اتساع رقعة الانتفاضة الشعبية في إيران.. وحرائق وقتلى بسجن إيفين
الوسطى اونلاين _ متابعات
تواصلت انتفاضة الإيرانيين اليوم السبت 15 أكتوبر (تشرين الثاني) تلبية لدعوات انطلقت من أمس الجمعة لتنظيم احتجاجات في عموم إيران، وسط محاولات مستمينة من النظام بالتعتيم على التظاهر من خلال قطع الإنترنت.
وعلى الرغم من الانقطاع الواسع للإنترنت في بعض أنحاء البلاد، فقد تم نشر العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر أنه منذ ظهر اليوم السبت، نظم المواطنون والطلاب تجمعات احتجاجية في مدن طهران، وكردستان، وأردبيل، وكرمانشاه، وهمدان، ورشت، وأصفهان، وكرج، ومشهد وغيرها.
وقد أحدثت المظاهرات كالعادة صدى على المستوى الدولي حتى إن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، أشار في حسابه على “تويتر” إلى لقائه ومحادثته مع بعض نشطاء حقوق الإنسان، بمن فيهم نازنين بنيادي. وكتب: “وإن كان الأمر ليس مستغرباً، فإن النظام الإيراني، للأسف، بدلاً من الاستماع إلى المحتجين السلميين، يواصل إطلاق النار عليهم”.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، طلبت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، من جو بايدن المطالبة بإخراج إيران من لجنة المرأة في الأمم المتحدة.
وفي محاولة من المسؤولين الإيرانيين لتشويه التفاعل الدولي مع الحراك داخل إيران، أشار أحمد خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، وممثل المرشد، أشار إلى الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني، قائلا: “اتصلوا بي بصفتي عضو مجلس خبراء القيادة وهددوني بأنني إذا لم أستقل فسوف يضعون رأسي على صدري. وبعد التحقيق تبين أنهم اتصلوا من الخارج”.
كما هدد وزير الخارجية الإيراني، حسين أميرعبد اللهيان، بأنه في حالة إقرار عقوبات ضد نظام طهران في اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، على خلفية مقتل مهسا أميني، فإن النظام الإيراني سيتخذ “إجراءات مضادة”.
وقال عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع وزير خارجية البرتغال، جواو غوميز كرافينيو: “إذا صدر قرار بعقوبات في الاجتماع القادم لمجلس وزراء الاتحاد الأوروبي بشأن مهسا أميني، فإن جمهورية إيران الإسلامية ستتخذ إجراءات مضادة”.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن إيران هددت في رسالة إلى دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بأنه إذا فرضت أوروبا عقوبات على طهران، بسبب قمع الاحتجاجات، فقد لا تستمر العلاقات الثنائية وستكون لها “عواقب وخيمة”.
طهران
وفي جامعة “تربيت مدرس” بطهران، تجمع الطلاب ورددوا هتاف: “مهسا، حديث، سياوش، إيران كالنار”.
وقام طلاب جامعة “هنر سوره” بطلاء أيديهم باللون الأحمر ونظموا تجمعاً احتجاجياً. فيما هتف هؤلاء الطلاب: “الطالب المسجون يجب أن يطلق سراحه”.
وبحسب التقارير، فقد تجمع طلاب جامعة “علم وصنعت ” في طهران أيضًا داخل الحرم الجامعي وهتفوا: “كردستان، زاهدان، عين ونور إيران”.
ونظم طلاب جامعة “شريعتي” تجمعاً احتجاجياً في طهران ورددوا شعارات مناهضة للنظام.
كما نظم طلاب جامعة “آزاد بونك” تجمعاً احتجاجياً ورددوا هتاف: “أيها الباسيجي العميل، كل جيداً إنها النهاية”.
وتشير مقاطع فيديو تلقتها “إيران إنترناشيونال” من منطقة “نازي آباد” بالعاصمة طهران، إلى أن المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع مساء اليوم السبت، وهتفوا: “الموت لنظام يقتل الأطفال”.
ولم ينته اليوم إلا وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لدخان متصاعد من سجن إيفين بطهران وأصوات صفارات الإنذار، وتحرك مجموعة من الدراجات النارية التابعة لقوات الأمن باتجاه إيفين.
ومع انتشار الدخان بمحيط سجن إيفين تعالت هتافات “الموت لخامنئي” في العاصمة طهران.
وقال موقع “ميزان أونلاين” إن “4 سجناء لقوا حتفهم بسبب استنشاق الدخان الناجم عن الحريق وأصيب 61″، مضيفا أن 4 من المصابين في “حالة خطيرة”.
