حوار مفتوح مع النائب الفني لكهرباء عدن المهندس احمد سعيد فرج ومستشار المدير العام للشؤون الفنية المهندس ياسين عبد الكريم
عدن (الوسطى أونلاين) حاوره / نور على صمد تصوير / نائلة هاشم
يعد توفير التيار الكهربائي من اهم المتطلبات الاساسية لشعوب وأمم العالم كون كل جوانب الحياة صارت مرتبطة به، فلذلك الدول والحكومات تعمل جاهدة ودوما على ايصال هذه الخدمة لكل فئات مجتمعاتها دون استثناء وبكل الطرق المتاحة.
اما في بلادنا فالكهرباء لا تزال القضية المحورية التي تواجه وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء في كل المحافظات المحررة ولاسيما في محافظة عدن التي تشهد استخدامات كبيرة للكهرباء خصوصا خلال الصيف الحار كونها مدينة ساحلية تزداد الحرارة ورطوبة الجو فيها مما يؤثر على حياة الآف مرضى الضغط والسكري اذا ما انقطع التيار الكهربائي عن منازلهم فترات طويلة وبالذات اولئك الذين لا توجد لديهم شواحن وبطاريات، وألواح شمسية تغطي فترة انقطاع التيار الكهربائي.
ومع هذا تبذل المؤسسه العامه للكهرباء عدن جهودا مضنية لابقاء التيار الكهربائي لساعات تشغيل أكثر خلال اليوم مع فترة اطفاء محتملة رغم كل الصعوبات والمعوقات التي تواجهها واهمها عدم وجود الدعم الحكومي اللازم بوجود محطات توليد جديدة لسد العجز وتوفير الوقود اللازم لها وكذلك إقامة شبكات ومحطات تحويل مواكبة لتوليد الطاقة.
وللاطلاع عن كثب حول مشاكل وهموم قطاع الكهرباء في العاصمة عدن، كان لنا هذا الحوار مع المهندس/ احمد سعيد فرج النائب الفني لمؤسسة كهرباء عدن والمهندس ياسين عبد الكريم مستشار المدير العام للشؤون الفنية في المؤسسة
**ماهي مشاريع المؤسسة العامة للكهرباء للعام الحالي 2023م؟
*حقيقة الأمر قبل قدوم كل عام جديد تكون لدينا آمال وأحلام وخطط لمشاريع تنموية شاملة! وسنعمل .. وسنقيم .. ونوفر …؟! ولكن للاسف مشاريعنا تكاد تكون حبر على ورق! فقد كانت لدينا مشاريع كبيرة في اطار خططنا ونشاطاتنا للعام الحالي 2023م ولكن كل تمنياتنا للنهوض بقطاع الكهرباء، سواء في أعادة تأهيل محطاتنا الحكومية أو إقامة محطات تحويل جديدة ٣٣/ ١١ لم يكتب لها التوفيق بالحصول على التمويل اللازم؟! ولكن رغم ذلك نحن نعمل بجهود ذاتية ومن ايرادات المؤسسة التي تتفاوت من عام الى اخر حيث نحن في مجال الشبكات بصدد اقامة محطه تحويل رئيسيه في حوش درهم بمدينة دار سعد عند (زهرة خليل) ومحطة انماء (الدره) في مدينة الشعب وكذلك محطه الخساف التحويلية بمديرية صيرة! هذه الثلاث المحطات ٣٣/ ١١ كيلو فولت تعد ابرز مشاريعنا خلال النصف الأول لعام ٢٠٢٣م باذن الله تعالى ومع هذا كان لدينا طموح بلا حدود في مشروع تصريف الطاقة لمحطة الرئيس والتي تقوم بها شركه بترومسيله بتركيب وتشغيل ثلاث محطات تحويل رئيسية ١٣٢/ ٣٣ ك.ف في مجمع الحسوة وأخرى في المنصورة والثالثه في خور مكسر، هذه المحطات التحويلية كانت ستعمل على الإستفادة من تشغيل محطة الرئيس بكامل طاقتها حوالي ٢٤٠ ميجا، اي تشغيل التوربينين (٢) بدلاً من توربين واحد ولكن العمل بتركيب وتجهيز مفاتيح التشغيل جهد ١٣٢ ك.ف تعثر منذ الوهلة الاولى رغم وصول هذه المفاتيح منذ ١٠ اشهر ولا نعرف سببا لهذا التأخير الخارج عن إرادتنا ؟!
كما وتوقف الدعم الذي كنا نامل ان نتحصل عليه من قبل البرنامج السعودي للاعمار في إقامة خمس محطات تحويل ٣٣/ ١١ ك.ف لإجراء تحسينات في منظومة جهد ٣٣ ك.ف بصورة جيدة ومرنة!
اما بالنسبة لمحطات التوليد وخفض العجز في توفير الطاقه!
فمشاريع إعادة التأهيل؛ هي أيضاً مشاريع اعوام سابقة تتاجل من عام الى اخر بسبب حالة البلد المنهك والوضع الاقتصادي الصعب! فقد كان لدينا طموح لاعادة تأهيل محطة المنصورة وارتسلا والتي أنشئت العام 2007م، وكذلك المولد الصيني الذي أنشئ العام 2006م في محطة الحسوة.. وهي من مشاريع الصيانة العمرية التي كنا نامل ان تكون قد أنجزت لمجابهة صيف هذا العام تخفيفا لمعاناة الناس ولكن لم تلتزم الحكومة بتوفير التمويل اللازم لتنفيذها؟! رغم إقرارها من قبل مجلس الطاقه الأعلى ومجلس الوزراء في أكتوبر ٢٠٢٢م؟!
ومن خلال هذا الحوار نود أن نشكر جهود معالي الاخ وزير الدولة محافظ محافظة عدن بدعمه لمشروع إعادة تأهيل مولدات وارتسلا في محطة توليد المنصورة والذي جاري العمل فيه وإن شاء الله تكون جاهزة في هذا الصيف.
**ماهي المشاريع التي انجزت من قبلكم خلال العام المنصرم 2022م؟
*نستطيع القول بان امالنا وطموحاتنا التي رسمناها للعام ٢٠٢٢م لم تتحقق ولو بالشيء اليسير!! ولكن رغم العثرات والصعاب قد تمكنا من مد روافد جديدة من محطة المنصورة.. بإضافة كابلات جديدة 33 إلى حوش درهم والدفاع الجوي ومحطة مدينة الشعب لتعزيز شبكة ٣٣ ك.ف. كما ركبنا ايضا محول في محطة بئر فضل الجديده بسعة 31 ميجا.فولت.امبير لتخفيف الضغط الذي نواجهه في منطقة بئر فضل (عدن الجديدة) نتيجة للطفرة العمرانيه في هذه المنطقة التي شهدتها بعد عامي 2018م و2019م فمشاريعنا الجديدة!
لدينا خططنا ومشاريع منذ عام 2014م ولكن حتى المناقصات التي قمنا بإعدادها لم نوفق بالحصول على تمويل لها.. عدا مناقصة واحده وهي مناقصة شراء محولات من العام 2019م وصلت محولاتها الخمسة عام ٢٠٢١م؟! فهذا التعثر لشراء مواد شبكة أو صيانة مولدات محطات كهرباء، كله بسبب توقف البرنامج الاستثماري الذي كانت تدعمه الحكومة لقطاع الكهرباء! فقبل توقف البرنامج الاستثماري للدولة نهايه عام ٢٠١٢م، كانت الحكومة تدعم كهرباء عدن بنحو 5 مليارات ريال لمشاريع إعادة التأهيل وتحسين الشبكات؟! والذي توقف العمل به للاسف منذ العام 2013 م وان كانت الحكومة الحالية قد وعدت باعادة العمل بهذا البرنامج العام الماضي الى انه لم يتحقق بسبب نقص العائدات المالية الناجمه عن توقف صادرات النفط والغاز؟!
كما أن مشاريعنا خلال العام الماضي تمثلت بتدخلنا في اماكن متعددة حدثت فيها اختناقات او احتراق لمحولات توزيع في الأحياء السكنية، فاكثر من ١٦ محول ١١/ .,٤ ك.ف في الثلاث المناطق لعدن! وقد بلغت قيمة شراء المحول الواحد 20الف دولار وذلك بفضل الدعم الطيب من وزير الدولة محافظ محافظة عدن الاستاذ/ احمد حامد لملس الذي لم يقصر معنا بمساهمته الجزيلة وتقديمه مساعدات متعددة خففت علينا اعباء كثيرة وفي اطار سلطاته كمحافظ للعاصمة عدن!
**كم تبلغ الطاقة الحالية للكهرباء في محافظة عدن ؟
*الحمل الأقصى الذي وصلنا اليه في فصل الصيف الماضي وصل لأكثر من 600 ميجا وكان المتوفر في احسن حالات التشغيل 400 ميجا وات!.. حاليا في فصل الشتاء المتوفر 200 ميجا وات و الاجمالي 280 ميجا .. اما الانقطاعات الزائدة في نهاية يناير وبداية فبراير فهي بسبب حدوث مشاكل في عدم توفر الوقود لمحطات التوليد .. كما ان التوربين الرئيسي لبترومسيلة لايوجد مخزون النفط الخام؟! فهذا التوربين خلال الشهر يعمل عشرة ايام ويتوقف ٢٠ يوم بسبب نفاذ الوقود حيث كانت كمية الوقود تاتي من النشيمة/ شبوة عبر باخرة تستاجرها الحكومة، بينما الان بعد توقف خروج السفن من ميناء النشيمة يتم نقل الوقود الخام بواسطة البوز عن طريق البر! وهذه العمليه مكلفة جدا حيث هذه الكميات تستنفذ خلال 10 ايام ونبقى اسبوعين الى ثلاثه اسابيع دون وقود حتى تصل الكمية الاخرى وهكذا هلم جرا
**هل هناك صعوبات تواجه عملكم؟
*الصعوبات كثيره من اهمها:
1/نقص التمويل حيث ليس لدينا تمويل فمشاريعنا متوقفة منذ العام 2014م بينما الدعم الحكومي يتمثل في تقديم الوقود ليس الا.. كما أن الدول المانحة والتحالف لا يعطي توفير خدمة الكهرباء للمواطن العائش تحت ويلات الحرب اي اهتمام! فهم يشترطوا بشروط قاسية وصعب تحقيقها لتقديم دعمهم لنا ؟! فهم يعتبروا توفير الكهرباء للمواطن كسعلة واجب عليه دفع قيمتها لا قضية أمن قومي ودعم وحق إنساني ملزم توفيرها للشعوب المضطهدة بسعير الحروب!
2/ عدم تسديد المشتركين فواتيرهم الشهرية فهناك عزوف من الناس عن التسديد
فعدد المشتركين أو المستهلكين لدى كهرباء عدن قد تجاوز 190الف مشترك حتى نهاية عام ٢٠٢٢م.. وشهريا نصدر حوالي أكثر من ١٨٥ الف فاتورة كهرباء! بينما ما نتحصل عليه من ايراد نقذي من 40 الى 41 الف فاتورة فقط وهذا يشكل نسبة ٢٠_ ٢٢٪ من الفواتير الصادرة كل شه؟! وهذا التحصيل الذي نتحصل عليه يتركز النشاط التجاري وكبار المشتركين!. بينما النشاط المنزلي فاذا اصدرنا 140 الف فاتورة لانتحصل الا على أقل من ١٠ الف فاتورة، علما بأننا نبيع الكيلو وات الواحد بحوالي ١٠ ريال للمنزلي، و ١٠٠ ريال ريال للتجاري والحكومي بينما يكلف المؤسسة أكثر من 310 ريال للكيلو وات ساعة وهذا كله من اجل المواطن!
3/ كما وأن سرقة التيار الكهربائي من خلال الربط العشوائي والمزدوج للتيار يشكل لنا مشاكل يومية يصعب حلها.
4/كذلك البناء تحت وعلى مسار الشبكات.
**كم تبلغ المديونية تقريبا لدي كبار المشتركين ؟
*بخصوص كبار المشتركين والتجاري نحن نتابعهم لتسديد فواتيرهم اولا باول، اما ما يخص شريحة الحكومي كاالوزارات والمؤسسات والمستشفيات وغيرها لم نستطع تحصيلها بحجة انه ليس لديها موازنات تستطيع دفع ما عليها من مديونية للكهرباء حيث بلغت المديونية مع نهاية العام الماضي لدى هذه المؤسسات والوزارات أكثر من ٤٠ مليار ريال وعند الاهالي حوالي ٥٤ مليار ريال.
علما بانه قبل الحرب كانت مستحقات الكهرباء لدى المرافق الحكومية التسع جهات تخصم تلقائيا من موازنة هذه المرافق كالجيش والصحة والتربية من وزارة المالية عبر البنك المركزي وتورد لحساب الكهرباء مباشرة فيما يسمى بالدعم الحكومي! اما الان فالعين بصيرة واليد قصيرة وبسبب الوضع الصعب الذي نعيشة حاليا جراء الازمة الاقتصادية، كما ان المواطنين لا يدفعون فواتيرهم بسبب عدم وجود رواتب وغيرها من الاعذار والحجج التي بدورها اثرت على تحصيل ايرادات المؤسسة بصورة كبيرة.. اضافة الى نقص الوعي لدى المواطن في اهمية دفع قيمة استهلاكهم للتيار الكهربائي حتى تستطيع المؤسسة استمرارية وتحسين خدمة الكهرباء للمواطن أو المستهلك والنهوض بمستوى عملها التجاري.
**ماهي الخطوات او الاجراءات التي اتخذت لمعالجة ازمة الكهرباء خلال فصل الصيف ؟
*نحن دائما مع قدوم فصل الصيف نستفيد من الاجراءات التي نتخذها في فصل الشتاء ونعمل الخطط والبرامج من اجل تطبيقها في فصل الصيف لكننا نصطدم دوما بعدم وجود المواد اللازمة نظرا لعدم وجود التمويل والدعم اللازم .فكل مشاريعنا متوقفة ولم تفتح لها الاعتمادات وهذا بالتالي سيحدث نقص في امدادات الطاقة خلال فصل الصيف والتي نأمل أن يتحسن الوضع.. اي نعتبر أنفسنا متفائلين!
**ماهي. المحطات العاملة بكامل طاقتها في العاصمة عدن ؟
*المحطات الحكومية العاملة تكاد تكون بحدود 60% والتي هي منتظرة بدء الصيانة العمرية لها.. ففي الحسوة لدينا ثلاثة مولدات متوقفة وهكذا محطة المنصورة وخورمكسر.. وحتى المولدات العاملة ضمن ما يسمى بالطاقه المشتراة لا تعمل بالشكل الفني والتجاري فالتي في دار سعد محطة الاهرام بقدرةة 30 ميجا ولكن تعطينا بحدود 20 الى 25 ميجا مما يتسبب في خفض انتاج الطاقة والعجز فيها
**هل مازالت المؤسسة تعتمد على الطاقة المشتراة من القطاع الخاص ؟وكم تبلغ تكلفتها ؟
*نعم لازلنا نعمل بنظام الطاقة المشتراة المكلف! فأغلب مولدات الطاقه المشتراة هي قديمة وقد عدت عمرها الافتراضي! كما أن عدم وجود قانون مشاركة لهذه الشركات يلزمها ببناء محطات توليد على أسس فنية وبتوربينات كبيرة وبوقود ثقيل رخيص وليس مولدات واحد ميجا بالديزل! وهي مولدات تستخدم عادة في المشاريع الريفية او في مستشفيات والفنادق كمولدات احتياطية وليس كمحطات رئيسية مثل التي لدينا.. وبالتالي فهذة النوع من الطاقة ليس لها اي مردود تجاري او جدوى فنية سوى تبديد للمال! .. كما ان اصحاب الطاقة المشتراة يطالبوا الحكومة بدفع مستحقاتهم المتخلفة لبعد النصف الثاني لعام ٢٠٢١م حتى ٢٠٢٢م ويهددوا بين الحين والآخر يايقافها ولزاما على الدولة دفع هذه المتأخرات والتجديد لسد العجز في الطاقة عند كل صيف!
**كلمة اخيرة :
نشكركم لتواجدكم معنا وتلمس هموم الكهرباء وعبركم :
1/ نناشد المواطنون بضرورة تسديد ولو جزء يسير من مديونيتهم لدى المؤسسة مع استعدادنا الكامل لتقسيط مديونية فواتيرهم وبمبالغ تتناسب ومقدرتهم.
2/ندعوا المواطنون كذلك الى عدم الربط العشوائي والمزدوج لان ذلك يشكل خطر عليهم ويتسبب في احيان كثيرة في حدوث اضرار جسيمة بالارواح والممتلكات وعدم العبث ايضا بالكيبلات وخطوط الكهرباء حفاظا على ارواحهم.
3/على الدولة والحكومة الاهتمام بقطاع الكهرباء كونها تعتبر أحد دعائم الأمن القومي. وحتى نجنب اهالينا لفحات الصيف الحار وخصوصا المرضى .
4/نامل من الجميع التكاثف والعمل كفريق واحد من اجل جعل الكهرباء في متناول الجميع وبدون انقطاع! سواء بالدعم ودفع الفواتير وتوفير مواد الصيانة والتشغيل..