أخبار محلية وتقارير

حراك سعودي نشط لإعادة ترتيب الملف العسكري في اليمن

أوضح موقع “ديفانس لاين” للشؤون الأمنية والعسكرية أن الأسابيع الماضية شهدت تحركات عسكرية سعودية مكثفة لإعادة ترتيب الملف العسكري في اليمن، شملت سلسلة من اللقاءات والزيارات وجملة من التغييرات والتعيينات العسكرية.

واستقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في العاصمة المؤقتة عدن، الأسبوع الماضي، قائد قوات الدعم والإسناد في القوات المشتركة اللواء الركن محمد بشير العنزي، بحضور وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز.

تناول اللقاء الوضع العملياتي الراهن للقوات المشتركة، وآليات التنسيق والتعاون الثنائي مع القوات المسلحة اليمنية، وتعزيز قدراتها المؤسسية والعسكرية. وفقا لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.

واللواء العنزي تم تعيينه حديثا قائدا لقوات الدعم خلفا للواء الركن سلطان البقمي، ضمن تعيينات جديدة جرت في قيادة القوات المشتركة منذ ما بعد تعيين الفريق السلمان.

وبحسب “ديفانس لاين” فإن الحراك النشط يقوده الفريق الركن فهد بن حمد بن عبدالعزيز السلمان، قائد القوات المشتركة لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، منذ صدور الأمر الملكي بتعيينه في الـ 29 من أغسطس الماضي، قائدا للقوات المشتركة المسئولة عن تنسيق العمليات العسكرية داخل اليمن وفي جبهات الحد الجنوبي بالمملكة ويقع تحت إطارها عدد من القوات اليمنية التي تم تشكيلها خلال فترة الحرب الحوثية عام 2014م وتتولى السعودية إدارتها وتمويلها بشكل شبه كلي كما أن القيادة المشتركة هي الجهة المعنية بدعم القوات المسلحة اليمنية.

المباحثات التي أجراها الفريق السلمان مع القيادة اليمنية شملت لقاء ثلاثة من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة.

حيث جرت مباحثات جمعت عضو المجلس الرئاسي الشيخ عثمان مجلي مع قيادة القوات المشتركة (22 أكتوبر).

ومثلها مع عضو المجلس الرئاسي العميد طارق صالح، أمس الأول الأحد.

وهي المرة الثانية تجرى فيها مباحثات تجمع قيادة المشتركة والعميد الركن طارق صالح، قائد قوات المقاومة الوطنية -المدعومة من الإمارات- والمتمركزة في المناطق الساحلية الغربية بمحافظتي تعز والحديدة، حيث كان طارق قد زار مقر قيادة القوات المشتركة في الرياض (29 يوليو) والتقى بقائدها السابق الأزيمع.

وبعد يوم من اللقاء الذي جمعه مع طارق، استقبل الفريق السلمان عضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد عبدالرحمن المحرمي- أبو زرعه، قائد “ألوية العمالقة الجنوبية” المدعومة من الإمارات.

وهي أول مرة يلتقي فيها المحرمي بقيادة القوات المشتركة في الرياض.

والمحرمي هو نائب رئيس المجلس الانتقالي، ذراع الإمارات جنوب اليمن، وتم تسليمه مؤخرا ملف القوات الأمنية التابعة للانتقالي بقرار أصدره عيدروس الزبيدي مطلع سبتمبر المنصرم.

تحديث آليات الدعم

يعتبر مراقبون بأن تلك اللقاءات رغبة سعودية في محاولة إحتواء نفوذ الأذرع العسكرية والأمنية في جنوب وشرق اليمن، وإعادة نسج قنوات التنسيق والتعاون مع القوات المتمركزة قرب باب المندب وعلى سواحل البحر الأحمر.

سبق ذلك مباحثات أجراها رئيس الحكومة أحمد بن مبارك مع الفريق السلمان بمقر القوات المشتركة بالرياض في 2 أكتوبر.

كما التقى السلمان مع وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري في 24 سبتمبر.

وقال موقع “ديفانس لاين” أن من أهم المباحثات كانت لقاء جمع الفريق السلمان (2 أكتوبر) مع رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير حمود عزيز، بحضور قادة المناطق العسكرية اليمنية. وقد يكون أول لقاء بهذا المستوى يشارك فيه قادة المناطق في شمال وشرق وجنوب البلاد، للوقوف على طبيعة الموقف الميداني على امتداد مسرح العمليات.

تلك اللقاءات تركزت حول بحث التعاون المشترك والدعم من قيادة القوات المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية.

وتحدثت مصادر عسكرية مطلعة لـ”ديفانس لاين” إن المباحثات تهدف لتحديث آليات الدعم بما يشمل إعادة تنظيم التمويلات المقدمة للقوات النظامية ومختلف التشكيلات، والمساعدة في توحيد الكشوفات بما يساعد في تنظيم القوات تحت إطار الحكومة الشرعية ووزارتي الدفاع والداخلية. مبدية تطلعها في معالجة بعض الاحتلالات التي صاحبت أداء الفترة الماضية والاتجاه نحو إعادة تنظيم مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية تحت إطار المؤسسات الدستورية وفقا لجوهر مضامين اتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة.

على ذات الاتجاه، التقى محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي، بمدينة سيئون بحضرموت مع قيادة القوات المشتركة في سيئون برئاسة مساعد قائد قوات التحالف المقدّم عبدالرحمن محمد الطريفي، تناول اللقاء تدخلات قوات التحالف العربي والتدخلات السعودية في الجوانب الإنسانية والتنموية.

السلمان في جبهات الحدود الجنوبية

في الـ 29 من أغسطس الماضي تم ترقية اللواء الركن فهد السلمان بأمر ملكي إلى رتبة الفريق، وتعيينه قائدا للقوات المشتركة وترقيته إلى رتبة الفريق، خلفا للفريق الأول الركن مطلق بن سالم الأزيمع، الذي تم تعيينه بأمر ملكي مستشاراً بالديوان الملكي وكان قد تولى قيادة المشتركة منذ مطلع سبتمبر2020 خلفًا للأمير فهد بن تركي الذي أُحيل للتقاعد.

هذا التعيين الملكي أتى ضمن جملة قرارات وتعيينات ملكية عسكرية شملت تصعيد جيلا جديدا من الضباط في مناصب عليا.

والسلمان هو من مواليد منطقة الرياض، تم تعيينه مطلع 2020 قائداً لقوة “عرعر” المرابطة في منطقة الحدود الشمالية الحدودية مع العراق. وعين في منصب مدير مركز عمليات الدرعية المشترك برئاسة هيئة الأركان العامة. كما عين مساعداً لرئيس هيئة عمليات القوات المسلحة.

حاصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية من كلية الملك عبد العزيز الحربية في الرياض، ودرجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان في الرياض.

وعين قائداً لمناورات التمرين المشترك “عزم النسر 23″، الذي نفذ في مركز الحرب الجوي بالظهران وعدد من مناطق المملكة في يونيو2023 بقيادة القوات المسلحة السعودية ومشاركة قوات من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية. هذا التمرين يعد النسخة الـ23 من تمرين “حسم العقبان” واستضافته السعودية للمرة الأولى.

وكان السلمان قد دشن عمله بلقاء نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق البحري براد كوبر في الرياض (16 سبتمبر)، ناقش الجانبان “عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”.

كما قام بزيارات ميدانية للقوات المرابطة في جبهات الحدود الجنوبية وقوات التحالف المشاركين في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، شملت وحدات قوة جازان، ووحدات القوات بالمنطقة الجنوبية؛ ووحدات قوة شرورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى