يوم الإجلاء لم ينته.. عرب وأجانب يغادرون السودان
بعدما دفعت المعارك الدائرة في السودان الكثير من الدول إلى إجلاء رعاياها أو موظفي سفاراتها برا وجوا وبحرا، ما زالت عمليات الإجلاء مستمرة.
فقد وصل أكثر من 150 شخصا من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا الى جدة السبت، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسبوع، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية.
الدول العربية
وأفادت الوزارة بأن القوات البحرية السعودية، وبالتعاون مع أفرع عسكرية أخرى، أجلت “91 مواطنا، فيما بلغ عدد الأشخاص الذي تم إجلاؤهم من الدول الشقيقة والصديقة نحو 66 شخصا” من 12 بلدا هي الكويت وقطر والإمارات ومصر وتونس وباكستان والهند وبلغاريا وبنغلادش والفلبين وكندا وبوركينا فاسو.
كما وصلت طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني إلى مطار ماركا العسكري في العاصمة الأردنية عمان قادمة من مطار بورتسودان الدولي في السودان تحمل على متنها 336 مواطناً من أبناء الجالية الأردنية ورعايا من فلسطين والعراق وسوريا وألمانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن موظفي السفارة العراقية غادروا الخرطوم السبت، فيما وصل الأحد 14 مواطنا سالمين إلى “موقع آمن” في بورتسودان.
وأعلن لبنان أن 60 مواطنا غادروا الخرطوم برا وهم “بأمان” قبل إجلائهم بحرا.
وقالت السفارة الليبية في الخرطوم الجمعة إنها أجلت 83 ليبيًا من الخرطوم ونقلتهم إلى بورتسودان.
الدول الأجنبية
من جهة أخرى، أعلن الجيش الألماني أن طائرة تابعة له تقل 101 شخصا غادرت السودان في إطار جهود الإجلاء من الدولة التي تمزقها الحرب.
وقال الجيش عبر تويتر، إن أول طائرة من طراز إيرباص إيه-400-إم تابعة للجيش الألماني في طريقها إلى الأردن تحمل 101 شخصا تم إجلاؤهم، مضيفا أن إجمالي ثلاث طائرات من طراز إيه-400-إم وصلت إلى السودان لأغراض الإجلاء.
في حين ارتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم فرنسا من السودان إلى أكثر من 200، بعد أن حطت طائرة فرنسية ثانية في جيبوتي مساء الأحد تحمل رعايا فرنسيين ومن جنسيات أخرى، وفق ما أفادت الخارجية الفرنسية.
وقال متحدث باسم “الكي دورسيه” لوكالة فرانس برس، إن الطائرة الثانية نقلت زهاء مئة شخص من المواطنين الفرنسيين وأيضا من جنسيات أخرى لا سيما أوروبية خارج السودان.
أما الطائرة الأولى التي حطت عصرا في جيبوتي، فقد أفاد مصدر في المطار أن 106 أشخاص كانوا على متنها.
وأكدت المصادر الدبلوماسية والعسكرية أن الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم وصلوا الى مكان إقلاع الرحلة”متعبين، متوترين، لكنهم كانوا مرتاحين كثيرا لوصولهم الى برّ الأمان.
وأضافت أن هؤلاء كانوا منهكين على الصعيد النفسي نظرا لما مرّوا ب” مع تواصل المعارك لأكثر من أسبوع، إلا أن حالتهم البدنية كانت جيدة نسبيا رغم معاناتهم مثل غيرهم من سكان الخرطوم، من نقص في المواد الغذائية والمياه.
إلى ذلك، أرسل الجيش الأميركي الأحد ثلاث مروحيات من طراز شينوك لإجلاء موظفي السفارة الأميركية من الخرطوم.
وشارك أكثر من 100 جندي أميركي في عملية لإجلاء نحو 100 شخص بعدما أرسلت المروحيات من جيبوتي إلى إثيوبيا فالسودان حيث بقيت على الأرض لأقل من ساعة.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه أمر بإجلاء موظفي السفارة الأميركية في الخرطوم وأسرهم بسبب “المخاطر الأمنية الرهيبة والمتنامية” وسط القتال الذي أودى حتى الآن بحياة المئات إضافة إلى آلاف الجرحى.
فيما قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الأحد إن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أمر بإرسال طائرات وقوات تابعة لسلاح الجو إلى مصر للمشاركة في عملية محتملة لإجلاء رعايا يونانيين وقبارصة من السودان.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأحد أن الجيش البريطاني قام بإجلاء موظفي السفارة البريطانية وعائلاتهم من السودان.
وقال سوناك في تغريدة على تويتر “أنهت القوات العسكرية البريطانية عملية إجلاء سريعة ومعقدة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان وسط تصعيد كبير لأعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة”.
كذلك أعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة إنه “يحاول تنسيق عملية لإجلاء مدنيينا من المدينة التي بات الوضع فيها الآن في غاية الخطورة”. ولسبع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بعثات في السودان.
وبدأت إيطاليا الأحد عملية إجلاء رعاياها من السودان، ورعايا من سويسرا وأعضاء في سفارة الكرسي الرسولي.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني لقناة “راي 3” “قمنا بالتواصل مع 140 إيطاليا يتواجدون في السودان، ونقوم بكل ما هو ممكن لضمان سلامتهم”.
وقالت وزارة الخارجية الهولندية إنها “تشارك في عملية إجلاء دولية” حيث قال وزير الخارجية ووبكي هوكسترا إن الفرق “ستبذل قصارى جهدها لجمع الهولنديين بأسرع ما يمكن وبأمان”.
من جانبها، بدأت أنقرة عملياتها فجر الأحد حيث نقلت نحو 600 من رعاياها برا من اثنين من أحياء الخرطوم ومدينة ود مدني الجنوبية.
ولكن سفارة تركيا في الخرطوم أعلنت في تغريدة عن تأجيل موعد إجلاء الأتراك في حي كافوري شمال الخرطوم “حتى إشعار آخر” بسبب انفجار وقع صباح الأحد قرب مسجد مخصص كموقع للتجمع.
ومن الدول الأجنبية الأخرى التي تستعد لعمليات الإجلاء كوريا الجنوبية واليابان اللتان نشرتا قوات في دول مجاورة.
وقال الجيش السوداني إنه ينسق أيضا جهود إجلاء الدبلوماسيين الصينيين.
وذكرت إندونيسيا أن 43 من رعاياها لجأوا إلى مجمع السفارة في الخرطوم.
يشار إلى أن المطار الرئيسي في العاصمة الخرطوم كان تحول لمسرح لمعارك عنيفة والذي يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش، ما اضطر لأن تجري بعض عمليات الإجلاء من بورتسودان على البحر الأحمر، على مسافة 850 كيلومترًا(530 ميلًا) بالسيارة من الخرطوم.