عاصفة الحزم والجنوب .. مكتسبات النصر ومعادلة الردع
الوسطى اونلاين _ متابعات/درع الجنوب
القوات المسلحة الجنوبية التي تم إعادة بنائها وإعدادها بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وبدعم من دول التحالف العربي خلال سنوات الحرب ضد المليشيات الحوثية والتنظيمات الارهابية وفي ظل السياسات المضادة من قبل قوى محسوبة على الشرعية ، إستطاعت ان تقلب الموازين العسكرية ، وتثبت بجدارة انها قوة ردع للمليشيات الحوثية وقوة محاربة بكفاءة وإقتدار للتنظيمات الارهابية ، لقد ضرب المقاتل الجنوبي اروع الامثلة في الشجاعة والاقدام والثبات واجتراح الانتصارات ، وواجه ترسانة عسكرية تفوق قدراته المادية بأضعاف وألحق بمليشياتها واذرعها الارهابية هزائم قاسية ، واضحى محط اعجاب وتقدير الإقليم والعالم.
اليوم وبعد مرور ثمان سنوات مضت من الحرب بات من الجلي ان من يفقد الامل وينهار هي مليشيات وقوات الاحتلال وتنظيماته الارهابية وتلك القوى الداعمة لها ، التي سخرت إمكانيات مؤسسات وقدرات الدولة في سبيل ان يستديم الإرهاب المصدر الى الجنوب ، لكي يبقى الجنوب محتلاً بذات الاداة القديمة التي يراد تجديدها بإصرار جنوني لا يستوعب الدروس ولا يتوقف عن الارتكاس في الواقع ومتغيراته ومعادلاته الفارقة التي فرضتها القوات المسلحة الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تولى مهام كانت وحتى وقت قريب قيد المستحيل ، مهام حبس الاصدقاء الانفاس امام اثقالها وراهن الاعداء على فشلها ، وعلى رأسها إزالة تراكمات ربع قرن من التصدير والبناء والتجذير للإرهاب في الجنوب.
إلا ان الإدراك الكامل بأن هذا الارهاب هو الاحتلال ذاته ، وانه وفي حال انتصر بأدواته وقواه الداعمة ومليشياته المتحالفة وروافعه ومظلاته السياسية اليمنية على الارادة الجنوبية، سينجح دون شك في توسيع نفسه ونشاطه ليشمل المنطقة وسيصل بجرائمه الى حيث تريد ايران والاخوان ، والدفع به لتفرض إيران شروط مشروع التوسع والهيمنة على الاقليم والمصالح الدولية ، على عكس ماهي عليه اليوم حيث تبدو مضطرة ومجبرة على تقمص التوجه نحو المصالح المشتركة واحترام الاخر كما راينا وتابعنا خطابها الأخير عقب الاتفاق مع المملكة العربية السعودية.
لنسأل انفسنا بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لعاصفة الحزم واعادة الامل ، ماذا لو ان المليشيات الحوثية المدعومة من ايران استطاعت فرض سيطرتها على الجنوب كما هو الحال في الشمال ، هل ستغادر ايران غرفة عمليات إدارة وتمويل الحرب في اليمن ، و تتوجه للمثول امام السعودية على طاولة حوار وتفاوض ندي بمعزل عن الحوثيين وشطحاتهم ؟
الاجابة وفي تقدير الكل تقفز من تلقاء نفسها ، لا ، لم تكن ايران بحاجة للإستدارة الى الحوار مع الجانب العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لولا ان القوات المسلحة الجنوبية وبدعم من دول التحالف العربي قد قطعت دابرها في الجنوب وحالت دون وصول اياديها الحوثية المحترقة الى مهماز السيطرة والتحكم على الامتداد الجيوسياسي الجنوبي الذي يشرف على اهم الممرات البحرية ومضايقها وخطها الملاحي وامدادات الطاقة العالمي .
اليوم يحق لنا في القوات المسلحة الجنوبية ان نعبر عن فخرنا وإعتزازنا في هذا النصر والانجاز الذي حققناه لشعبنا الجنوبي وهويتنا بدعم من دول التحالف العربي ، إنتصار شملت مكاسبه نطاق المسرح العملياتي الوطني الجنوبي الذي يمثل بعمقه براً وبحراً، قلب العالم و مفتاح الاستراتيجية العربية الأمنية والاقتصادية منذ التاريخ القديم والمعاصر ، ويمثل ايضاً مضخة إمداد أوروبا بالبترول وخط التبادل التجاري مع الشرق .