أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ سالم بانجوه .. الأستاذة مارلين باحويج العطاء في زمن المعاناة

مع بداية الفصل الدراسي الثاني للعام 2023/2024 كم هو رائع هذا المشهد الذي أشاهده في صباح كل يوم دراسي وهذه الأعداد من الطالبات وهن ذاهبات الى المدارس لمواصلة التعليم رغم الصعوبات والمعوقات التي تواجه الأغلبية منهن إلا أن الإصرار والمثابرة نحو هدف التعلم هو طموح كل طالبة ميفعية ، تعويضاً عن الحرمان الذي عاشته الأجيال التي قبلهن فقد حَرِمْنَ من التعليم والالتحاق بالمدارس لعدد من الأسباب وأهمها العادات والتقاليد والخوف من تعليم بناتهم في مدارس فيها اختلاط وعدم وجود مدارس خاصة بالفتيات بالأضافة إلى عدم وجود الكادر التعليمي النسائي لهذه الأسباب وغيرها حرمنا الكثير من الفتيات من الجلوس على مقاعد الدرس في السابق ومع التوعية بأهميه التعليم والتطور ووصول عدد من المعلمات للمدارس والتي كلنت البداية لفتح الأمال لعهد جديد من مرحله التعليم للفتيات.

وفي هذه العجالة من مقالي المتواضع هناك كلمات من الشكر والتقدير نرسلها لمن كان لهم الفضل الكبير لخدمة العملية التعليمية داخل مدينة ميفع وخاصة في مجال تعليم الفتاة الريفية والفضل يرجع في المرتبة الأولى الى الأستاذ سالم باداكي الذي وضع اللبنة الاساسية بتوفير عدد من المعلمات ومنهم الأستادة مارلين سالم باحويج مديرة مجمع بلقيس التعليمي للبنات بميفع، فهي من الكوادر الأوائل التي قدمت الكثير ومازالت تقدم لخدمة تعليم الفتاة وتعد واحدة من اللواتي صنعن الآمال العظيمة،وحققت المعجزات التي نراها اليوم ومن زرعت البذور لتشجيع الفتيات على التعليم.

الأستاذة مارلين وصلت الى ميفع للعمل كمعلمة والمجتمع الميفعي حينها كان يعاني من تعليم الفتاة وكان عدد الملتحقات بالتعليم من الفتيات لايتجاوز عدد أصابع اليد، فكان لهذه الاستاذة والمربية الدور البارز لالتحاق عدد كبير من الفتيات بالتعليم وهي التي لم تبخل في يوم من الايام بأي معلومة ونصيحة وكانت الأم الحنونـة لكثير من الطالبات، ولم تشعر بالضيق والهم رغم المتاعب والصعوبات التي رافقتها في مهنتها السامية فكانت من المعلمات اللواتي يقدرن العلم.

البداية كانت لها في ميفع بمدرسة السيدة أروى بردفان وعملت هناك لسنوات تخدم المجتمع وتسعى جاهدة من أجل النهوض بعدد من شرائح المجتمع نحو حب التعليم وكانت رسالتها التي قدمت من اجلها حققت النجاح ،وكانت المعلمة الوحيدة بين المعلمين الذكور لكن هذا لايمنعها من ادى واجبها ،وعملت على تقديم النصائح والجلوس مع الكثير من الطالبات لتشجيعهن على مواصلة التعليم.

وبعد السنوات التي قضتها في مدرسة أروى تم تحويلها الى مدرسة السيدة عائشة في منطقة باتيس وهناك واصلت رسالتها التعليمية التي أستمرت لخمس سنوات بكفاح وصبر وجهد.

وهاهي اليوم تدير مجمع بلقيس التعليمي للبنات والذي يضم مرحلة التعليم الأساسي والثانوي ويدرس فيها 814 طالبة.
وأخيرا لك خالص الشكر على ماقدمتيه لقد كنتي المبدعة ومن رسم لنا علماً واضحاً وكنتي مثل الوردة جميلة لجمالها،ومن بنت بنور علمها سلماً تسلقت به الأجيال الى المستقبل الجميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى