الإنجليز والطليان والذكريات القديمة
الوسطى اونلاين – تقرير عبدالله فيصل باصريح
الإنجليز والطليان والذكريات القديمة
يحكى أن في عام 1985م أقدم الهوليغانز، المتعصبون ذو الشهرة البائسة، على قتل تسعة وثلاثين مشجعًا إيطاليًا على مدرجات استاد هيسيل القديم في بروكسل. عندما كان نادي ليفربول الإنجليزي يتنافس على كأس أوروبا في مواجهة جوفينتوس الإيطالي، حتى بقيت إيطاليا أرضًا محرمة على المشجعين الإنجليز لمدة خمس سنوات،وبعد ذلك تم السماح لهم في عام 1990م، بعد أن تولى وزير الرياضة في الحكومة البريطانية شخصيًا مهمة مراقبتهم بنفسه.
منذ أيام شاهدنا نهائي اليورو الأوروبي بين إنجلترا وايطاليا، انتهاء بفوز المنتخب الإيطالي، وذلك بعد أن مالت ضربات الترجيح للمنتخب الإيطالي لتمنحه لقب البطولة، شاهدنا إيطاليا وهي تحطم كبرياء إنجلترا، في ملعب ويمبلي الشهير، ثم شاهدنا ثورة غضب عند الجمهور الإنجليزي، فتحول ملعب ويمبلي إلى ساحة فوضى. كرة القدم أحياناً تصبح صورة مجازية للحرب، والتعصب الكروي يعمي المشجع، ويجرده من الأخلاق، ويجعله يرتكب أي فضاعات في سبيل الساحرة المستديرة. كرة القدم ليس لها موطن تسكنه، ويجب على الجميع أن يفهم أنه بقدر ما تحب الفوز عليك أن تتقبل الخسارة. الإنجليز هم من قاموا بصناعة كرة القدم، وهم من وضعوا القوانين البدائية لتنظيم اللعبة، ولكنهم نسوا أن ينسجوا الروح الرياضية مع لعبة كرة القدم، التعصب الرياضي في الجمهور الانجليزي أفسد متعة الكرة الإنجليزية. كرة القدم وسيلة للمتعة وليس أداة للعنف. جميل أن يكون هناك حماس في التشجيع، ولكن الأجمل أن يكون هناك روح رياضية.
كرة القدم هي رحلة مدتها تسعين دقيقة تعيش فيها الفرح والحزن معًا، ولكن لا شيء يدوم، ولأنها كروية لا تستقيم على حال، ولا تقف دائماً بجانب أحد، وأحيانا يقدم أحد أطراف المباراة أداء ممتاز، ولكن لأنهم لم يحسنوا التعامل بشكل جيد مع تلك القطعة الجلدية الكروية فهي لا تنصفهم، فهي تميل كثيراً إلى من يداعبها ويحتضنها بصدره، وليس من يضربها انتقاماً وتشتيتاً، الكرة كل ما احتفظت بها اسعدتك، وتسعد كل من يركض خلفها كثيراً، لا تعرف الأرقام، ولا تعترف بكبير، وليس لها سيد، كل ما تعرفه هذه المستديرة أن هناك أحد عشر لأعب مقابل أحد عشر.