أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ: أنور الصوفي غادروا غير مأسوف عليهم

الوسطى اونلاين – خاص

غادروا غير مأسوف عليهم، غادروا لأنهم لم يجدوا منتجعات في عدن كمنتجعات الرياض والقاهرة وتركيا ودبي، غادروا وقد كانوا في أجمل مكان في عدن فالماء عندهم على مدار الساعة، وتركونا نشفط الماء من الحنفية حتى تكاد تتفجر رؤوسنا من الشفط، غادروا والكهرباء عندهم 24 ساعة، ونحن ثلاث ساعات بثلاث مثلها، غادروا لأنهم لم يجدوا في عدن قاعة لاجتماعاتهم مثل ما كان عليه الوضع في صنعاء، حقيقة لقد وجدوا عدن قرية كبيرة، فغادروها، لأن العيش فيها بالنسبة لهم لا يطاق، فلا جسور فيها، ولا كوبريهات، ولا نفقات، فهي أشبه ما تكون بالقرية الكبيرة، بالرغم أن الخطوط تتوقف عند مرورهم، ولا يعانون مثلنا من الزحمة في الجولات والشوارع، ولكنهم لم يستوعبوا العيش في عدن فغادروها، غادروها، لأنهم لم يستوعبوا أن أبناءهم سيجلسون على مقعد مجاور لأبنائنا في المدرسة.

نعم غادر المسؤولون المنتفخة كروشهم، لأنهم لم يتصوروا أن يقضوا عيدهم بيننا وفي متنفساتنا التي تضيق بالمواطنين، فمن غير المعقول أن يسبح أبناؤهم في بحر سبح فيه أبناؤنا، ولا يمكن لأبنائهم أن يركبوا لعبة ركب فيها أبناؤنا، لهذا غادروا لئلا تزعجهم الكفوف الممدودة إليهم يوم العيد من فقراء ومساكين سينتشرون يوم العيد لا ليفرحوا، ولكن ليطلبوا لقمة عيشهم، يا الله كم هم جاحدون حتى يرفضون مشاركتنا فرحة العيد؟!

غادر البركاني وجماعته، وبن دغر وقومه، ولم يودعونا بل غادروا عدن خلسة، وتركوا الكثير من المواطنين يقنعوا أطفالهم بأكل أطراف الدجاج التي كانت طعامًا للقطط، تركونا نصارع التجار الذين سعروا بضاعتهم بالريال السعودي في مؤشر منهم على أن عملتنا أصبحت أوراقًا كأوراق الشجر، غادروا ولم يضعوا لنا حلًا مع الأسعار، ولا مع الخدمات المتردية، ولا مع الرواتب، لم يجلسوا معنا ليروا معاناتنا، ولعلهم لا يريدون أن يعكر فرحتهم بالعيد رؤيتهم لنا ونحن بلا كساء جديد يفرح به أطفالنا كأطفالهم.

عزيزي المواطن فليذهبوا غير مأسوف عليهم، وسيأتي العيد ونتشارك كلنا فرحته رغم معاناتنا، ولكننا رغمًا عنهم سنفرح، وسنخرج لصلاة العيد لنعرض مظلمتنا على ملك الملوك، وسنذهب لنتنزه في متنزهاتنا بلا خوف، لأن أيادينا بيضاء، فلم نسرق حقوق غيرنا، ولم نظلم أحدًا، ولن يدعو علينا أحد، لهذا ستكون فرحتنا أكبر من فرحتهم، فليغادروا، ولا نتمنى لهم العودة لئلا يرقصون على معاناتنا، فمرحبًا بعيد الفطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى