تحليل: أهمية إعادة تفعيل المنشئات العسكرية الجنوبية
الوسطى اونلاين – متابعات
من أهم مقومات بناء الجيوش الحديثة يعتبر التأهيل وإعادة تأهيل القادة بما يستجيب لمتطلبات البناء العسكري وتطورات التكنيك والحروب والمعارك وخبراتها.
ولهذا شكل تأسيس الكلية العسكرية في 1 سبتمبر 1971م حدثا بارزا ومحطة مهمة في اعادة تنظيم وتطوير وتحديث الجيش الجنوبي , وتبع ذلك تأسيس كلية الشرطة والمدارس العسكرية التخصصية ومركز تدريب العند ومدرسة القادة والأركان…ناهيك عن تأهيل آلاف الضباط الجنوبيين في الخارج بمختلف المستويات والتخصصات، وتم ربط نظام الترقيات للضباط بالتأهيل والشاغر، ومن أجل ذلك تم بناء هياكل ومؤسسات الجيش والشرطة على أسس علمية ووطنية حديثة وانطلاقا من المتطلبات الدفاعية والأمنية والعقيدة العسكرية لجيش قوي يجمع بين الخدمة الاحترافية وبين الخدمة الإلزامية.
كل ذلك وعوامل أخرى شكلت عوامل نجاح الجيش الجنوبي في الدفاع الجنوب ذات المساحة الجغرافية الشاسعة مقارنة مع قلة عدد سكانه ومع العدائيات المحيطة بدولة الجنوب وخاصة في مرحلة الحرب الباردة وما عرف بالصراع بين النظامين العالميين الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي والراسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن الوحدة اليمنية الارتجالية والتي ذهب إليها الطرف الجنوبي بحسن نية ومخزون من الثقافة القومية العربية…قابلها الطرف الشمالي بالمكر والخداع والترصد للحظة الانقضاض على الجبش الجنوبي التي نقلت أهم وحداته الضاربة إلى مناطق شمالية ذات بيئة قبلية معادية للجنوب.
ولذلك حديث آخر.
ما يهمنا الان في هذه العجالة التركيز على أهمية إعادة تفعيل المنشئات التعليمية العسكرية الجنوبية.
هذه العملية التي شرعت بتنفيذها القيادات الجنوبية فور تحرير عدن من الغزو الحوثي ٢٠١٥م وبقايا غزاة حرب ١٩٩٤م .
الحق يقال أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ووزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري وقيادات جنوبية كثيرة قد بذلت جهودا جبارة لإعادة تفعيل الكلية العسكرية وغيرها وسط صعوبات وتعقيدات وعرقلات كثيرة.
هذه الخطوات هي الكفيلة ببناء جيش وطني قائما على ألأسس العلمية الحديثة ، وتجاوز عشوائيات وفوضى الرتب العسكرية والمسميات التي عمليات الدفاع عن الجنوب وإعادة تأسيس قواته.