بلومبرغ: دعم الصين وروسيا يشجع إيران على رفض ستئناف المفاوضات النووية
المكلا(الوسطى أونلاين)متابعات
رأى الكاتب جوناثان تيرون في موقع بلومبرغ الأمريكي، أن الجهود الأمريكية والأوروبية لإقناع إيران بالعودة إلى المفاوضات النووية في وقت مبكر من سبتمبر (أيلول) الجاري، تواجه عراقيل بسبب الدعم الذي يتلقاه القادة الإيرانيون من الصين وروسيا.
بينما أعلنت موسكو بوضوح أنها تتوقع من إيران تمديد آلية التفتيش الدولية، فإنها لا تظهر حماسة لضغط جديد على إيران
وعن هذا الدعم، قال إن نتيجته، أنه بعد ثلاثة أعوام من تطبيق الرئيس السابق دونالد ترامب سياسة “الضغط الأقصى”، فإن إيران تخصب الأورانيوم بنسبة قريبة من تلك اللازمة لصنع سلاح نووي، بينما اقتصادها يظهر علامات استقرار بفضل مساعدات من بكين وموسكو، رغم أن صادراتها الأساسية من النفط لا تزال معرضة للعقوبات، على نحوٍ كبير.
تنازلات من واشنطن
ويفترض ديبلوماسيون ومحللون، أن هذه التطورات توفر مجالاً للحكومة الإيرانية الجديدة لتوسيع لائحة التنازلات التي تريدها من واشنطن مقابل العودة إلى إلتزام اتفاق 2015، وبذلك يمكنها إرجاء المفاوضات إلى العام المقبل، والإطاحة بالتقدم الذي تحقق بالكامل، مع احتمال اندلاع جولة جديدة من الاضطرابات في الشرق الأوسط.
ويقول علي فائز المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، التي كان يرأسها المبعوث الأمريكي إلى إيران روبرت مالي، إن المفاوضين الإيرانيين، يرون “عواقب متناقصة” للعقوبات الأمريكية، وأن من المحتمل أن يطالبوا برفع عقوبات تتجاوز العقوبات النووية التي فرضها ترامب.
وفي محاولة لعرقلة العودة إلى الاتفاق، الذي قيّد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران، أضافت إدارة ترامب سلسلة من العقوبات على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان وتمويل الجماعات الإرهابية.
وفي الوقت الذي لم يحدد موعد رسمي بعد لاستئناف الجولة السابعة من المفاوضات الرامية لإحياء الإتفاق، فإن ثمة مفاوضات متوقعة على هامش مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في 21 سبتمبر (أيلول)، استناداً إلى مسؤولين اثنين رفضا كشف هويتيهما، انسجاماً مع القواعد الديبلوماسية.
وبينما تقول واشنطن إنها “مستعدة للمساومة” على بعض القضايا، فإن مفاوضيها لن ينتظروا إلى الأبد، في وقت يتعين إعادة البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء ضمن حدود معينة.
مؤتمر الوكالة الذرية
يسعى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ماريانو غروسي للاجتماع مع الرئيس الجديد للهيئة النووية الإيرانية محمد إسلامي، قبل مؤتمر الوكالة الدولية، ويريد معرفة مدى استعداد إيران لتمديد آلية وصول مراقبي الوكالة إلى المنشآت النووية الإيرانية، التي أوقفتها إيران احتجاجاً على العقوبات الأمريكية، والتعاون مع المفتشين الدوليين.
وتحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير مع الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في الشهر الماضي، عن الإتفاق النووي.
والصين وروسيا، من القوى التي وقعت اتفاق 2015، وسبق لهما أن أعربتا عن رغبتهما في العودة إلى الالتزام ببنوده.
لكن شي يقول إن بلاده تدعم هواجس إيران المشروعة من الاتفاق، وتعهد باستمرار الدعم المالي الذي لطهران. ويمكن رؤية النتائج على الأرض في إيران، فقد زاد إنتاجها من الفولاذ إلى معدلات أعلى في يوليو (تموز) الماضي، ما جعلها بين الدول العشر الأوائل في إنتاجه، وفق آخر إحصاءات الاتحاد العالمي للفولاذ.
ويتواصل بناء موانئ، وسكك حديد جديدة، بمساعدة الصين. وفي أغسطس (آب)، أعلنت إيران خططاً لاستخراج الغاز الطبيعي من بحر قزوين.
والخميس الماضي، زار ممثل رفيع المستوى من شركة البترول الوطنية الصينية طهران، لمناقشة مشاريع مشتركة وتوسيع العلاقات.
ضغط على إيران
وعلى الجبهة الديبلوماسية، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فيينا في الأسبوع الماضي والتقى غروسي. وبينما أعلنت موسكو بوضوح أنها تتوقع من إيران تمديد آلية التفتيش الدولية، فإنها لا تظهر حماسة لضغط جديد على إيران.
وعلى نحوٍ مشابه، حذرت الصين مراقبي الوكالة الدولية من تجاوز أدوارهم الرقابية دعماً لأهداف أمريكية وأوروبية.
وينتظر الديبلوماسيون الأوروبيون نتائج المشاورات بين الوكالة الدولية وإيران، قبل أن يقرروا إذا كانوا سيصوغون مسودة قرار يندد بإيران لتلكئها عن التعاون مع الوكالة.
أوروبا فقدت صدقيتها
ورغم أنمن شأن مثل هذه الوثيقة إحالة إيران في نهاية المطاف على الأمم المتحدة مع احتمال مواجهة إجراء من مجلس الأمن، فإن مسؤولين في فيينا، يقولون إن الصين وروسيا، ستعرقلان أي محاولة لفرض عقوبات جديدة على طهران.
وقال تاريا كرونبرغ، الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام الذي عمل على الملف النووي الإيراني سابقا أثناء عضويته في الاتحاد الأوروبي: “واجهت أوروبا معضلة شبه مستحيلة بعد فرض سياسة الضغط الأقصى الأمريكية. لقد فقدت أوروبا مصداقيتها عند إيران، فأصبحت تتجه شرقاً صوب الصين”.