أخبار محلية وتقارير

تقرير: مصير قضية شعب الجنوب في مشاورات السلام بالرياض

المكلا (الوسطى أونلاين) تقرير: خاص

اتجهت أنظار الجنوبيون نحو مشاورات السلام التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض، في الوقت الذي تدار في أذهان الجنوبيين عدة تساؤلات هل تلك المشاورات ستحقق نتائج إيجابية لإنهاء حالة الحرب التي تعيشها البلاد جنوبا وشمالا وستلبي طموحاتهم وتطلعاتهم نحو مشروع بناء دولتهم الجنوبية القادمة ؟ أم انه سيكون مصيرها الفشل كسابقها من المشاورات.

وفي الوقت الذي تتعنت فيه مليشيات الحوثي وعدم رغبتها وجديتها في رسم اي صور معبرة عن السلام، يتطلع الجنوبيون إلى بناء دولتهم الجنوبية التي باتت تلوح في الأفق، بعد أن فشلت كافة الحلول الترقيعية والمساعي الدولية في إعادة واقع الجنوب إلى باب اليمن.

وفي الوقت ذاته تواصل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مساعيها المحلية والدولية لتحقيق تطلعات شعب الجنوب نحو تحقيق هدفه الأسمى والمتمثل في استعادة الدولة الجنوبية.

وبتلك المساعي تمكنت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي من تحقيق إنجازات كبيرة حظيت بها القضية الجنوبية على الصعيد المحلي والدولي.

_القضية الجنوبية.. سفينة نضال تقترب من الشاطئ الانتصار:

منذ أحداث حرب 1994م ومجرياتها على الواقع الذي ثبت للجميع بفشل شراكة الوحدة اليمنية، صعد أبناء الجنوب سفينة النضال السلمي، مطالبين باستعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة على تراب وطنهم الجنوبي الظاهر.

وقدم الجنوبيون أرواحهم أمام فوهات بندقية الاحتلال اليمني، ليسقط هنا شهيد وهناك جريح وآخر معتقل في قبضة قوات الاحتلال اليمني، دفاعا عن وطنهم، ومقدمين أرواحهم فداء لوطنهم الجنوبي.

وفي تلك الأحداث الدامية والمتغيرات السياسية والعسكرية، مرت القضية الجنوبية بعدة منعطفات، واجهها الجنوبيين بالصمود والتحدي والإصرار والعزيمة الوطنية التي لن تنكسر أبدا، وصولا إلى الوقت الراهن الذي شارفت فيه القضية الجنوبية على الانتصار.

وفرض الواقع الجنوبي نفسه على كل التحديات التي واجهت، حتى وصلت القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية وبات هدف الجنوبيين يلوح في أفق سماء وطنهم الجنوبي.

وهاهو انتصار ما بعده انتصار للقضية الجنوبية وشعب الجنوب، واليوم يترقب أبناء الجنوب مصير قضيتهم من مفاوضات السلام في الرياض.

_ آراء وانطباعات جنوبية بشأن مشاورات السلام:

رصدت صحيفة “الوسطى أونلاين” الإخبارية بعض آراء وانطباعات الشخصيات السياسية والنشطاء بشأن مشاورات السلام ومصير القضية الجنوبية.

أ. عمر باجردانه رئيس مركز المعرفة للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

فقدت تحدثت الشخصية السياسية الأستاذ عمر باجردانه: مشاورات السلام التي تجري في الرياض بهدف حل الأزمة اليمنية ودخول اليمن إلى عملية سلام شامل ومستدام برغبة سعودية ودعم دولي، فقد فتحت المملكة العربية السعودية قنوات تواصل ومباحثات مباشرة مع جماعة الحوثيين والتي نتج عنها زيارة السفير السعودي آل جابر إلى العاصمة اليمنية صنعاء وكذلك وصول عدد من الوفود العمانية إلى صنعاء، وفي المقابل ذهاب وفد من الحوثيين إلى العاصمة السعودية الرياض.

وأوضح باجردانه، أن الأمر الملفت في هذه المباحثات التي أجرتها المملكة مع جماعة الحوثيين، أن السعودية لم تشعر قيادة المجلس الرئاسي بما تمخض عن هذه المشاورات في المرة الأولى وكذلك في المرة الثانية، مما يتبين أن المجلس الرئاسي وأطراف في الشرعية اليمنية إنزعجت كثيراً من هذا الأمر.

وفيما يخص القضية الجنوبية ومصير الجنوبيين قال باجردانة: لابد أن تأخذ السعودية ودول الإقليم والعالم القضية الجنوبية بعين الاعتبار، ولابد ان تتعاطى السعودية مع القضية الجنوبية كونها الداعم الرئيس لعملية السلام في اليمن والمسؤولة عاصفة الحزم والمتدخل المباشر للعمليات العسكرية في اليمن، وتأخذ بعين الاعتبار.

وتابع باجردانة حديثه: يجب أن تنطلق هذه المشاورات مع الحوثيين من منطلق مخرجات مشاورات الرياض الأولى والثانية التي تنص على ضرورة إيجاد إطار خاص للقضية الجنوبية، مختتما حديثه بالقول: متى ما تحركت كل المساعي التي تهدف إلى ارساء عملية سلام في اليمن بشكل عام من خلال إيجاد مخرج وحل للقضية الجنوبية يلبي تطلعات شعب الجنوب، سنقول بالفعل ان هذه المساعي تؤسس ارساء دعائم السلام والاستقرار في اليمن، وإذا كان عكس ذلك وتم تجاهل القضية الجنوبية او الانتقاص من حق شعب الجنوب وتقرير مصيره فهذا لن يخدم المملكة بشكل خاص ولن يخدم أي سلام ولن يخدم الإقليم بشكل عام، بل ستظل المنطقة بؤرة صراع دائم.

أ. عمر حمدون مدير الدائرة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت

وتحدث القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ عمر حمدون قائلا: في ظل هذه الأوضاع التي تمر بها المنطقة عموما واليمن والجنوب بصورة خاصة اجد – كرأي شخصي – صعوبة كبيرة في نجاح أية مشاورات قادمة لإحلال السلام في اليمن مأخذين في الاعتبار تعنت الحوثي وزهوه المبالغ فيه بأنه قد انتصر إضافة إلى مايدعيه من مشاركته في حرب غزة بإطلاق مسيرات وصواريخ حسب ادعائه ..وايضا مأخذين في الاعتبار ماسبق من مشاورات 1+2 في الرياض والتي لم نلمس لها نتائج على أرض الواقع ..لكل هذه الأسباب أرى لا اقول استحالة بل صعوبة كبيرة في إمكانية عقد مشاورات سلام قريبا في الرياض او غيرها من عواصم .

وأضاف حمدون: لربما مطلوب تمهيد الأرضية لإجراء أية مفاوضات مباشرة بين الحوثي من جهة والمملكة والشرعية من جهة أخرى ..ولكن لايزال الحوثي مصر على أعتبار السعودية طرف في الحرب وليست وسيطا ..ولازال يرفض الجلوس مع الشرعية فكيف يمكن إجراء مباحثات سلام في ظل وضع معقد جدا وزادته أحداث غزة تعقيدا أكثر ..؟؟! وليست هناك بوادر معلنة لتمهيد هذه الأرضية لإجراء تلك المفاوضات أو المشاورات أو المباحثات سمها كما تشاء ..!!
أما في مايتعلق بالقضية الوطنية الجنوبية في هذه المشاورات أو المفاوضات فمعروف من خلال ماتم التصريح به من قبل قيادة المجلس الانتقالي وحتى الشرعية أيضا بأن للقضية إطار خاص سيتم تناولها من خلال هذا الإطار .

