التلويح بالتصعيد.. ابتزاز حوثي للحصول على مزيد من التنازلات
الوسطى اونلاين – متابعات
ورقة ابتزاز جديدة يرفعها الحوثي في اليمن، عبر تصعيد يشي بعودة الأزمة لمربعها الأول ويثقل سجلا من انتهاكات تجهض جهود السلام.
فبعد أيام من خروج زعيمها لإطلاق التهديدات، افتتحت مليشيات الحوثي صفحة جديدة في دفاتر تصعيدها العسكري على لسان قيادتها.
ورفعت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا خطابها التصعيدي عاليا منذ انهيار الهدنة الأممية في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالتزامن مع سلسلة هجمات ميدانية، في ضغط اعتبره خبراء يمنيون يستهدف “ضمان مزيد من التنازلات من (الحكومة) الشرعية والضغط على الوسطاء الدوليين في حراك السلام”.
ومنذ الخميس الماضي، وتحديدا بعد ساعات من خروج زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز، بادرت المليشيات على الفور بالهجوم البري والجوي والقصف المدفعي على العديد من المحافظات أبرزها الحديدة وتعز ومأرب.
3 جبهات رئيسية
كما امتدت هجمات مليشيات الحوثي إلى جبهات الضالع ولحج ومن المتوقع اتساعها جنوبا، حيث أكدت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية”، وصول تعزيزات حوثية إلى 3 جبهات رئيسية من بينها جبهتي “تورصة” وكرش شمالي لحج.
وفي مأرب، قالت المصادر إن هجوم مليشيات الحوثي الذي وصف بـ”الأعنف”، استهدف تحقيق تغير قواعد الاشتباك والتقدم صوب مديرية حريب قبل أن تعزز قوات العمالقة صفوفها وتتمكن من ردع التصعيد العسكري الحوثي الذي خلف 15 قتيلا على الأقل من الطرفين.
ابتزاز
يرى خبراء يمنيون أن فتح مليشيات الحوثي صفحة جديدة من التصعيد على الأرض يعد تأكيدا لتصاعد نبرة الحرب من أفواه قيادات مليشيات الحوثي، بحثا عن مخرج للعودة للمعارك، وضربا مباشرا لجهود عملية السلام.
وأجمعوا، في تصريحات متفرقة لـ”العين الإخبارية”، على أن “تصعيد المليشيات في خطابها وعلى الأرض هي محاولة لابتزاز المجتمع الدولي والأطراف التي تتحرك للتوسط لاستئناف الهدنة والوصول إلى صيغة سلام ينهي الحرب والانقلاب”.
وبحسب المحلل السياسي اليمني عمر الشارحي، فإن رفع الحوثي وتيرة التصعيد الإعلامي يفسر رغبة المليشيات بالخروج الصريح من مسار التهدئة نحو الحرب وهو تأكيد بأن مليشيات الحوثي لم تكن يوما من الأيام مستعدة للانخراط في مشروع سلام عادل وشامل.
وقال الشارحي لـ”العين الإخبارية”، إن “الحوثيّين يدركون أن السلام يؤثر على مصالحهم بشكل مباشر لأنهم جماعة منبوذة تبتز اليمنيين في قوتهم لتحقيق مصالحها، وأي تسوية سياسية ستجهض هذا المشروع الابتزازي، لهذا يدفع الحوثيون اليوم من جديد نحو أتون الحرب وتفجيرها”.
وأوضح المحلل السياسي اليمني أن الحوثيين تبنوا في الماضي سياسة التعنت لجني المزيد من المكاسب من خلال تنازلات حكومية تصب في طور جهود السلام؛ لكن اليوم فتحوا صفحة جديدة في سجل تنصلاتها وتتمثل برفع نبرة خطابهم التصعيدية والتلويح بالحرب.
ولم يفعل الحوثي أكثر من “تأكيد المؤكد”، إذ أن المؤشرات ظهرت على الأرض في تصعيد ميداني عبر أكثر من جبهة؛ وهذا تأكيد آخر بأن المليشيات لم ولن تكون من دعاة السلام، طبقا للشارحي.
البحث عن ردة فعل
من جانبه، اعتبر المحلل والإعلامي اليمني أدونيس الدخيني أن “الابتزاز الحوثي يستهدف، من خلال ورقة التصعيد، فرض شروط وإملاءات حوثية تضمن للمليشيات مكاسب جديدة سواء في ما يخص حركة الملاحة الجوية والبحرية أو الحصول على مزايا مالية لعناصرها كمرتبات مع موظفي الجهاز الإداري للدولة الذي نهبت مرتباتهم منذ سنوات”.
وقال الدخيني لـ”العين الإخبارية”، إن “المليشيات الحوثية رفعت خطابها التصعيدي عاليا وتحركت ميدانيا بالتوازي بحثا عن ردة فعل من الوسطاء وسعيا للحصول على تنازلات من قبل الشرعية وهو ما ترفضه الحكومة وكل الأطراف التي تشكل جبهة المواجهه مع المليشيات”.
وبحسب الخبير، فإنه لأكثر من أربعة أشهرٍ ظلت المعارك متوقفة باستثناء مناوشات تنتهي سريعاً، رغم انتهاء الهدنة الأممية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بسبب وجود حراك دولي وإقليمي لتجديدها، إلا أن مستجدات اللحظة توحي بفشل هذه المشاورات أو توقفها على الأقل.
وأكد أنه بالفعل “على مدى اليومين الماضيين، تصاعدت حدة تصريحات ميليشيات الحوثي من زعيمها إلى قيادتها ثم كيانتها العسكرية والسياسية، مُلوحةً بالحرب مجدداً بعد فشل وفدها في انتزاع تنازلات كانت تطالب بها المليشيات وأفشلت جهود تمديد الهدنة”.
ويعتقد الدخيني أن الوضع الحالي في “حالة اللا حرب واللا سلم يتيح للمليشيات الحوثية التمسك بشروطها، ما يحتاج إلى أن يبادر مجلس القيادة الرئاسي الآن للعودة إلى الميدان بإدارة ناجحة لخوض معركة حاسمة لتحرير عدة محافظات”.
ما قاله الدخيني أكده نائب مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح بالإشارة إلى أن “المعركة الفاصلة ضد مليشيات الحوثي لا بد منها، بعد أن أثبتت الجماعة الإرهابية نواياها المبيّتة للانقضاض على جهود السلام”.
جاء ذلك خلال لقائه وفودا شبابية للاطلاع على أوضاعهم بشكل مباشر، ومناقشة القضايا والمواضيع التي تشغل اهتماماتهم، ضمن جهوده الرامية للوقوف عن قرب من كل الفئات المجتمعية في الساحل الغربي لليمن، وفق بيان للمقاومة الوطنية.