أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ خالد باجويبر.. متى يحين إجهاض الجنين

لطالما كانت حضرموت ضحية سلميتها وسلامها ولسان حال الجميع يقول إلى متى وهي راضخة في موقف الضعف إلى متى وهي تطالب ولا يطلب منها ومازالت على حالها بارة تجاه الذين مارسوا عليها كل أنواع العقوق ، هاهي اليوم تعاني في كل الجوانب الخدمية من كهرباء وإنقطاع للمشتقات وأزمات متواصلة ومتنوعة وناهيك عن الوضع المعيشي المزري الذي ألّم بالجميع ، مع اننا نحن أهل الحق بالثروة والحقيقة بالغِناء لكن يعود السبب لكل ذلك أن حضرموت حبلى بطفل السلمية الذي أرهق بدنها وكلفها الكثير من حقوقها سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً بسبب ممارساتها الخاطئة مع الحكومات السابقة وأصبحت ثرواتها مهدرة للغير وحلاوتها يتذوقها الجار قبل سكان الدار ، متمثلةً في النفط الذي يعتبر المشروب الروحي الذي تعشقه الدولة وتعودت على تناوله .

هذا الطفل ببطن حضرموت مازال راقداً ساكناًوالذي قد مات أبيه وهو في بطنها ولم تضعه بعد وله عدة سنوات منذ زمن نظام صنعاء الذي قد كبل شعب حضرموت وقيدهم بمداعبتهم بالسلمية والسلام الدائم الذي يحمل في طياته المكر والخداع والنهب للثروات والمعادن بهدوء وإحترافية. وهنا نقول إن الخضوع والحَول السياسي الذي كانت تعاني منه حضرموت قد أخرجها عن المسار الصحيح وجعلها مطمع للكثيرين ولقمة سائغة للجميع .

ليكن لنا نموذج واضح في بعض المناطق المجاورة كيف إستطاعت في الذود عن ثرواتها وفرض حقوقها على أرض الواقع بالقوة وليس بالمطالبات المتكررة ولم تنطلي عليها المراوغات ولم تنصُت للوعود المزيفة التي يراد بها الإحتيال والتمييع للحقوق والمطالب .

وها هم اليوم جاؤا أبناء حضرموت يريدون إنتزاع ولو بعضاً من حقوقهم ومازالوا على موقفهم السلمي ولم يعلموا أن الحقوق لاتُنتزع بالسلمية بل تُنتزع كإنتزاع الروح من جسد العاصي . وهكذا نصبوا الخيام وبعثروا فيها الكلمات والخطابات المزلزلة والبراقة في ظاهرها النصر والقوة وفي باطنها الإرتباك وعدم الثقة بسبب الإخفاقات السابقة ولكن نثروا البيانات والأحرف بمواقع التواصل الإجتماعي لإبقاء المعنويات مرتفعة والتشبث ببصيص الأمل لكي تستجيب لهم الدولة ، وماهكذا تورد الإبل يجب أن تكون حضرموت مصدراً للرعب مكشرة عن أنيابها بكل غضب وآخذتاً عزها بمعاصم رجالها ، في ظل سكوت وإهمال كبير من قِبل الحكومة وغياب دورها الفعال في معالجة الموقف .

على الحضارم جميعاً الإلتفاف حول حضرموتهم للتبصر في مصيرها ومآلها وتحري مسار طريقها إلى اين مسلكها كفى تشرظم وضياع وكفى تيهان وتخبط يجب أن تكون حضرموت إحتضار الموت لكل الطغاة والمتسلطين عليها وعلى ثرواتها وليعلموا أن للقتال إلتفاف وللحوار إلتواء مادامت الحرب خدعة فالسلام إحتيال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى