أخبار محلية وتقارير

في زمن الحوثي.. النساء يحتفلن بعيدهن بمزيد من الفقر والمعاناة

الوسطى اونلاين – متابعات

أعمل في بيع الخبز لأوجه توحش الفقر وحرب الحوثي” هكذا تحدثت “أم جنات” بصوت مرتجف يعكس حُزنها وآلامها وخوفها الذي تعيشه نساء اليمن.

ففي سوق “باب موسى” الشعبي، تتقاسم أم جنات قائد (38 عاما) مع الرجال مشقة العمل من أجل الحصول على 3 آلاف ريال (أقل من 3 دولارات) لسد رمق أطفالها الأيتام (ولدان وبنت) فضلا عن تكاليف علاج والدها المريض بالقلب والسكر.

وتسلط “العين الإخبارية” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الضوء على قصص يمنيات فقدن العائل أو مصدر الدخل، الأمر الذي اضطرهن إلى تحمل أعباء إضافية والبحث عن فرصة عمل لكسب لقمة العيش وإعالة أسرهن.

تحدي الظروف
رغم حرب مليشيات الحوثي التي دخلت عامها الـ9 وظروف الفقر القاهرة، إلا أن الكثير من نسوة اليمن نجحن في خلق تجارب ملهمة في الصمود والحفاظ على تماسك الأسر وتقاسم مشقة العمل مع الرجال كـ “أم جنات قائد” الذي فقدت معيلها الوحيد لتواجه بمفردها توحش الفاقة والحرب.

مصير قاس ألقى بثقله على “أم جنات” وحشرها مع أطفالها الثلاثة في غرفة واحدة أصبحت مسكنهم الوحيد بعد أن رحل المعيل، فلا شيء يصحبهم في حجرتهم هذه سوى الفقر الذي أثقل كاهلهم منذ أعوام كغيرهم من آلاف اليمنيين.

وتقول أم جنات لـ”العين الإخبارية”، إنها “جربت العمل على عربة نقل يدوية لبيع “الحمر” و”التوت” و”البيض” قبل عامين لكن مع سوء الوضع وتأثيرات الحرب انخفض إقبال الناس على الشراء، لتقرر الانتقال إلى بيع الفاكهة.

بؤس وفقر مدقع
بالنسبة لأم جنات، فإن المأكولات الضرورية للحياة أصبحت بعيدة المنال عن اليمنيين، فهم بالكاد يوفرون القوت اليومي، وقد صُدمت بأوضاع الناس البائسة وتردي أوضاعهم المعيشية بعدما حرمتهم حرب الحوثي من شراء الفاكهة الضرورية.

ويرجع عزوف كثير من اليمنيين عن شراء الفاكهة إلى الحرب الحوثية والحصار الجائر الذي أصاب الكثيرين بالبؤس والفقر، فضلا عن تفشي الأمراض النفسية حتى أصبح اليمن الآن من أكثر البلدان التي يعاني سكانها من الأمراض النفسية، كما تقول.

وتضيف “أصبح الناس فقط يفكرون في لقمة العيش ولهذا اتجهت لبيع الخبز رغم المردود المتواضع الذي يعود لي ولأطفالي، وأنا الآن أبيع الكدم لمواجهة ظروف الحياة ولتوفير المسكن والمشرب والأكل لأطفالي”.

كفاح مرير
وإلى جوار أم جنات تجلس المسنة “فاطمة علي” التي تبيع الفاكهة و”أم أمجد” التي تبيع الخضروات، وجميعهن يعشن مصيرا واحدا، ويكافحن بشكل مرير في ظل ظروف اليمن القاسية.

مرهق جدا البحث عن القوت اليومي في مدينة تعز المحاصرة، فعلى أرصفة الشوارع تصطف آلاف النسوة بحثا عن ما يسد الرمق خصوصا بعدما فقدن أزواجهن في الحرب الحوثية، كـ”أم أمجد”.

وتقول أم أمجد سيف لـ”العين الإخبارية”، إن الحرب أثرت بشكل كبير على النساء، فقبل اجتياح مليشيات الحوثي للمدن كانت الكثيرات يقدرن على توفير مصادر كسب الرزق إلا أن الوضع تحول إلى جحيم لا يطاق عقب الانقلاب.

وتضيف “أصبحنا نواجه ثالوث الحرب والغلاء والفقر وهو وحش يفترس نسوة اليمن فأنا أم لـ3 أبناء وزوجي استشهد في مواجهة مليشيات الحوثي”.

في العام الماضي، وثقت تقارير حقوقية ورسمية مقتل 56 امرأة وإصابة 60 أخريات بنيران مليشيات الحوثية، فيما طال التهجير القسري طال آلاف الأسر وتعرض أسر أخرى للحرمان من الحق في السكن نتيجة القصف والتفجير الذي تعرضت له منازلهم.

وتشير تقارير أممية إلى أن اثنين من كل ثلاثة يمنيين، أي نحو 20 مليون رجل وامرأة وطفل، يعيشون في فقر مدقع.

ويواجه 23 مليون يمني الجوع والمرض وغيرها من المخاطر التي تهدد الحياة مع انهيار الخدمات الأساسية في البلاد، فيما يواجه حوالي 161 ألف شخص قريبا مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقرير للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى