إسرائيل تعلن اغتيال القيادي في حزب الله نبيل قاووق
الجيش الإسرائيلي عن مقتل عضو المجلس المركزي في “حزب الله”، في لبنان نبيل قاووق. وبحسب البيان الصادر عن المكتب الصحفي للجيش، قتل قاووق في غارة جوية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي يوم أمس السبت.
وكانت غارة إسرائيلية استهدفت السبت عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق في ضاحية بيروت الجنوبية، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب، على وقع تجدد الغارات على مناطق لبنانية عدة.
وقال المصدر إن “غارة إسرائيلية استهدفت الشيخ نبيل قاووق في حي السلم”، من دون توفر معلومات حينها عن مصير قاووق المسؤول عن وحدة أمنية تابعة للحزب الذي أكد قبل ساعات مقتل أمينه العام حسن نصرالله بغارة إسرائيلية الجمعة.
والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قام بتصفية قيادة “حزب الله” العسكرية، في ضربة غير مسبوقة للجماعة اللبنانية المدعومة من إيران.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، شجرة لسلسلة القيادة العسكرية لـ”حزب الله” بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الجمعة، وقد حمل كل من فيها علامة “تم القضاء عليه”، باستثناء فرد واحد هو أبو علي رضا “قائد وحدة بدر” التابعة لجبهة الجنوب.
فمن هو أبو علي رضا؟
يُلقب بـ”الحاج أبو حسين”، ويتولى قيادة وحدة “بدر” أحد أبرز التشكيلات العسكرية في “حزب الله”، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى توليه قيادة وحدة “الرضوان” النخبوية، خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل يوم 20 سبتمبر (أيلول) الحالي.
لا يُعرف عنه الكثير، وتشير التقارير إلى أنه يبلغ من العمر 60 عاماً، وينحدر من بلدة باريش في قضاء صور جنوب لبنان.
حسب التقارير، نجا أبو علي رضا في تسعينات القرن الماضي من محاولة اغتيال مع إبراهيم عقيل، وتدرج في مناصب عسكرية متعددة ضمن هيكلية «حزب الله»، ليصبح من أبرز ضباط العمليات في محور الجنوب.
يُصنف ضمن الجيل الثالث من قيادات الحزب، وتلقى تدريبات عسكرية متقدمة في إيران. قليل الخروج للعلن، وعندما يظهر يكون متستراً أو مغطى الوجه ليشرح مهام أو أهدافاً أو معلومات عسكرية تخص الحزب.
الهجمات الإسرائيلية تتواصل
وضربت إسرائيل اليوم الأحد عدة أهداف في لبنان في مواصلة للضغط على جماعة حزب الله بمزيد من الهجمات بعد أن وجهت لها ضربة ضخمة بقتل الأمين العام حسن نصرالله.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر صباح اليوم الأحد إن القوات الجوية ضربت عشرات المواقع التابعة لحزب الله في لبنان بما شمل منصات إطلاق مصوبة نحو إسرائيل ومنشآت تخزين للأسلحة إضافة إلى بنية تحتية لحزب الل”.
وأضاف أن القوات البحرية اعترضت مقذوفا لدى اقترابه من إسرائيل من منطقة في البحر الأحمر وأن ثمانية مقذوفات أخرى قادمة من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة.
وقُتل نصرالله في غارة جوية إسرائيلية ضخمة استهدفت مقر القيادة المركزي للجماعة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.
ولا يمثل مقتل نصر الله ضربة كبيرة لحزب الله فحسب بل لإيران أيضا إذ أطاحت الغارة الجوية بحليف قوي لها ساعد في أن يكون حزب الله في طليعة الجماعات المتحالفة مع طهران في العالم العربي.
وأعلنت إسرائيل قتله أمس السبت وأكد حزب الله في وقت لاحق النبأ.
وفي بيانه، قال حزب الله إنه سيواصل قتال إسرائيل واستمر في إطلاق الصواريخ صوبها بما شمل زخة صاروخية أطلقها صباح اليوم الأحد.
وجاء مقتل نصرالله في ذروة أسبوعين عصيبين لحزب الله بدآ بتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤه. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي من نفذت تلك التفجيرات لكنها لم تنف ضلوعها فيها أو تؤكده.
وزاد التصعيد من مخاوف توسع نطاق الصراع بما يخرج عن السيطرة باحتمال اجتذاب إيران الداعم الرئيسي لحزب الله وكذلك الولايات المتحدة.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في قطاع غزة، التي بدأت بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 33 قتلوا في ضربات إسرائيلية على لبنان أمس السبت مما رفع عدد قتلى الأعمال القتالية التي نشبت في الثامن من أكتوبر تشرين الأول إلى أكثر من 1670 من بينهم 104 أطفال.
وفي بيروت، قضت أسر نازحة الليل على مقاعد في منطقة خليج زيتونة الذي يضم عددا من المطاعم والمقاهي الراقية تطل على البحر في العاصمة بيروت وهو مكان عادة ما يقوم أفراد شركات أمن خاصة بإبعاد المتسكعين عنه لكن الأمر لم يكن على هذا النحو صباح اليوم الأحد.
وفردت أسر ليس لديها سوى حقائب بالية من الملابس بعض الحاشيات للنوم وصبوا لأنفسهم بعض الشاي.
وقالت فرانسواز عازوري وهي من سكان بيروت “لن تتمكنوا من تدميرنا مهما فعلتم ومهما قصفتم ومهما دفعتم الناس للنزوح. سنظل هنا ولن نرحل.. هذه بلادنا وسنبقى فيها”.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان اليوم الأحد إنه أطلق عملية طارئة لتقديم الطعام لما يصل إلى مليون متضرر من الصراع في لبنان.
“تغيير ميزان القوى”
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل نصر الله بأنه خطوة ضرورية نحو “تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات مقبلة”. وأضاف نتنياهو في بيان “لم يكن نصر الله إرهابيا، بل كان الإرهابي” وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستنطوي على تحديات.
كما قالت إسرائيل إنها قتلت قياديا آخر كبيرا في حزب الله هو علي كركي وقادة آخرين مع نصر الله.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مقتل نصر الله “إجراء عادل” بالنظر لما وصفه بالعدد الكبير من الخسائر البشرية التي تسبب فيها وضمت آلاف الأمريكيين والإسرائيليين واللبنانيين، مضيفا أن الولايات المتحدة تدعم تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
لكن عند سؤاله عما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي في لبنان حتميا، قال للصحفيين أمس السبت “حان وقت وقف إطلاق النار”.
وقالت مصادر لرويترز إن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تم نقله إلى مكان آمن في إيران عقب مقتل نصر الله. وتوعد خامنئي بالثأر لمقتل نصر الله وقال إن قياديين آخرين سيواصلون دربه في قتال إسرائيل.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دعت إيران إلى اجتماع للمجلس بخصوص تصرفات إسرائيل في لبنان وفي أنحاء المنطقة، وحذرت من أي هجوم يستهدف مقارها الدبلوماسية أو ممثليها.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن عباس نيلفوروشان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قُتل أيضا في هجمات الجمعة.
مناشدات للتهدئة
دعا بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي، وهو أكبر رجل دين مسيحي في البلاد، إلى الدبلوماسية في الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
وقال البطريرك الراعي إن قتل إسرائيل للأمين العام للجماعة حسن نصر الله جرح قلوب الشعب اللبناني. وتابع قائلا “نسأل الله أن يمنحنا السلام ونضع حدا للحرب
بالمفاوضات الدبلوماسية، فالحرب تدمر المنازل وتهَجر أهلها وتقتل… إن كل الأطراف خاسرون”.
وتوعدت جماعة حزب الله في بيان بمواصلة “جهادها في مواجهة العدو وإسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن حرب إسرائيل ليست مع الشعب اللبناني، ووصف نصر الله بأنه “قاتل لآلاف من الإسرائيليين والمواطنين الأجانب”.
وعقد غالانت محادثات في وقت متأخر من مساء أمس السبت بشأن توسيع محتمل للحملة العسكرية الإسرائيلية على الجبهة الشمالية وفقا لما ذكره مكتبه.
ويقول حزب الله إنه لن يوقف إطلاق النار إلا إذا أوقفت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة. وأصدرت حركة حماس وجماعات أخرى متحالفة مع حزب الله بيانات تنعي نصر الله.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن رئيس مجلس الشوري الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف قوله اليوم الأحد إن فصائل المقاومة ستواصل مواجهة إسرائيل بمساعدة إيران، وأضاف “لن نتردد في الذهاب إلى أي مستوى من أجل مساعدة المقاومة… الولايات المتحدة متواطئة في كل هذه الجرائم… وعليها أن تقبل العواقب”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأحد إن بكين تعارض أي انتهاك لسيادة لبنان وحثت جميع الأطراف وخاصة إسرائيل على تهدئة الوضع على الفور ومنع اتساع الصراع أو “حتى الخروج عن السيطرة”.
وأضافت أن الصين “تعارض وتندد بكل عمل يضر بالمدنيين الأبرياء وتعارض أي خطوة تؤدي إلى تفاقم الصراع”.