القيادي الإخواني أمجد خالد يتحول إلى غطاء للإرهاب في تعز اليمنية
الوسطى اونلاين – متابعات
اختطاف وعمليات اغتيال وإرهاب للخصوم، أسلحة أجاد تنظيم الإخوان في اليمن، استخدامها، ضد أي حلول من شأنها، إحداث انفراجة في البلد الآسيوي.
تلك الأسلحة لم يتورع تنظيم الإخوان الذي يتخفى خلف ستار الدين من استخدامها سبيلا لتحقيق أغراضه “الخبيثة” في اليمن، حتى لو كانت أهدافًا شخصية لبعض قياداته.
أحد هؤلاء القيادات الإخواني أمجد خالد الذي “تمادى في أفعاله”، دون قانون يوقفه أو يحاسبه، في ظل حكم الإخوان لمدينة تعز اليمنية؛ فكانت آخر جرائمه، اختطاف 5 مدنيين من أبناء يافع في الجنوب كانوا في جولة سياحية إلى مدينة التربة التابعة إداريا لمحافظة تعز والخاضعة لسيطرة مليشياته.
وقالت مصادر أمنية يمنية لـ”العين الإخبارية”، إن أمجد خالد وجه باعتقال المدنيين الخمسة، في 30 يونيو/حزيران 2023، مشيرة إلى أنه اتخذهم رهائن على مدى 15 يوما في سجن “العفا” بالأصابح بالقرب من معسكر للواء الرابع مشاة جبلي التابع لتنظيم الإخوان، زاعمًا نقل الضحايا إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.
وبحسب المصادر الأمنية، فإن عملية الاختطاف تسببت في إحراج كبير لوزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري الذي زار مدينة التربة قبل أسابيع من أجل توحيد الجهود ضد الحوثي، ما دفعه للضغط بالإفراج عن المختطفين المدنيين لدى القيادي الإخواني، فضلا عن تشكيله وساطة قبلية بالشراكة مع شرطة تعز لتحرير الضحايا.
المصادر قالت إن القيادي الإخواني أمجد خالد رفض إطلاق سراح المدنيين إلا بعد أن أجبر الوساطة القبلية على التوقيع على وثيقة اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منها، تلزمهم بإطلاق سراح خلايا إرهابية تابعة له محتجزين لدى اللواء الخامس في محافظة لحج وأخرى محتجزة لدى النيابة الجزائية في عدن.
ورغم إطلاق سراح الضحايا الـ5، إلا أن الحادثة أعادت للأضواء سلسلة جرائم سابقة للقيادي الإخواني أمجد خالد؛ منها اختطاف أكثر من 100 شخص من أبناء المحافظات الجنوبية ومن محافظة تعز، واتخاذهم رهائن، في مسعى لمبادلتهم بعناصره المتورطين بالعمل لصالح مليشيات الحوثي الإرهابية، والذين تحتجزهم السلطات الأمنية.
اعتراف بعد صمت
وبعد صمت استمر سنوات، خرجت السلطات الأمنية في تعز للاعتراف بتحول “لواء النقل” الذي يقوده أمجد خالد إلى وكر للإرهاب والجريمة واختطاف المدنيين من أبناء المحافظات الجنوبية الزائرين للمحافظة.
وقالت شرطة تعز في بيان اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، إنه “بعد عمليات رصدٍ وتحرٍ استمرت 15 يوماً، تمكنت العناصر الأمنية من تحرير 5 مختطفين من أبناء مديرية يافع كانوا معتقلين لدى لواء النقل الذي يقودها أمجد خالد في مدينة التربة”.
وأوضح البيان أن الشرطة باشرت عملها فور “الاختفاء المفاجئ” للمواطنين الذين كانوا في جولة سياحية، عبر مراجعة الكاميرات حول مكان الحادثة، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية تعرفت على هوية المختطفين وهم مجموعة من “أفراد لواء النقل”.
وأكدت “تسليم المحررين إلى ذويهم ووجاهات محافظة لحج ومديرية يافع”، وتعهدت بحماية المواطنين من مختلف المحافظات والمناطق اليمنية ومحاربة “جميع العمليات الإجرامية ضد أي مواطن يمني وترحيبها بجميع اليمنيين في محافظة تعز”.
دليل دامغ
ويرى مراقبون أن البيان يعد بمثابة دليل دامغ على تحويل مليشيات أمجد خالد، ريف تعز إلى وكر للعناصر الإرهابية والإجرامية، المتهمة من قبل السلطات الأمنية في العاصمة عدن بتدبير عمليات اغتيال وتفجيرات في المدينة”.
وأشاروا إلى أن “جريمة الإخفاء القسري للمدنيين تمثل انتهاكا صارخًا لحقوق الإنسان، لا ينبغي أن تمر دون عقاب ولا تسقط بالتقادم، لأنها جرائم ارتكبت بقصد جنائي مكتمل الأركان”.
من هو أمجد خالد؟
تتهم السلطات في عدن أمجد خالد وضباطًا تابعين له بتدبير العمليات “الإرهابية” التي استهدفت محافظ عدن أحمد حامد لملس ومطار عدن في أكتوبر/تشرين الأول 2021، إلى جانب عملية اغتيال اللواء ثابت جواس قائد قاعدة العند في عملية “إرهابية”، نفذت بالتنسيق مع الحوثيين في مارس/آذار 2022.
واختار القيادي الإخواني أمجد خالد مدينة التربة للتواجد بالقرب من الجنوب منذ هزيمته في عدن 2019 لشن هجمات “إرهابية” يتم التخطيط لها عادة بالتنسيق مع قيادات إخوانية كبرى؛ بينهم “علي محسن الأحمر” كبير العقول المدبرة لعمليات عدن.
ويقيم أمجد خالد والمئات من أتباعه وأغلبهم من العناصر الإرهابية والمطلوبة أمنياً في مدينة التربة ومحيطها، بعد أن سلمه الإخوان مواقع عسكرية مهمة ليحولها إلى وكر للجريمة والإرهاب.
ويرفض الكثيرون من أبناء تعز استيطان مليشيات أمجد خالد في التربة، لما يشكله ذلك من ضرب للعلاقة بينهم وأبناء الجنوب من خلال تحويل المحافظة إلى مصدر يهدد أمن المناطق المحررة لاسيما الجنوب “.
وبحسب مواطنين في تعز، فإن الإخوان هم من وفر لمليشيات أمجد خالد المناخ الآمن والحماية، مما مكنه من تحويل مدينة التربة إلى بيئة خصبة لعناصر إرهابية فارة من عدن وأبين ولحج وعناصر مدججة بالأسلحة تجوب المدينة.
وقال مواطن في مدينة التربة لـ”العين الإخبارية”، إن “هذه المليشيات تزعم الانتماء للواء عسكري ليس له مسرح عملياتي لا في الجيش ولا يوجد بهيكلة وزارة الدفاع، مشيرًا إلى أن “الوضع أصبح مضطربًا، ويثير الرعب والهلع لدى آلاف السكان هنا”.