أخبار محلية وتقارير

المرأة الجنوبية.. أيقونة النضال ورائدة المستقبل

الوسطى اونلاين _ متابعات

كثيرات هن النساء الجنوبيات اللواتي سطرن أسماءهن ولمعن في مجالات شتى على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، وكما اعتدنا تسميه المرأة نصف المجتمع إلا أنها في جوهر القول تحتم علينا تسميتها (المجتمع بأكمله) فالمرأة عمود تتكئ عليه الحياة وضلع لا يستقيم العيش إلا به، وهذا ينطبق على المرأة الجنوبية، والتي يكمن دورها البارز بما تحققه في حياتها سواء الأسرية أو المهنية أو الدراسية التي وإن حاولنا تفصيلها أو تعريفها فلا يمكن للكلام أن يوفي بدورها في المجتمع، فهي الأم التي نراها كل يوم تستيقظ كُل صباح لكي تبدأ يومها سواء أكان ينتظرها زوج أو أطفال أو عمل، فهي بكل الأحوال الزاوية التي لا يُمكن أن تقاس بدورها وعملها، والكثير الكثير الذي لا نستطيع أن نضعه في ميزان الفخر والاعتزاز بالمرأة الجنوبية.   دور المرأة الجنوبية خلال مراحل النضال واستنادا إلى قول الإعلامية مريم الداحمة عن دور المرأة الجنوبية في المجتمع نوهت إلى أن للمرأة الجنوبية دورًا كبيرًا ومهمًا خصوصاً في مثل هذه الظروف والتي ينبغي أن تكون المرأة شريكة لأخيها الرجل في صناعة المستقبل السياسي للبلاد ومواجهة كافة التحديات الماثلة أمام القيادة السياسية الجنوبية – حد وصفها. مؤكدة أن القوى السياسية المعادية للجنوب وقضية شعبه تعمل على ضرب النسيج الاجتماعي من بوابة قطاع المرأة تارة ببث الشائعات واستهداف المرأة الجنوبية من خلال ما يتم الترويج له عبر مطابخ إعلام العدو وتارة بالادعاء بتهميش المرأة وحرمانها من أبسط الحقوق. واستطردت الداحمة بالقول: “دور المرأة كان وما زال دورًا محورياً، إذ لعبت المرأة الجنوبية وعبر كافة المراحل النضالية الممتدة من ستينيات القرن الماضي وحتى يومنا دورًا كبيراً جسدت به أبهى معاني التضحية في الدفاع عن الوطن سواء في الجانب السياسي أو الجانب الثقافي وحتى في القتال وحمل السلاح، فالتاريخ مليء بالشواهد التي تحكي لنا قصص وتضحيات المرأة الجنوبية ولنا في الفدائية دعرة سعيد لعضب المثل في ذلك وغيرها من المناضلات الجنوبيات”.

وعن العقبات التي تواجه المرأة أضافت الداحمة: “إن العقبات كثيرة لكي تصل المرأة إلى هدفها، لعل أهمها القيود المجتمعية التي يفرضها المجتمع على المرأة في الجنوب، فهناك الكثير من النساء لديهن طموح وأفكار وذكاء للإسهام في صنع القرار والوصول إلى مواقع يتمكن من خلالها خدمة مجتمعهن، ولكن القيود المجتمعية تحول دون ذلك، بالإضافة إلى أن هناك البعض ممن يمتلكون القرار لا يرغبون بأن تصل المرأة إلى مراتب عليا في هرم الدولة أو الوزارة أو حتى المحافظة، وهذا الأمر ولّد الإحباط في نفوس الكثير من النساء، أضف إلى ذلك نسب تمثيل المرأة في الحصول على الوظيفة أو تبوأ مواقع قيادية ضئيلة جدا، غير أن القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي – رئيس المجلس – بدأت بإعادة الاعتبار للمرأة وإشراكها في الكثير من دوائر صنع القرار، وهذا شيء مطمئن وتوجه يبعث في النفس الأمل بمستقبل أفضل للمرأة الجنوبية”. واختتمت الداحمة بالقول: “أصبحت المرأة الجنوبية تحتل مكانة علمية مرموقة وتتبوأ مناصب مهمة”. داعية كل امرأة جنوبية “أن تستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وإن كانت حتى ربة منزل في خدمة الجنوب من خلال الدفاع عنه ومواجهة كافة الشائعات التي يروج لها العدو وكذلك العمل على نشر ثقافة التسامح والتصالح والتسلح بالعلم ومحاربة الأمية والتسرب من المدارس وأن تكون لها بصمة في صنع مستقبل الجنوب والحرص على المشاركة في كل ما من شأنه أن يسهم في نماء وازدهار وطننا الجنوبي”.   مكانة المرأة في ظل الانتقالي الجنوبي بدورها، تحدثت رئيس إدارة التعليم والمرأة في منسقية الانتقالي في جامعة عدن، رئيس منسقية الانتقالي في كلية الطب والعلوم الصحية، د. ريما همشري، عن دور المرأة الجنوبية في المجتمع بالقول: “إن الحديث عن دور المرأة الجنوبية في المجتمع بدأ منذ زمن بعيد قبيل رحيل المحتل البريطاني من الجنوب، فنحن هنا نتحدث عن امتداد دور المرأة في المجتمع ونضالها على مدى عقود عديدة كانت فيها تشارك أخيها الرجل في قيام ونهضة وتطور المجتمع، وقد حظيت باهتمام كبير وأصبحت لها مكانة رفيعة حينها إلا أن هذا كله طمس بعد حرب 2015م”. ونوهت همشري إلى أن “المرأة في ظل المجلس الانتقالي وبرئاسة الرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي استعادت مكانتها واستطاعت أن تشارك في صياغة مهام المرحلة الجديدة والحفاظ على أسس المجتمع الجنوبي وما زالت المرأة الجنوبية تطمح للمشاركة الفعالة للمساهمة في صنع القرار بجانب أخيها الرجل بشكل أكبر”.

