أخبار محلية وتقارير

مقال لـ نادر خريصان بعنوان.. لماذا نكتب ؟

قد يبلغ السؤال على سهولته ، علامة استفهام صعبة الإجابة عليه ، ولكن بسهولته الإجابة بمقدار سهولة السؤال ، أي بمعنى أن الكتابة نوع ولون من التعبير عن النفس ، وما النفس إلا وحدات من الأنفس أي أنتا نعبر عن أنفسنا بالكتابة التي هي ذات الأصل وذات متعددة في المجموع .
والمعروف أن الشعور الجمالي بالعالم عبارة عن التضامن الوحيد لإمكانية توافق النفسي مع الطبيعة ، ولعل من أعظم الصور والنماذج التي تبرز فيها الإحساس الجمالي بالعالم هي الكتابة ، فنحن نكتب لنقول ما يختمر داخل النفس من إحساس جمالي بالأشياء ، ونكتب لنحيا بالكتابة ، ونكتب لنحيا مع الكتابة ، ونكتب لنحيا من الكتابة .
فالكتابة هي الحياة ولا تأتي الكتابة إلا حينما نختار لحظتها ، وهذه اللحظة نطلق عليها لحظة البوح أو لحظة الفضفضة ، أو نقول لحظة الولادة أي بمعنى ولادة المعاني وهي ولادة أشبه بولادة الجنين داخل العالم الوسيع ، وكذلك المعاني تظل تضطر مداخل النفس والعقل ، حتى تعلن عن رغبة في الخروج إلى العالم ، وعالم الكتابة هوالورق وحين تخرج المعاني على الورق يكون في ذلك كفاية للإيمان بعلو الخير الأخلاقي .
نكتب بهذا المعنى لنعكس رؤيتنا تجاه ما يدور من حولنا لنظهر درجة تفاعلنا مع ما يحيط بنا من خلال منظور إنساني يتابع ما يحدث بدقة وينظر إلى الأشياء بعين متأملة وفاحصة ، ويجادل هذا الذي يدور من خلال رؤية عصرية ، وفي زاوية موضوعية .
إذن فإن فائدة الكتابة أننا نعبر بها عن ذواتنا ، ونعبر بها أيضا عما يدور من حولنا ، وذلك حين نكتب شعرا أو نثرا أو مقالا ، وإن الفن في جوهره تمرد واختراق للسياق المألوف وإنحراف عن الإستقامة وهامش على المتن ، وقد أستوعب الإنسان هذا الدور الثوري للفن ، حتى في أقصى حالات المحاكاة للواقع .
فالكاتب يكتب من أجل تحريك أحاسيسه ومشاعره ووجدانه لما يدور من حوله من أشياء وأمور تقع من حوله ، فيصيغها كقالب من موضوع ويتأثر به ، فيسرد الكاتب كل ما يحسه على الورق ، ويملؤها بفقرات متسلسة بالأحداث والوقائع .
وفي ختام مقالي ، فالكتابة هي من الأولويات والأساسيات الكاتب التي من خلالها ينبع ما بداخله من أحاسيس ومشاعر يود أن يعبر عنها ويبثها إلى القراء والمتابعين له ولمقالاته ، ويترجم الأشياء التي تقع في واقعه المحيط به .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى