من ذهب في سجل البطولات الإنسانية، عندما قدم نموذجًا فذًا للتضحية والفداء، أثناء تأديته مهامه في فرق البحث والإنقاذ بقوات خفر السواحل بحضرموت، قام بإنقاذ غريقين على شاطئ الستين بمدينة المكلا، متجاهلًا مخاطر الأمواج العاتية ومتحديًا إرهاق الجسد، لتنقلب بطولته إلى مأساة بفقدانه بعد أن أصيب بنوبة تعب شديدة، نقل على إثرها إلى المستشفى ليتلقى العلاج، ولكنه للأسف فارق الحياة.
كان الشهيد أحمد بانافع نجمًا ساطعًا في سماء التضحية والإيثار، حيث قضى الخمس سنوات الماضية -من عمره- في صفوف فرق البحث والإنقاذ بقوات خفر السواحل، ساهرًا على سلامة مرتادي الشواطئ، ومستجيبًا لنداءات الاستغاثة بحوادث الغرق في سواحل المكلا؛ وبفقده لم تفقد حضرموت جنديًا بطلًا فقط، بل فقدت رمزًا من رموز الإخلاص والانضباط، وجنديًا جسد معاني الشجاعة بأسمى صورها.
تتوجه قلوبنا بالشكر والتقدير إلى قيادة المنطقة العسكرية الثانية وقوات خفر السواحل على الرعاية والاهتمام البالغ الذي أولوه لأسرة الشهيد أحمد بانافع، ولأسر قوات النخبة الحضرمية كافة، تقديرًا لتضحياتهم الجسام وشجاعتهم الباسلة في أداء مهامهم العسكرية.
ومع حلول موسم البلدة لهذا العام، كنا نأمل في لفتة كريمة من قوات خفر السواحل لتكريم ذكرى الشهيد بانافع، من خلال تثبيت صورته في الخيمة التي كان يرابط فيها، وتسميتها باسمه (خيمة الشهيد أحمد بانافع)، وتكريم أسرته تقديرًا لما قدمه من تضحيات جليلة بإنقاذ عشرات الأرواح من الغرق.
وختامًا، نرفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير أن يتقبل الشهيد أحمد بانافع في جنات الخلد، وأن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يربط على قلوب أهله ومحبيه وزملائه بالصبر والسلوان.