وأوضحت بالقول: “إننا نجد في مجتمعنا المعلمات والطبيبات والمحاميات والصحفيات على سبيل المثال وليس الحصر، اللواتي تبوَّأن مسؤوليات كبيرة وأصبحن ممن يسهمن في صنع القرار، كما أن المرأة تلعب دورًا كبيراً في النشاطات الاجتماعية والخيرية مما يعزز من معرفتهم للطبقات الفقيرة في المجتمع بما يخدم في تحسين ظروفهم المعيشية ويساعد على انتشالهم إلى مستوى اجتماعي ومعيشي أفضل”. ووجهت همشري رسالة لكل امرأة جنوبية في المجتمع: “إنه من خبراتي المتواضعة في مجال العمل الطبي والأكاديمي والعمل الاجتماعي فإني أوجه رسالتي لكل الزميلات من أخواتي وبناتي بأن يكونوا على وعي بدورهن في الحياة وكيفية صنع التغيير في المجتمع إلى الأحسن بما لا يتنافى مع قواعد ديننا الإسلامي الحنيف وتقاليد مجتمعنا الجنوبي العربي الأصيل حتى نكون السباقات في رفع راية البناء والتغيير في مجتمعنا ونكون أيضا قدوة لمن بعدنا من أجيال، فأنتِ الأم والابنة والزوجة والأخت.. أنت ِمنبر لترسيخ المبادئ والأخلاق الحميدة في نفوس الأولاد فتنشئة جيل يقود الوطن نحو بر الأمان مسؤوليتكِ كما أيضا مسؤوليتكِ أن تكوني بجانب الرجل لصنع القرار وإرساء الأمن والاستقرار والسلام لوطننا الحبيب الجنوب وعاصمته عدن بإذن الله”.

دور المرأة الجنوبية كجزء من أدوار الشرائح الجنوبية المختلفة فيما تقول د. سبأ عادل، وهي معيدة في كلية الصيدلة بجامعة عدن، وطالبة ماجستير، عن دور المرأة الجنوبية في المجتمع: “إن دور المرأة الجنوبية في المجتمع هو دور محوري كجزء لا يتجزأ من أدوار الشرائح الجنوبية المختلفة للارتقاء بالواقع المجتمعي والنهوض به في ظل الأوضاع والتحديات الصعبة التي يعيشها الوطن، كما أن دورها لا يقتصر على مجالات محددة وإنما هو دور شامل في كل جوانب الحياة سواء كانت موظفة أو ربة منزل أو من أصحاب الحرف اليدوية فدورها منتج وقادر على إحداث فرق في المستقبل المشرق الذي نسعى جميعاً جاهدين لرسم معالمه”. وأضافت: “إن العقبات التي تواجهها المرأة هي ذاتها العقبات التي يواجهها الرجل هي ذاتها التي تواجهها كافة الشرائح المهنية في المجتمع في ظل انعدام البنية الخدمية الأساسية والتسهيلات التي تقدمها الدولة للفئات العاملة، ومن أبرز تلك التحديات هو الوضع الاقتصادي المتأرجح الذي نعيشه في ظل عدم استقرار العملة كذلك الوضع الأمني غير المستقر”. ووجهت سبأ رسالة إلى المرأة الجنوبية في المجتمع بالقول: “عليها السعي وبذل الجهد وعدم اليأس، وأن لا تلتفت للصعوبات والعقبات مهما كانت كثيرة في طريقها نحو الإنجاز وأن تسعى دائماً لتحقيق طموحاتها المنشودة دون الالتفات لوعورة الطريق وأن تجعل الهدف نصب عيناها دون الالتفات لعقبات الطريق، فجمال الرحلة بلذة الوصول”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى