خطرها عابر للحدود.. فهل يضع المجتمع الدولي في 2023 حدا للإرهاب الحوثي
الوسطى اونلاين _ متابعات
عام مضى ولا تزال القضية اليمنية في أسفل قائمة الاهتمام الدولي والأممي، رغم الجرائم الحوثية التي تنفذ بتوجيهات من خبراء إيران وحزب الله في اليمن ضد الشعب، خصوصاً أن المليشيا الحوثية تصر على رفض تمديد الهدنة والمطالبة بشروط ابتزازية؛ منها صرف مرتبات مليشياتها، وتوريد عائدات النفط إلى خزائن قياداتها، وتجاهل عائدات موانئ الحديدة، والسماح لها بتهريب الأسلحة دون أي رقابة دولية، ورفض الاعتراف بحقوق الشعب اليمني ودولته. لقد شكلت المشاورات اليمنية- اليمنية في الرياض خطوة إيجابية نحو تعزيز سلطة الدولة اليمنية في المناطق المحررة، ورسالة قوية للمجتمع الدولي أن الإشكالية ليست في الشرعية وقياداتها التي على استعداد كامل للسلام وبما يحقق المصالحة العليا للشعب، خصوصاً بعد توجه دعوة للمليشيا للمشاركة في المشاورات، لكنها رفضت ذلك، وإنما في العصابات الحوثية التي تتلقى التوجه والدعم من طهران وتصر على العنف والإرهاب. لقد كان قرار مجلس القيادة الرئاسي تصنيف المليشيا الحوثية منظمة إرهابية حدثاً قوياً تشهده اليمن منذ الحرب التي أطلقها المتمردون في صعدة عام 2003 وحتى يومنا هذا، لكن هذا القرار ينبغي أن يحظى بتحرك دبلوماسي قوي في المحافل الدولية، وصولاً إلى استخراج قرار دولي بوضع المليشيا في القائمة السوداء لمجلس الأمن الدولي، والبدء بإحالة ملف الجرائم إلى المحكمة الدولية.
ويأمل اليمنيون أن يكون 2023 هو عام نهاية المليشيا الحوثية التي لم تعد تشكل تهديداً للإنسانية في اليمن، بل أصبح خطرها عاباًر للحدود ويهدد الملاحة الدولية واقتصاديات العالم، مؤكدين ضرورة وضع خارطة حربية للقضاء على هذه العصابة الإرهابية وتطهير اليمن والمنطقة من خطرها الوشيك، خصوصاً بعد تحويل اليمن إلى حقل ألغام يتصيد يومياً العشرات من الأطفال والنساء. ويرى وكيل وزارة الإعلام اليمنية فياض النعمان، أن استمرار تعاطي مليشيا الحوثي الانقلابية بشكل سلبي وغير مسؤول مع كل ما تم طرحه من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي والمجتمع الدولي بشأن إنهاء الحرب وتغليب مشروع السلام الذي يقوم به المبعوث الأممي لليمن؛ يجعل تحقيق السلام لليمنيين مع جماعة إرهابية مستحيل المنال، وهو مقرون بكل الدلائل والشواهد والرصد لممارسات المليشيا الإرهابية الحوثية منذ انقلابها على مؤسسات الدولة في نهاية 2014. وأوضح النعمان في تصريحات لـ«عكاظ» أن الخيار العسكري أصبح اليوم أكثر الخيارات المطروحة محلياً وإقليمياً ودولياً لإنهاء جرائم الحرب التي تمارس ضد أبناء اليمن من قبل جماعة إرهابية عنصرية طائفية، فالمتابع للأزمة اليمنية منذ أن تسببت بها مليشيا الحوثي يؤكد أن المليشيا لا تمتلك مشروعاً لليمن، وإنما هي أداة إرهابية صنعت في خاصرة المنطقة لتحقيق مكاسب على الصعيد الدولي للدولة الراعية للإرهاب في العام؛ المتمثلة في إيران ومشروعها الإرهابي التوسعي في المنطقة.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي أصبح اليوم أكثر إدراكاً لخطر هذه المليشيا الإرهابية والخلاص منها أصبح حتمياً، غير أنه في المقابل لا تزال هناك مشاريع سياسية لعدد من الدول المؤثرة في الملف اليمني تحاول تصوير الأزمة اليمنية على أنها قضية إنسانية دون الاكتراث للجرائم التي يمارسها إرهابيو طهران بحق اليمن على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والعسكرية. ولفت النعمان إلى أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن يدركون أيضاً أن المليشيا الحوثية ليست شريكة حقيقية لصنع سلام حقيقي وتشكل تهديداً لليمن والمنطقة، ولكنهم أيضاً لا يزالون بعيدين جداً في اتخاذ إجراءات رادعة وحقيقية ضد ممارسات وجرائم المليشيا الحوثية، مستدلاً بـ«التعاطي اللين والرخو الذي شجع هذه المليشيا على استمرارها بالتعامل غير الأخلاقي وغير المسؤول مع ما يدور في الأزمة اليمنية». وتوقع وكيل وزارة الإعلام اليمنية أن يشهد العام القادم أحداثاً عسكرية خصوصاً في مناطق سيطرة الحوثي، إضافة إلى التوجه الجاد للمجلس الرئاسي في إصلاح العلاقة مع المحافظات المحررة ووضعها في قائمة الأمن والاستقرار لتكون اللبنة الأولى لتحرير بقية المناطق التي تسيطر عليها المليشيا بالعنصرية وقوة السلاح المنهوب من معسكرات الدولة اليمنية.