وتابع حمدون: هذا الأمر إلى حد الآن مجرد كلام وتصريحات ولا احد يعلم حقيقة هذا الإطار واسسه التي عليها سيبنى التناول للقضية ومن هي الأطراف الجنوبية المشاركة في هذا الإطار أن نطلب الأمر إشراك جنوبيين آخرين بالإضافة إلى المجلس الانتقالي ..بما يعني أن الغموض هو سيد الموقف الان فيما يتعلق بتناول القضية الجنوبية في أي مشاورات أو مباحثات سلام قادمة .

وأردف حمدون: هناك تساؤلات مشروعة ..مثلا علينا اولا أن نعرف ونفهم هذه المفاوضات حول ماذا بالتحديد ..؟؟ لقد تشابه البقر علينا ..فهل هي حول ايقاف الحرب رسميا بين التحالف والحوثي وتوقيع اتفاق سلام بين الأطراف المنخرطة في هذه الحرب ؟ وهل كل الأطراف تعتبر نفسها مشاركة فيها او أن بعضها يعتبر نفسه وسيط وليس مشارك ..؟! او هي حول شئون نقل السلطة والحكم في اليمن الذي اسقط الحوثي رمزيتها المتمثلة في رئيس الشرعية السابق في سبتمبر عام 2014 ؟!
ام هي حول تسوية عامة للأوضاع في اليمن والجنوب بعد ماحصل من نزاعات وصراعات وحروب منذ 1994 وماتلتها من أعوام وآخرها غزو عدن من جديد عام 2015 إضافة إلى هذه الحرب ؟؟
أو هي مفاوضات تسوية مقتصرة على ما أعقب انقلاب 21سبتمبر 2014 من أحداث ..!!؟.

وأوضح حمدون خلاصة حديثه: أن مفهوم مفاوضات التسوية مفهوم غامض ومطاطي ..فعن أية تسوية سياسية هم يتحدثون؟؟! هل لدي أحد منكم توضيح محدد وواضح لالبس فيه عن مايعنونه بمفاوضات التسوية والحل النهائي ..نورونا الله ينور عليكم ، لربما فاتت علينا أمور أو أحداث ولم ندركها على حقيقتها ..!!

وبشأن القضية الجنوبية قال حمدون: موضوع قضيتنا الوطنية الجنوبية كما قلت قالوا سيكون لها إطار خاص بها في هذه المفاوضات ماهو هذا الإطار ..؟؟
ومن يحدد ماسوف يكون بداخل هذا الإطار من محددات وماسقفها !؟
على افتراض صحة مايقال عن حقيقة وضع هذا الإطار الخاص للقضية ..فأين يكون موقعه زمنيا في مفاوضات هذه التسوية في البدايات أو المنتصف أو النهاية ام هو خارج البدايات والنهايات ..!!؟؟ومن هو الراعي لهذه المفاوضات والضامن لمخرجاتها هل هم الرباعية ذاتها بمشاركة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وبقية المنظمات الإقليمية او غيرهم …أو…….أو….؟؟

وأختتم حمدون حديثه بالقول: ولا تكاد التساؤلات تنتهي ..وتواليها دليل على أن هناك من يسير في درب مظلم ويبحث عن بصيص ضوء ينير له هذا الدرب قبل أن يقع في حفر الطريق المليئة بالعقارب والثعابين الشديدة السمية ..!

العقيد سالم العوبثاني مدير الإمداد والتموين بإدارة أمن ساحل حضرموت

وعلق مدير الإمداد والتموين بإدارة أمن ساحل حضرموت العقيد سالم عوض العوبثاني، على مشاورات السلام في الرياض ومصير القضية الجنوبية قائلاً: مهما طالت الحرب في الأخير لابد من الوصول إلى اتفاق سلام، ولو نظرنا بتمعن للحالة اليمنية ،احد طرفي النزاع الحوثييون والطرف الآخر والذي هو نحن أصحاب استعادة الدولة الجنوبية ولكن يوجد لدينا شراكة مع مايسمون أنفسهم شرعية وهم اساسا فاقدين لها، هنا توجد المشكلة والتي علينا أن نتخلص منها وأن تكون مفاوضات الحل النهائي لإحلال السلام بين قطبين أساسيين الحوثيين والذين فرضوا أنفسهم بسيطرتهم شبة الكاملة على الشمال، والجنوبيين كطرف، ولكن كيف حل مشكلة الإخوة من هم يدعون أنفسهم شرعية ولا يمتلكون الا فقط جزء من مأرب وجزء من محافظة تعز، يجب أن يكون أمامهم خيارين لا ثالث ،وهو ان يدخلوا في مفاوضات مع الحوثيين لتشكيل حكومة وحدة. وطنية واخص هنا الإخوة الشماليين والذي هم في هرم السلطة ويتخدون من الجنوب ملجى لهم ،او الدخول في حرب جدي مع الحوثيين ونحن سنقدم لهم الدعم اللوجستي،ولكن استبعد ذلك ،واعتقد لا توجد النية لديهم في التحرير والاقليم والمجتمع يعرف ذلك جيدا،ولذا ومن وجهة نظري على الجنوبيين أن يحزموا أمرهم عبر المجلس الانتقالي والمعترف به دوليا وأن تكون المفاوضات ندية وان يكون رئاسة الوفد المفاوضات من الانتقالي وبعدد مقرر اي الاغلبية وبذلك يكون قد ضمنا حقنا في الفصل فيما يتم الاتفاق علية لإحلال السلام الدائم.

وتابع العقيد العوبثاني حديثه: اعتقد ان مايطرحه المجتمع الدولي عن مشروع الكونفدرالية ولفترة زمنية تحل فيها كل المشاكل العالقة يجب أن يدرس بعناية فائقة ، للوصول بشكل مزمن لاستعادة الدولة الجنوبية وبمشروعها الاتحادي الجديد الذي لايوجد فئة ظالم أو مظلوم في الحقوق والواجبات ،والحق في السلطة والثروة وفقا والمساحة والسكان.

الناشط السياسي صالح اليهري

وآخر المتحدثين حول هذا الشأن الناشط السياسي صالح قحطان اليهري: مشاورات السلام في الرياض هي جهود دولية تهدف إلى تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن.

وأضاف اليهري: تركز هذه المشاورات على حل القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية التي تؤثر على اليمن وشعبه. واحدة من هذه القضايا هي القضية الجنوبية.

وتابع اليهري: تاريخياً، كانت هناك تحديات كبيرة تتعلق بالقضية الجنوبية في اليمن. ومع ذلك، فإن مشاورات السلام في الرياض تسعى إلى إيجاد حلول شاملة ومستدامة لهذه القضية، بما في ذلك تلبية احتياجات وتطلعات الشعب الجنوبي.

وعن القضية الجنوبية أوضح اليهري: مصير القضية الجنوبية يعتمد على نتائج المشاورات والتفاوض بين الأطراف المعنية يهدف الجميع إلى التوصل إلى حل سلمي وعادل يلبي مطالب الشعب الجنوبي، والمتعارف عليه سياسيا هناك استحقاقات سياسيو لشعب الجنوب وهي:

اولا: شعب الجنوب بعد غزو 1994 الظالمه يطالب بفك الارتباط.

ثانيا: ميدانياً، قدم شعب الجنوب مالم يقدمه الغير اثناء الحرب ضحي بالغالي والنفيس وثبت جدارته وتحالفه مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعوديو ودولة الأمارات العربية المتحدة.

وأختتم الناشط اليهري قائلاً: هناك تساؤلات تطرح نفسها على الطاولة..ماذا لديك بقدر التضحيات والمكاسب؟

حدود اليمن ماقبل الوحدة عام ١٩٩٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى