مقال لـ نور علي صمد .. أمنه حسن رئيس اتحاد نساء أبين حياة متعددة
لعبت المرأة اليمنية وماتزال أدوارا كبيرة لا يستهان بها في كل ميادين الحياة بعد أن كانت محرومة من أبسط حقوقها أبان النظام الكهنوتي والاستعمار البريطاني أضافه إلى التقاليد الأسرية الشديدة التعقيد تجاه المرأة. ومع هذا لم تستكن أو تقف مكتوفة الأيدي أمام إصرارها لنيل حقوقها المشروعة فقد كافحت إلى جانب أخيها الرجل في مراحل التحرر والنضال والثورة والاستقلال من أجل تحقق أحلامها وآمالها.
فقد سنت الدولة القوانين والتشريعات التي تعطي المرأة الكثير من حقوقها المكتسبة لدورها النضالي والبطولي كونها جزاء لا يتجزأ من المجتمع.
أمنه حسن العبد رئيس اتحاد نساء اليمن فرع أبين واحدة من أهم الشخصيات النسوية التي لها باعا طويلا في الكفاح والتحرر وفي مجال العمل الإداري والتنظيمي باعتبارها أول امرأة أدخلت نظام العمل الإداري والسكرتارية لمكاتب فروع الوزارات في محافظة أبين كونها كانت تفتقر إلى مثل هذه الأعمال حيث كلفت بذلك من قبل السلطات آنذاك في فترة السبعينيات إبان حكم الرئيس الراحل (سالم ربيع علي) حيت كانت كافة الأعمال تقتصر على الجانب الصحي والتعليمي فقط آنذاك
وبهذا الخصوص أوضحت آمنة العبد أن العمل الإداري أحدث نقل نوعية في عملنا المجتمعي في محافظة أبين ومحافظتي شبوه والمهرة أيضا.
مشيرة إلى أن المرأة في كل محافظات الجنوب عملت بكل إخلاص وتفان من أجل الحصول على حقوقها المشروعة والقانونية وذلك بعد أن تم تأسيس اتحاد نساء اليمن ليكون مظلة تستظل تحته المرأة وتحتمي به وتناضل عبر أطره لنيل حقوقها ومكتساباتها.
وأردفت العبد أنه بفضل ذلك استطاعت المرأة أيضا من الوصول إلى قيادة السلطة المحلية والتنفيذية العليا وكانت شريكا فاعلا ومؤثرا إلى جانب أخيها الرجل في كل الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وحققت مكاسب كبيرة بفضل نضالها وكفاحها ومثابرتها إيمانا منها بقضيتها العادلة.
وبعيد الوحدة اليمنية في العام 1990 م تم توحيد اتحاد نساء اليمن ليشمل كافة محافظات الجمهورية وأضحى الممثل الوحيد للمرأة باعتباره منظمة مجتمع مدني ليس له صلة بأي أحزاب أو قوى سياسية واستطاع بخبره قياداته وكوادره الوصول بالمرأة إلى أن تنبؤا مناصب إدارية وخدمية حتى وصلت إلى انتخابات المجالس التشريعية والمحلية في بعض محافظات الجمهورية حيث كنت واحدة منهن حيث انتخبت لدورتين متتاليتين في محافظة أبين عامي 2001 م و 2006 م كما تقلدت منصب الأمين العام للمجلس المحلي ونائبا لمحافظ محافظة ابين عام 2016 م
فالمرأة تستطيع ان تحقق احلامها وطموحاتها وامانيها متى ماتوفرت الاراده السياسيه الحكيمة ومنحتها الامتيازات المناسبة والأولوية كاخيها الرجل لتكون شريك حقيقي وفاعل في المجتمع.
وهذا باعتقادي لن يتحقق إلا من خلال تفعيل القوانين والتشريعات النافذة المتعلقة بحقوق المرأة من قبل الدولة والحكومة والهيئات التابعة لها واستنادا إلى مخرجات الحوار الوطني الذي أقر منح المرأة نسبة 30 % من المناصب القيادية التنفيذية والعليا وكذلك في صنع اتخاذ القرار كأخيها الرجل.
داعية الحكومة إلى اتخاذ قرارات حاسمة وتمكين المرأة من الوصول إلى المناصب القيادية العليا في كافة المجالات وذلك باعتبارها الجزء المكمل لعملية البناء والتنمية وإشراكها في مفاوضات السلام الجارية. وإن على كل منظمات المجتمع المدني والهيئات المتعلقة بقضايا المرأة التكاتف من أجل إيصال رسالتهن وقضيتهن لكل الجهات ذات العلاقة في الداخل والخارج.
لافتة في الوقت ذاته أن اتحاد نساء أبين فرع أبين عملا على إعداد مشاريع تمكن المرأة اقتصاديا من أجل إيجاد مصادر دخل لهن من خلال برنامج مشاريع التمويل الأصغر في كل من أبين ولحج وعدن وحضرموت والمهرة في خطوة تهدف للحد من انتشار البطالة بين صفوف النساء لا سيما الأسر الفقيرة والمعدمة والأسر الأشد احتياجا والتي فقدن مصدر دخلهن بفقدان أزواجهن أو أولادهن نتيجة الحرب وويلاته وأصبحن بحاجة ماسة لممارسة مهنة أو حرفة تقتاد منها حيث نظمنا لهن العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية المناسبة حتى يستطيعوا الدخول إلى سوق العمل وتوفير لقمة العيش الكريمة لهن ولأسرهن.