أخبار محلية وتقارير

الدكتورة فريدة الطهراني تكتب: مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغيير المناخ

القاهرة (الوسطى أونلاين) خاص

ما شهدته المنطقة العربية طيلة العقود الماضية من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وهو ما ينبئ بمزيد من الجفاف والتصحر، فإننا لم نلحظ جدية في الشعور بحجم المشكلة، وهو الوضع الذي بدأ يتغير مع تفاقم المشكلة، والشيء الإيجابي أن بعض الدول بدأت تبحث عن الحلول للتعامل مع المشكلة، لأنه خطر قادم لا محالة، وعلى الرغم من أن جائحة (كوفيد – 19) لا تزال تُلقي بظلالها على المشهد العالمي، إلا أن التغيُّر المناخي لا يزال التحدي الأكبر في القرن الحالي، ونشهد يوماً بعد يوم تفاقُم خطورة التغير المناخي، ما يستوجب علينا حشد الطاقات وتضافر الجهود لمواجهة هذه المُعضلة التي يطال تأثيرها مُختلف أنحاء العالم.
ومن الحلول التي بدأت تتخذها الدول العربية هو الاتجاه إلى زراعة النباتات المتحملة للحرارة المرتفعة، كما تجري مراكز الأبحاث جهوداً لإدخال الجينات المسؤولة عن تحمل الحرارة في بعض النباتات إلى نباتات أخرى، وكما أكد الخبراء على ضرورة خفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول عام 2050 على أبعد تقدير، وأن على الدول الأغنى فعل ذلك على نحو أسرع، وبحلول عام 2030 يجب أن يصل مقدار الانبعاثات الغازية في العالم إلى نصف مقدارها في عام 2010، فيما أكد تقرير لمنظمة العفو الدولية ضرورة التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري (الفحم، والنفط، والغاز) في أسرع وقت ممكن، وضمان أن تجرى التدابير المتخذة لمواجهة التغير المناخي على نحو لا ينتهك حقوق الإنسان لأي فرد.
وإن تجربة المجتمع الدولي في مواجهة جائحة كورونا أكدت للجميع أن التعاون والتنسيق والعمل الجماعي هو السبيل لمواجهة كافة التحديات، وبالأخص تحدي التغير المناخي الذي لا يهدد صحة البشر فحسب، بل صحة كوكب الأرض ككل، ونأمل إلى دفع الجهود لإتاحة الفرصة لتحقيق الحياد الكربوني وحماية المجتمعات والاقتصادات من أسوأ الآثار الناجمة عن تغير المناخ، وبناءً على ذلك فإن موضوع الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغيير المناج cop 27 يعتبر حدثاً عالمياً والذي يتم تنفيذ فعالياته لينعقد تحت رعاية جمهورية مصر العربية، فهو مؤتمر دولي يلتقي به مسؤولون وممثلون عن الدول المشاركة إضافة لعدد من رؤساء المنظمات التابعة للأمم المتحدة وخبراء ومهتمين بقضية التغير المناخي من جميع أنحاء العالم لمناقشة أزمة التغير المناخي والحد من تأثيراتها سياسيا واقتصاديا واجتماعياً، والاطلاع على الجهود الدولية الحثيثة للتصدي لها ومناقشة تبعات الأزمة واقتراح حلول عاجلة وفعالة لها.
وأسبوع المناخ العالمي بالمملكة المغربية يأتي ليؤكد التزامنا المستمر بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، ولا سيما الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة لمكافحة التغير المناخي، ودعوة جميع أصحاب المصلحة إلى مواصلة تقديم المساعدة المستمرة ومتعددة القطاعات والمستويات لتحقيق أهدافنا في اقتصاد محايد للكربون، والتي يمكن أن تسهم في إنشاء اقتصادات مستدامة وزيادة فرص العمل والضمان الاجتماعي والازدهار.
والله الموفق،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى