مقال لـ أحمد بامخرمه.. حضرموت وبداية الصراع ، هل نحن على إستعداد؟!
الوسطى اونلاين – خاص
يوم بعد يوم تسقط واحدة تلو الأخرى من المحافظات ” المحررة ” في مربع الصراع الداخلي وتنتقل من الاستقرار إلى الفوضى واللا دولة ، حتى تصل الى غياب تام للدولة ومؤسساتها ، وضعف القضة الأمنية والعسكرية حتى يصل الأمر إلى صراع وإقتتال بوسط شوارع مدنها وبين أزقة بيوتها ، و دائما جل ضحايا هذه الصراعات هم من المدنيين المسالمين العزل.
فالملاحظ للأمر برمته وكأنه سرطان خبيث ينتشر وينهش في جسد ما تبقى من وجود للدولة والنظام والدستور ونتائج ذلك الأمر لا شك في أنها كارثية ولنا في الجوار خير مثال.
حضرموت أكبر محافظات الجمهورية ، وأغناها ثروة ومساحة و التي تتخد مبدأ السلم والحياد والنأي عن الصراعات منذ أمد طويل ، وذلك رغم تملكها للقوة والرجال والسلاح ما سيكفي للقتال عقود من الزمن.
نرى اليوم أن سرطان ( الفوضى ) الخبيث قد بدأ بالاقتراب منها وأصبح يهدد سلمها ، وللأسف الشديد أن هناك خلايا سرطانية خبيثة قد انتشرت في عمق الجسد الحضرمي ، ويجب سرعة استأصالها حتى لا تنتشر ببقية الجسد الحضرمي بأكمله ، نعم توجد لدينا اليوم نخبتنا الحضرمية الباسلة صمام أمان المحافظة والتي نعول بعد الله عليها في الدفاع وضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ، ولكن التواجد العسكري يجب أن يدعمه ويسانده التواجد السياسي والحضور الشعبي الجماهيري.
وأن ما ننتظره اليوم من المكونات السياسية الحضرمية وندعو إليه في الشارع الحضرمي هو مليونية جماهيرية حضرمية سلمية الحضور تكون تحت حماية النخبة الحضرمية ، تدعو لها كافة المكونات السياسية والاجتماعية بحضرموت ، توصل من خلالها عدة رسائل واضحة للكبير والصغير ، وللقريب والبعيد ، وللعدو قبل الصديق ، وهي بأننا نرفض كل الدعوات التي تجر المحافظة إلى مربع الفوضى والأقتتال ، وأن حضرموت وأبنائها في أزماتهم يكونوا على قلب رجل واحد ، ويتخندقون بخندق واحد للدفاع عنها ، وأننا كأبناء لها نجنب خلافاتنا الداخلية ونتوحد ، ولسنا بحاجة للوصاية علينا وعلى محافظتنا بل نحن قادرين ومقتدرين على إدارة شؤونها والدفاع عنها .
وختاما نسأل الله أن يحيي الضمائر ويؤلف بين القلوب ويجنب حضرموت ويلات الدمار والحروب إنه على ذلك لقدير.