بين التحشيد والتجهيز.. تحركات للحوثيين تنذر بجولة جديدة من الصراع في اليمن
الوسطى اونلاين – متابعات
كشف وضاح الدبيش، الناطق باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، عن وجود تحركات لميليشيات الحوثي، تؤشر إلى انطلاق جولة جديدة من الصراع في اليمن.
وقال الدبيش في حديث لـ “إرم نيوز”، معلقاً على تلك التحركات الحوثية: “نحن في الجبهات بالفعل نرصد ونراقب تحركات لميليشيات الحوثي، كافة مؤشراتها ودلالاتها تشير إلى أنها تستعد لفرض جولة جديدة من القتال، كون هذه الميليشيات آلة حرب وليست آلة سلام”.
وأضاف: “إمكانيات وقدرات وخبرات قوات الشرعية أقوى من تلك التي تمتلكها عناصر الميليشيات، إلا أننا نحاول قدر الإمكان ضبط النفس”.
وأردف قائلاً: “نحيط باستمرار المجتمع الدولي والإقليمي بتجاوزات الحوثيين، ونؤكد لهم أن صبرنا لن يطول، وأن الحرب إذا عادت فلن تتوقف إلا بكسرهم واستئصالهم”.
وشدد الدبيش على أن “ميليشيات الحوثي لن تخضع إلا من خلال الحرب، لذا سنضطر للقتال من أجل تحقيق السلام، ومن لا يكسب الحرب لا يكسب السلام، وهذه خلاصة القول” – حسب تعبيره.
العودة لمربع الحرب
ويرى مراقبون عسكريون أن ميليشيات الحوثي تحاول جر القوات الحكومية وقوات المقاومة المختلفة إلى مربع الحرب من جديد، واستئناف المعارك الحربية، بعد شهور من الهدوء الميداني.
وقال العقيد عبدالباسط البحر، المتحدث العسكري للجيش اليمني بمحور تعز، إن “ميليشيات الحوثي كونت ثروات طائلة مستفيدة من حالة الحرب التي فرضتها على كل البلاد، وتحول قادتها إلى أمراء حرب”.
وأضاف في حديث لـ “إرم نيوز” أن “ميليشيات الحوثي عاجزة عن صرف المرتبات وتوفير الخدمات بل وأبسط مقومات الحياة للسكان، متذرعة بالحرب، لكن حالة الهدوء المستمرة وتعالي النداءات المطالبة بتوفير الخدمات الضرورية، دفعتها لمحاولة فتح جبهة حرب جديدة”.
وأكد البحر أن “كل تلك المؤشرات تدلل على أن هناك بوادر لمحاولات حوثية من أجل العودة لمربع الحرب وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها”.
وأشار المسؤول العسكري إلى أنه “بعيداً عن المناوشات اليومية في مختلف الجبهات، فإن الحرب التي من الواضح أنها ستندلع مجدداً في أي لحظة، ستكون أكثر ضراوة وتسارعاً، ووقعها أكثر تأثيراً، وستكون هذه المرة معركة فاصلة”.
في الإطار ذاته، قال المحلل السياسي عبدالله إسماعيل إن “القراءة الواقعية للحالة اليمنية تؤكد أن هناك طرفاً ليس معنياً بالسلام، بل يستعد للحرب، واستعداداته لجولة جديدة من الصراع أوضح ما يكون”.
وأوضح في حديثه لـ “إرم نيوز”، أن “المسألة لا تتعلق برغبة اليمنيين في السلام، أو رغبة الأطراف الخارجية الأخرى بذلك، بقدر ما تتعلق بعدم وجود مفردة السلام في أجندة الميليشيات، التي لم تتوقف في يوم من الأيام عن التحشيد لجولة صراع قادمة”.
وطالب إسماعيل بأن يكون للحكومة الشرعية “موقف حاسم وقريب، في التعامل مع استفزازات الحوثيين، التي تتحول في عُرف هذه الجماعة إلى انتصارات تسوّقها لأتباعها في مناطق سيطرتها، بغرض التحشيد، استعداداً من قِبلها لجولة الصراع التي تعدّ العُدّة لاستئنافها”.