شماليون يدعون الى احترام قرارات وتطلعات أبناء الجنوب والتركيز على إنقاذ الشمال
الوسطى اونلاين – متابعات
الجنوب الممزق يتوحد.. والشمال الموحد يتمزق على كافة الأصعدة بما في ذلك نسيجه الاجتماعي”، تعليق مقتضب للصحفي الشاب، فارس الحميري يلخص المشهد في اليمن في ضوء التطورات الأخيرة التي جرت الأسبوع الماضي وبخاصة ما شهدته العاصمة عدن من أحداث سياسية مهمة.
حيث شهدت عدن الاثنين الماضي، اختتام اللقاء التشاوري للمكونات والقوى الجنوبية بالتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي الذي يتضمن عدة وثائق أهمها: الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة، أسس وضوابط التفاوض السياسي القادم، ومشروع أسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة.
كما شهد اختتام اللقاء إعلان عدد من الكيانات الجنوبية انضمامها للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتبعه بساعات إصدار رئيس المجلس عيدروس الزبيدي قرارات بإعادة تشكيل هيئة رئاسة المجلس والهيئات المساعدة لها، وضمت قيادات هذه الكيانات بالإضافة إلى أسماء لقيادات جنوبية عسكرية وسياسية وقبلية بارزة، كما كان لافتاً حصول المحافظات الشرقية (حضرموت – المهرة – شبوة) على الحصة الأكبر في هذه التعيينات.
التطورات السياسية الهامة مثلت حدثاً فارقاً أعاد رسم المشهد الجنوبي –كما يرى المراقبون- وعكست حجم التغيير في المزاج السياسي والشعبي في الجنوب، جراء المخاوف التي برزت جنوباً من التسوية السياسية التي تروج لها الأمم المتحدة والقوى الغربية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن، وأن يكون الجنوب الخاسر الأكبر فيها رغم الثمن الذي دفعه أبناؤه في هذه الحرب لتحقيق الانتصار على مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
هذه المخاوف بحسب المراقبين، سهلت من مهمة المجلس الانتقالي في توحيد الصف الجنوبي تحت رؤية موحدة حول مطلب استعادة الدولة الجنوبية استباقاً لأي تسوية سياسية قادمة، ويتجلى ذلك بوضوح في المعارضة “الناعمة” التي واجهها الانتقالي في الدعوة للقاء التشاوري من قبل خصومه الجنوبيين من خلال مضامين بياناتهم المعلنة ضد اللقاء.
فمضامين هذه البيانات ظهرت في أغلبها كاعتراض إجراءي لشكل وترتيبات اللقاء وليس ضد مضامينه وأهدافه العامة بفرض الجنوب وقضيته كطرف أساسي في أي تسوية قادمة لإغلاق ملف الحرب في اليمن، ما يكشف حجم الاتحاد جنوباً حول مشروع سياسي واضح يقوده الانتقالي، ويدفع بالسؤال عن الواقع في الشمال وخيارات قواه المناهضة لجماعة الحوثي في ظل هذا المشهد الجنوبي، كما يتساءل المحلل العسكري، وضاح العوبلي على صفحته الشخصية “في الفيس بوك”.
ويرى العوبلي بأن صمت “المقاومة الشمالية” وقبولها بالجغرافيا الضيقة المحررة من جغرافيا الشمال “لا يعني سوى رعايتها وإشرافها على تسليم البلاد للكهنوت الحوثي، وهو التسليم نفسه الذي يستكمل به الجنوبيون شرعنة إقامة دولتهم، ويعطيهم الحق بذلك”، حسب قوله.
في حين يدعو الناشط السياسي صادق القردعي رئيس حركة أحفاد القردعي إلى احترام قرارات وتطلعات أبناء الجنوب، والتركيز على إنقاذ الشمال، مؤكداً على حاجة الشمال لإسناد ودعم الجنوب، ويضيف: لذا فحاجتنا للجنوب، وللقوة العسكرية أكثر من حاجتهم لنا.
ويرى القردعي في مشهد اتحاد الجنوب وقوته فرصة في تحرير الشمال، محذراً من إضاعة هذه الفرصة كما ضاعت الفرص السابقة والدعم السخي الذي قدمه التحالف العربي في بداية الحرب، مؤكداً بأن “الفرص التي لا تزال متاحة اليوم لن تكون متاحة غدا”.
المصدر/ نيوزيمن