المجلس الإنتقالي .. انتصارات عسكرية ونجاحات دبلوماسية
الوسطى اونلاين _ متابعات
تعتبر الدعوة الرسمية من الحكومة الروسية لقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي لزيارة موسكو للمرة الثانية تندرج ضمن العلاقات الإستراتيجية والتاريخية التي تربط دولة الجنوب العربي” بالإتحاد السوفيتي سابقاً وروسيا الإتحادية حالياً“ تزمناً مع تصاعد الحراك الدولي والإقليمي الذي يسعى للدفع بعملية السلام الشاملة في الجنوب واليمن بشكل عام.
خصوصاً بعد النجاحات الدبلوماسية والإنتصارات العسكرية الذي حققها المجلس الإنتقالي الجنوبي وقواته المسلحة الجنوبية وتحظى العلاقة التاريخية بين موسكو والمجلس الانتقالي الجنوبي باهتمام كبير من قِبل المراقبين من الجانب الروسي والجنوبيين بشكل عام .
وذلك نتيجة العلاقة التاريخة والقديمة الذي يحظى به الجنوب من أهمية جيوسياسية، بالإضافة الى تصريحات المسؤولين الروس خلال الفترات الماضية التي تؤكد بوضوح وعلانية على ضرورة حل “القضية الجنوبية” باعتبارها مفتاح الحل وعامل مساعد لإستقرار اليمن والمنطقة من خلال اشراك المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف رئيسي في المفاوضات القادمة لإنهاء الصراع والحرب باليمن .
وتأتي زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والوفد المرافق له لروسيا ضمن برنامج المجلس الإنتقالي لتوسيع شبكة علاقاته الدولية؛ وتحريك ملف القضية الجنوبية في المحافل الدولية باعتبار روسيا عضو مهم في مجلس الأمن الدولي ولها حضورها الفاعل في حل القضايا العالقة بالمنطقة والعالم وللمطالبة في تحقيق أهداف شعب الجنوب الأساسية، والمتمثلة في استعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدودها الجغرافية المتعارف عليها حتى عام 1990 كما تعطي العلاقة التاريخية بين الاتحاد السوفييتي سابقاً، روسيا حالياً، ودولة الجنوب العربي التي كانت حليفة للاتحاد السوفيتي ، سمة خاصة لأي تواصل حديث بين موسكو وعدن.
حيث شهدت العلاقة الروسية التاريخية بدولة الجنوب العربي مراحل متطورة وراقية في القرن الماضي ، ويعمل المجلس الإنتقالي الجنوبي من خلال زيارته الى موسكو على إعادة هذه العلاقة الوطيدة والتاريخية إلى سابق عهدها بما يتوافق مع مصلحة الشعبين الصديقين وشعوب المنطقة والعالم.
خصوصاً بعد الإنتصارات العسكرية التي حققها المجلس الإنتقالي وقواته المسلحة الجنوبية في تحرير الجنوب ومكافحة الإرهاب بالإضافة الى النجاحات الدبلوماسية التي تمهد لاستعادة دولة الجنوب المستقلة وعاصمتها عدن.
*اعتراف الإتحاد السوفييتي بدولة الجنوب*
وكان الاتحاد السوفييتي من أوائل دول العالم التي اعترفت باستقلال دولة الجنوب العربي في عام 1967؛ بعد يومين فقط من اعلان الاستقلال ، وفتح سفارته في عدن و سُمح له ببناء مجمع مبان ضخم يحتوي أيضاً على مساحات سكنية وعدة مرافق اخرى وتبادل البعثات العسكرية، وتوقيع الاتفاقيات بين البلدين، خلال الأشهر الأولى من اعلان استقلال دولة الجنوب العربي .
كما تم تبادل العديد من البعثات الدبلوماسية والعسكرية والأمنية خلال السنوات اللاحقة بعد الإستقلال الأول للجنوب بالإضافة الى مناقشة المسائل الاقتصادية والثقافية والتعاون فيما بينهما. كما قدمت موسكو الدعم للجيش الجنوبي وتأهيله وعدداً كبيراً من الفرص الدراسية للطلاب الجنوبيين.
كما قدمت عدن العديد من فرص الاستكشافات الاقتصادية والثقافية والتاريخية للعلماء والمهتمين الروس ، وبدأت حينها عملية بناء جيش الجنوب وتسليحه بالاسلحة النوعية المتطورة رغم انها كانت مرحلة قصيرة جداً من عمر التجربة العسكرية استطاع الجيش الجنوبي أن يواجه جيش الجمهورية العربية اليمنية عام 1972م في حرباً غير متكافئة بشرياً وعسكرياً فيحبط أول مؤامرة عدوانية لاحتلال أرض الجنوب.
بل ويحقق الجيش الجنوبي نصراً كبيراً على قوى الشر والارهاب في الجمهورية العربية وحلفائها، بعد ذلك تسارعت وتيرة البناء والتحديث للجيش الجنوبي وبدعم وتأهيل من الإتحاد السوفييتي وتطبيق الالتزام الصارم والدقيق بالنظام والضوابط والقواعد المنصوص عليها في القوانين وفي الأنظمة العسكرية ليغدو الجيش الجنوبي في منتصف ثمانينات القرن الماضي من أكثر الجيوش العربية تأهيلاً وتسليحاً وتدريباً.
*المؤامرة على نظام الجنوب وقواته المسلحة*
وبرغم ذلك التطور النوعي للقوات المسلحة في الجنوب، إلا أن القوى الحاقدة إقليمياً ودولياً ظلت تراقب ذلك التطور وترصد عن كثب وتدرس الوسائل المناسبة والفرص الممكنة لتدمير جيش الجنوب لهدف إسقاط النظام السياسي في دولة الجنوب ، لمحاولة الهيمنة على أرض الجنوب ونهب ثرواته النفطية والغازية وموارده المتعددة،والتحكم في الحركة التجارية بالملاحة الدولية المتصلة بخليج عدن والبحر الأحمر عبر بوابة مضيق باب المندب. فوجدت تلك القوى الحاقدة إقليمياً ودولياً ضالتها المنشودة بـ(علي عبد الله صالح) الذي وصل إلى سدة الحكم بصنعاء عام 1978م بعد جولة من الصراعات والتصفيات الدموية مع خصومه في شمال اليمن وهو لا يمتلك من مؤهلات السلطة سوى الجهل والتخلف والبلطجة، وفهلوة الهنجمة والاستهتار، ومحترف على ممارسة جرائم الحقد والمؤامرات “.
وقبل أن توكل إليه مهمة المؤامرة على نظام دولة الجنوب، دفعت به عنوة تحت هواجس غرور العظمة في فبراير 1979 وهو لم يمضي في تولي (اغتصاب) السلطة في الجمهورية العربية اليمنية سوى سبعة أشهر فقط !؟. فقبل مغامرة الاختبار في مواجهة دولة الجنوب وجيشها في حرب أهلية كادت أن تجبره على الاستسلام في عقر داره بصنعاء، ولولا التدخل العاجل لبعض الأنظمة العربية والدول الغربية صاحبة المصلحة من تلك المؤامرة، لما كان له حظ النجاة من حتمية السقوط النهائي.”
*حرب إحتلال الجنوب*
وتلت تلك الفترة أحداث متسارعة ورسمت الخطط السرية وطبخت المؤامرات بدقة ودهاء، وعلى مضامينها المغلفة بالزيف والخداع من خلال إعلان الرغبة في الوحدة الفورية في 22 مايو 1990، وبعد عملية الاحتواء لدولة الجنوب ونظامها السياسي، وتوزيع الألوية العسكرية الجنوبية حسب المؤامرات والمخططات المعدة مسبقاً باشر علي عبد الله صالح، في افتعال الأزمات والخلافات العدوانية وتصفية القيادات والكوادر الجنوبية في صنعاء بعد التوقيع على وثيقة العهد والإتفاق مباشرة، ليعلن الحرب على الجنوب من ميدان السبعين يوم 27 ابريل1994م.
عقب ذلك حشدت مليشيات حزب الاخوان وجناحهم تنظيم القاعدة الإرهابي الى جانب القوات الشمالية معززة بفتاوى دينية وتكفيرية صادرة من علماء جماعة الاخوان في صنعاء لاستباحة دماء الجنوبيين واموالهم باعتبارهم شوعيين مدعومين من الاتحاد السوفيتي، تم من خلالها محاصرة الألوية الجنوبية في عمران وذمار وإب وقصفها وتصفية افرادها والتوجه صوب الجنوب واحتلال ارضه وثرواته وتدمير مؤسساته بحرب عدوانية شرسة اكلت الأخضر واليابس، وفي 7 يوليو 1994م اعلن رئيس دولة الإحتلال اليمني علي عفاش دخول القوات الشمالية مدينة عدن واحتلاله لأراضي محافظات الجنوب وتدمير مؤسساته العسكرية والأمنية والمدنية وغيرها وتسريح منتسبيها وملاحقة وتصفية ما تبقى من القيادات الجنوبية.