أراء وكتاب وتغريدات

الانتقالي بين مطرقة الضغوطات وسندان اعدائه وآمال حاضنته

بقلم/ صالح باراس

في سياق التحبيط الاعلامي نقرا لجنوبيين يخاطبون الحوثي :
” جهزوا أنفسكم أخوتنا في صنعاء لإستضافة الآلاف من أخوتكم من أهالي عدن وغيرها”
استجداء متهافت ، وكأن “صنعاء الحوثية” بلاد “المن والسلوى” لا مدينة الاجتياح والقتل طيلة تسع سنوات وما قبلها ، وان الجنوب بلا رجال سيتهافتون على تقبيل اقدام من قتلوا رجالهم ودمروا مدنهم وجاسوا ديارهم ، وسيفتح ذراعيه للحوثة ويقول لهم : “هيت لك” ، كبعض حوائط الفايس بوك التي فقدت البوصلة

لن اقول ان المستقبل امام الجنوب بلا عقبات واعتراضات ومؤامرات لكن الحملات الاعلامية تجعل قضية الجنوب الخاسر في هذه مفاوضات “مسقط” وانها لاتملك ماتدافع به

الانتقالي حامل قضية وطنية جنوبية ليس انقلابي حتى تفاوضه المملكة بل جزء من حرب التحالف ضد الانقلاب ، بالتاكيد انها تمارس عليه ضغوط ليتخذ مواقف فيها ليونة في ملفات له تاثير فيها ، لكنها لن تجتثه كما يحلم بعضهم !!، فاجتثاثه محال بل ان اضعافه ليس لمصلحتها فلا بديل في حجمه وسعته وقوته وحاضنته

اذا كان الجميع يجهلون ما يجري في سراديب مفاوضات مسقط الا ما يحقنهم به اعلام اطراف تتخذ الاعلام سلاح حرب اكثر منه ناقل حقيقة ، فالحوثي مازال مصرا ان المملكة طرفا في الحرب ليست راعية حوار ، وان الراعي سلطنة عمان!! وما ترشح مما يدور في المفاوضات هو الملف الانساني وفتح المواني والمطارات وصرف المرتبات واطلاق الاسرى وهي مسائل تهم حلولها الانتقالي ، اما حوار الحل النهائي فلم يئن اوانه بعد حتى يخاطب بعضهم صنعاء ان تستعد لقدوم الجنوب اليها!!

حين يؤكد الانتقالي حرصه على تحقيق عملية سياسية شاملة ومستدامة والالتزام بمضامين اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي فانه يؤكد موقفه والتزامه بقضيته فاتفاق الرياض والمرجعيات الدولية والمبادرة الخليجية تؤكد ان الحوثي انقلابي فصار جزء من الحل فكيف تتسع تلك المداميك والمرجعيات له ولا تتسع لقضيه الجنوب!!!؟ ما لكم كيف تحكمون!!؟

الجنوبيون ممسكون ارضهم والارض هي ضمانة المشروع الجنوبي ، مثلما الامر الواقع في الشمال ضمانة الحوثي وهم رجال والجنوب رجال وصوت الحوثي الاعلامي اضعاف اضعاف قوته

بالتاكيد ان المجلس الانتقالي واقع تحت ضغوطات من اكثر من جهة ليقدم تنازلات في الملفات المعروضة الان وان يلتزم بالتزامات لتمريرها فالجهات الدولية والاقليمية لا تنشغل كثيراً بالشرعية ان تكسر اي توافقات بل تخشى ان يكسرها الانتقالي وعنوان قضيته الجنوبية لذا فان حملات الترهيب والترغيب والحملات الإعلامية واصطناع البدائل لمنازعته التمثيل تاتي في هذا السياق وهي بهذا الحال جزء من ترتيب اوضاع على المدى القضير وليس على المديين المتوسط والطويل

الانتقالي يراهن على قدرته السياسية في كسر التوافقات اذا كانت على حساب مستقبل الجنوب ولم يلجا لاوراق القوة الاخرى التي يمتلكها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى