صحيفة دولية تسلط الضوء على الاحتجاجات المطلبة بطرد بقايا قوات الاحتلال اليمني من وادي حضرموت
الوسطى اونلاين _ متابعات/ العرب
تشهد محافظة حضرموت احتجاجات شعبية تندد باستمرار تواجد القوات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى في مناطق وادي وصحراء حضرموت، رغم وعود سابقة بإنهاء تواجد هذه القوات.
وتفجرت الاحتجاجات خلال الأيام الماضية في ظل شعور سائد بمماطلة مجلس القيادة الرئاسي في إخراج تلك القوات التي تنتمي إلى حزب التجمع الوطني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
وأكد المحتجون في وادي حضرموت استمرار احتجاجاتهم، واعتزامهم تصعيد خطواتهم من أجل إيصال صوتهم ومطالبتهم بالعيش في أمن واستقرار، مجددين تشديدهم على ضرورة إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، واستكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض ونقل قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى جبهات القتال لمواجهة الحوثيين في الشمال.
ويرى نشطاء من حضرموت أن التحركات الشعبية الجارية هدفها أيضا قطع الطريق على مشروع يروج له الإخوان لانفصال المحافظة الغنية بالنفط، وذلك في سياق مساعيهم لإرباك الوضع في الجنوب وخلط الأوراق.
ويقول النشطاء إن جماعة الإخوان مصرة على الحفاظ على ثقلها في المحافظة الإستراتيجية، وهي مستعدة للذهاب بعيدا في تعزيز وضعها هناك، مستفيدة في ذلك من دعم بعض الأطراف لها في مجلس القيادة، والتي ترفض أن توكل إدارة المحافظة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.
وكان منصور صالح، نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، حذر سابقا من مخطط إخواني انفصالي في حضرموت. وقال صالح في وقت سابق “إن ما يثير الاستغراب والسخرية معاً، أن الإصلاح بعد أن كان متمسكا بمشروع الوحدة ويمننة الجنوب وحضرموت، تحول فجأة إلى تبني خيار دولة حضرموت التي لا تعترف باليمن ولا بالوحدة اليمنية”.
ولفت المسؤول في المجلس الانتقالي إلى أن من يقودون حملة للدعوة إلى تبني خيار دولة حضرموت هم نشطاء يمنيون شماليون وقيادات إخوانية يمنية ووسائل إعلام يمنية، عجزوا عن استعادة عاصمتهم، وحين رأوا الجنوب يسير نحو استعادة دولته لجأوا إلى استهداف نسيجه الاجتماعي بدعوات التمزيق.
وأشار نائب رئيس الدائرة الإعلامية إلى أن ما يردده الإخوان بشأن حضرموت مؤشر على أنهم بعد أن أيقنوا أن الوحدة انتهت، وأن دولة الجنوب ستعود، لجأوا إلى الخطة “ب” بهدف تمزيق الجنوب ومحاولة إرباكه ومنع استعادته لدولته الكاملة بحدودها المعترف بها دوليا قبل وحدة مايو 1992.
وفيما تعصف الأجندات المتضاربة بحضرموت، تعاني المحافظة الغنية بالنفط مؤخرا من أزمة نفطية خانقة. وبحسب شهود عيان ووسائل إعلام محلية انتشرت طوابير السيارات والدراجات النارية لمسافات أمام بعض محطات الوقود التي لا تزال تملك كميات بسيطة من المخزون، في حين اضطرت محطات إلى الإغلاق بشكل نهائي بسبب عدم تموينها بالمحروقات.
وأصيبت مدينة سيئون، كبرى مدن وادي حضرموت، بشلل كبير بسبب أزمة الوقود، حيث توقفت معظم شبكات المواصلات الداخلية عن العمل. وتعتمد مدن وادي حضرموت على المحروقات القادمة من ميناء المكلا وبنسبة أقل من مصافي محافظة مأرب.