وتصاعدت ألسنة اللهب وسحب الدخان من السجن الواقع في شمال إيران، حيث تفيد معلومات أنه تم إيداع بعض الأشخاص الذين اعتقلوا خلال التظاهرات المرتبطة بوفاة أميني.
وذكر “ميزان أونلاين” نقلا عن سلطات السجن ليل السبت بأنه تم إخماد الحريق الذي تسببت به “أعمال شغب وصدامات”، بحسب السلطات.
كرج
يُظهر الفيديو الذي تلقته “إيران إنترناشيونال” أن عناصر أمن بملابس مدنية يعتقلون بوحشية متظاهرة في كوهردشت كرج ويسحبون الأسلحة على الناس في مكان الحادث.
وقد نظم المحتجون مسيرات احتجاجية في هذه المدينة منذ ظهر اليوم رغم الأوضاع الأمنية.
كرمانشاه
ونظم طلاب جامعة “رازي” في كرمانشاه تجمعاً احتجاجياً اليوم السبت ورددوا هتاف: “إذا قتل شخص فألف شخص خلفه”.
مشهد
ونزل المتظاهرون في مشهد إلى الشوارع استجابة لدعوات التظاهر ورددوا هتاف: “لم تعد تجدي المدافع والدبابات، على الملالي أن يرحلوا”.
أردبيل
وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها “إيران إنترناشيونال” تجمع المواطنين في أردبيل. حيث ردد المتظاهرون في هذه المدينة هتافات “الموت للديكتاتور”، و”الموت لخامنئي”.
كما تظهر الصور التي تلقتها “إيران إنترناشيونال” أن أهالي التلميذات في أردبيل تجمعوا أمام ثانوية “راني نظام” للبنات عقب ورود أنباء عن مقتل إحدى التلميذات على يد قوات الأمن.
وفي أحد المقاطع هاجم المتظاهرون في أردبيل القوات الأمنية التي جاءت لقمع الاحتجاجات، اليوم السبت.
وأظهر بعض المقاطع التي تلقتها “إيران إنترناشيونال” من مدينة أردبيل، نساء ورجال المدينة وهم يمنعون القوات الأمنية الخاصة من التقدم خلال احتجاجات. وقد وقف المتظاهرون أمام قوات الأمن وجهاً لوجه وهتفوا “على الملالي أن يرحلوا”، و”يا عديمي الشرف يا عديمي الشرف”.
وقد انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لسيارة القوات الخاصة الإيرانية في أردبيل، شمال غربي إيران، وهي تحاول دهس إحدى المتظاهرات في المدينة.
همدان
وبحسب الأنباء، نزل الكثير من المواطنين، وخاصة الشباب، إلى شوارع همدان.
أصفهان
واستجابة لدعوات الاحتجاج، نزل المتظاهرون إلى شوارع شاهين شهر بمحافظة اصفهان، ورددوا هتاف “الموت لخامنئي”.
وتجمع طلاب الفنون في أصفهان يدا بيد في قاعة الجامعة، وأثناء وضع لافتة عليها شعار “المرأة، الحياة، الحرية” على الأرض، ورددوا معاً نشيد “يا إيران”.
رشت
وبحسب تقارير ومقاطع فيديو منتشرة، نزل المتظاهرون إلى شوارع رشت، شمالي إيران، ورددوا هتاف “الموت لخامنئي”.
كما نظم طلاب جامعة كيلان تجمعاً احتجاجياً.
وفي جامعة “آزاد رشت”، تجمع الطلاب ونزلوا إلى الشارع وغنوا أغنية “من أجل” لشروين حاجي بور.
يزد
وفي مدينة يزد وسط إيران انطلقت الاحتجاجات، وهتف المتظاهرون: “أيها الإيراني الغيور، نريد دعمك”.
كردستان
نظمت التلميذات في سنندج، بكردستان إيران، مسيرة احتجاجية في الشوارع، مرددات هتاف: “المرأة، الحياة، الحرية”.
وفي مدينة مريوان، واستنادًا إلى الفيديو الذي نشرته منظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان، تجمع التلاميذ في شوارع المدينة ورددوا هتافات مناهضة للنظام.
تأتي هذه الاحتجاجات بينما أعلنت منظمة “نت بلاكس”، وهي منظمة غير حكومية تراقب الإنترنت في العالم، عن حدوث اضطراب كبير مجددا في عمل الإنترنت في إيران بدءًا من الساعة 10:00 صباحًا بالتزامن مع الاحتجاجات المناهضة للنظام.
هذا وتشهد إيران احتجاجات متواصلة منذ أسابيع أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاما) التي أعلنت في 16 سبتمبر، بعد 3 أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بتهمة مخالفة قواعد اللباس الصارمة.