مقال لـ أحمد باحمادي.. طاح ( البحسني ) .. فكثرت سكاكينه !!
الوسطى اونلاين – خاص
هناك مثل عراقي يقول ( إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه ) .. هذا المثل يذكرنا بما يعتمل هذه الأيام من أحداث ساخنة كلها تصب حول شخصية اللواء ركن فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية وعضو مجلس القيادة الرئاسي ..
تلاحظون أن اللقب الناقص من بقية الألقاب الثلاثة التي طالما تعودنا سماعها وقراءتها في الأخبار طيلة سنوات .. هو محافظ محافظة حضرموت ..
لم يعد البحسني بعد الآن محافظاً لحضرموت .. وقد تمسك المسكين بهذا المنصب بقوة وعنفوان إلى آخر رمق.
إذ بقي قبل إقالته وإزاحته جاثماً على صدور الحضارمة لأكثر من نصف عقد من الزمن عاش فيها مواطنو المحافظة الكثير من المآسي والنكبات لم يُعرف مثلها فيما مضى ..
من حيث اتساع رقعة الفساد المالي والإداري .. وتردي الخدمات ولعل أبرزها ملف الكهرباء .. وغياب الأمن خاصة في الوادي والصحراء ..
واستباحة الأرض ونهب الثروات والموارد الكثيرة .. والاستخذاء والانبطاح لدول الخارج إلى غير ذلك من المنكرات الكثيرة التي حدثت في عصره.
وبما أن التاريخ يعيد نفسه .. ووقائعه تتكرر لمن فكّر وتدبر .. فإن البحسني وبطانته والمطبلون له .. ربما تصيبهم عن قريب نكبة تذكرنا بنكبة البرامكة في عهد هارون الرشيد وما حلّ بهم .. فلننظر كيف كانوا وإلامَ صاروا ..
فبعد ظلمهم وتجبرهم صاروا إلى القتل والسجن والإذلال ..
وقد ذكر ابن خلدون أن الفساد المالي كان سبب نكبتهم فقال : ( أنهم كانوا قد قبضوا على ناصية الأمور كلها، وتصرفوا بأموال الدولة دون رقيب حتى أصبح الرشيد يطلب المبالغ الصغيرة فلا يجدها إلا بإذن من الوزير ).
أضف إلى ذلك أن دعوات المظلومين كانت تنهال عليهم حتى روى التاريخ أنه ( لَمَّا حُبِسَ بَعْضُ الْبَرَامِكَةِ وَوَلَدُهُ قَالَ: يَا أَبَتِ بَعْدَ الْعِزِّ صِرْنَا فِي الْقَيْدِ وَالْحَبْسِ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ دَعْوَةُ مَظْلُومٍ سَرَتْ بِلَيْلٍ غَفَلْنَا عَنْهَا وَلَمْ يَغْفُلْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا ).
ولئن نسيت فإنني لا أنسى ما سمعته يوماً في مقطع صوتي مؤثر قبل أشهر عن امرأة فقيرة كانت تشتكي بحرقة وألم من سوء الأحوال وتدهور المعيشة .. فكانت تكرر قول ( حسبي الله ونعم الوكيل ) ..
فوقع في روعي أن الله عز وجل سيأذن بيوم يقتص من ظالميها إن لم يكن في الدنيا ففي يوم المعاد.
ماذا لو بدأت بوادر هذا اليوم ؟!! .. بدأ الأمر باحتجاز البحسني في السعودية ومنع عنه التواصل مع الآخرين وصودرت جوالاته ..
وطالعنا أيضاً ما اعتزم عليه ثلة من المحامين والحقوقيين الحضارم من تجهيز ملفات عن قضايا فساد كبيرة تورط فيها الرجل..
منها التلاعب بمبلغ (650 ) مليون دولار حصة حضرموت من مبيعات النفط .. ومنها ( 480 ) مليون دولار التي استلمها من حكومة معين عبد الملك مناصفة بين الساحل والوادي.
كذلك أنباء لا ندري مدى صحتها عن نزع الحصانة عنه وإقالته من قيادة المنطقة العسكرية الثانية .. وقد أفادت مصادر قضائية إن النائب العام ( قاهر مصطفى ) الذي تم تعيينه حديثاً أصدر مذكرة برفع الضبطية القضائية عن البحسني .. وربما تجري الآن ترتيبات قضائية من قبل النيابة العامة لمحاكمته عمّا اجترحه من ظلم وفساد.
نعتقد أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالكثير من المفاجآت .. ومثلما رأينا مظاهر الفرح والاحتفاء وقد عمّت شوارع المكلا عاصمة المحافظة ابتهاجاً بالإطاحة بالبحسني وزبانيته من كرسي المحافظة ..
هل سنشهد احتفاءات أخرى بمحاكمة الكثير من الفاسدين الذين أذاقوا الشعب مرّ الفقر طوال سنوات عجاف .. ؟!!