أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ أحمد بامخرمه.. أين هو الجنوب العربي؟ وهل نحن يمنيون أم “جنوبيون” ؟!

الوسطى اونلاين – خاص

كنت في جدال عفوي بيني وبين أحد أبناء منطقتي وذلك حول موضوع مغلوط ويتداول بكثرة وخاصه بين أوساط هذا الجيل جيل الألفية الثالثة هذه الأيام ، حيث يقول البعض منهم نحن الجنوب العربي ونطالب بعودة دولة الجنوب العربي !! وهنا عنوان وسؤال مقالنا هذا هل نحن يمنيون أم جنوبيون؟!

إذا كانت إجابتك هي أننا ” جنوبيون ” سأوجه لك السؤال التالي : مربع أحمر وأبيض وأسود يتيمنهم مثلث أزرق تتوسطه نجمه حمراء علم اي دولة هو؟ سيجيب البعض الغير مدركين لحقيقة الأمر بأنه علم دولة الجنوب العربي !! والإجابة خاطئة بكل المقاييس ، فذلك العلم الذي يرفعه الانفصاليون او أنصار الحراك الجنوبي والمجلس الإنتقالي هو في الأساس علم الدولة التي كانت موجودة سابقاً ويطالبون بعودتها حاليا ، والتي كانت أيضا تتمتع بالسيادة والعلم والدستور و”مقعد بالأمم المتحدة وإعتراف دولي” وكان إسمها في الأساس ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) .. بمعنى أنه لا وجود لدولة تسمى بالجنوب العربي مطلقا .. ونرى البعض الغير مدرك لهذه الحقيقة يطالبون بعودتها وهي في الأساس لا وجود لها بهذا المسمى ( الجنوب العربي ) بل كانت تسمى ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) كما ذكرنا أنفا .. إذا نحن يمنيون في الأصل!!

ومن ينكر هذا الأمر فهو يجرد ويحرم نفسه وأهله من عظمة وشرف ذكره في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ..

ففي القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف :

نزلت بعض الآيات وذكرت الأحاديث في أهل اليمن وبينت فضائلهم و الكثير من المناقب و سأذكر أهمها بأقتباس مع ذكر المراجع :

قال الله -سبحانه وتعالى- : [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا(2) ] {النَّصر}. 
ورد في سبب هذه السورة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: « لما نزلت : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ)؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية » صحيح : أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/404)، وأحمد في المسند (7709) من طريق عبد الرزاق أيضاً، وصححه الألباني في الصحيحة (3369).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول بالله صلى الله عليه وسلم : «إن الله استقبل بي الشام، وولي ظهري اليمن، وقال لي : يا محمد، إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً» صحيح : أخرجه الطبراني في الكبير (7642)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1716). 

وهذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد انطلق أهل اليمن لفتح الفتوح، وكان منهم القادة في كثير من المعارك التي خاضها المسلمون ضد أعدائهم من الكفار، ووطئت أقدامهم فارس والروم، ووصلوا المغرب الأقصى، وبلاد السند، وجنوب فرنسا، ومن له أدنى إلمام بالتاريخ يعرف ما لأهل اليمن من ماضٍ عريق في الدفاع عن الإسلام والمسلمين ، نعم يمانيــون غـير أننا حفـاة قد روينا الأمجاد جيلاً فجيلا قد وطئنا تيجان كسرى وقيصر جدنا صاحب الحضارات حمير.

أما الجنوب هو جهة من إحدى الجهات الأربع للبوصلة ، وليس مسمى لدولة او كيان ، فمن المعيب أن تكون صاحب قضية ولاتعرف عن أصولها ونشائتها وعن فحوى ماتطالب بعودته ، وبرغم صغر سن من كنت أجادله إلا أني أبيت إلا أن يكون مناقشا ذا معرفة وخلفية ثقافية تقوي نقاشه وتجعلك تستمتع بالمناقشة والحوار حتى وإن كان المحتوى لايعنيك ولاتؤيده!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى