سابقة خطيرة.. أطفال معاقين يخضِعون للتعبئة الطائفية الحوثية
الوسطى اونلاين – متابعات
أخضعت الجماعة الحوثية عشرات الأطفال اليمنيين المعاقين، لدروس وبرامج تعبوية في العاصمة المختطفة صنعاء، ضمن ما تسميه «دورات توعوية» تهدف لتلقينهم الأفكار ذات المنحى الطائفي؛ وذلك بالتزامن مع احتفال العالم في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام بـ«اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة».
وفي ظل ما يعانيه آلاف المعاقين اليمنيين من بؤس وحرمان، وغياب الرعاية والمساعدات الإنسانية، تحدثت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الجماعة الحوثية، «دفعت بعشرات القاصرين من ذوي الإعاقة تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاماً، لتلقي دروس وأنشطة تعبوية تحت اسم دورات تدريبية».
وبحسب المصادر، «استقدمت الجماعة المعاقين الذين ينتسبون إلى 12 منظمة ومؤسسة وجمعية، إلى صنعاء، من محافظات الحديدة وذمار وريف صنعاء وإب وريمة وتعز؛ بغية استهدافهم بالتعبئة الطائفية».
ويتهم عاملون في «صندوق رعاية وتأهيل المعاقين»، الجماعة «بمواصلة فسادها وعبثها المستشري في أروقة الصندوق وفروعه بالمحافظات، وسرقة المخصصات المالية التي يتم استقطاعها من جهات إيرادية عدة لمصلحة المعاقين».
وكشف العاملون لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام قيادات انقلابية قبل أسبوعين بنهب أموال وكراسي متحركة كانت قدمتها منظمات إنسانية للمعاقين ووزّعتها على جرحاها العائدين من جبهات القتال.
ظروف حرجة
واشتكى ذوو أطفال معاقين في ريف صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من انشغال الجماعة الحوثية باستهداف أبنائهم المعاقين بالتعبئة، «في حين تتجاهل ما يعانيه الكثير منهم من ظروف حرجة جراء استمرار انعدام الخدمات الصحية والتعليمية وتوقف مراكز العلاج الطبيعي وخدمات صرف الأدوية وإجراء العمليات الجراحية، وتركيب الأطراف الاصطناعية».
وذكر «عمار.ن» وهو قريب طفل معاق في صنعاء، أنه لا يزال يتردد منذ نحو أسبوع على صندوق المعاقين الخاضع للجماعة؛ لغرض الحصول على الرعاية الطبية وبعض الخدمات الأخرى لقريبه المصاب بإعاقتين جسدية ونفسية، لكنه لم يجد أي تجاوب من قِبل قادة الجماعة الذين يديرون الصندوق.
ويتحدث ناشطون حقوقيون في صنعاء، عن «استغلال الجماعة الحوثية فئة المعاقين وجميع منتسبي الصناديق والمؤسسات والجمعيات التي تقدم الدعم لتلك الشريحة بمناطق سيطرتها، عبر حشدهم قسراً للمشاركة في وقفات احتجاجية ومسيرات مؤيدة لها، أو من خلال إقامة دورات لغسل أدمغتهم بالأفكار ذات البُعد الطائفي».
ويتزامن ذلك، بحسب المصادر، مع مواصلة الجماعة التصعيد من حجم انتهاكاتها وتعسفها وفسادها بحق الصناديق والجمعيات والمؤسسات الخاصة بالمعاقين ومنتسبيها في مناطق سيطرتها.
ملايين المعاقين
انتهاكات الجماعة الحوثية تأتي مع إقرار الجماعة، بأن نحو 15 في المائة من السكان يعانون أحد أشكال الإعاقات، حيث وصل عدد المعاقين إلى 4.9 مليون شخص.
واعترفت منظمة «انتصاف» التي يديرها الحوثيون، بأن المعاقين يعانون التقييد الشديد في الوصول إلى الخدمات الصحية والمساعدات. ولفتت إلى وجود نحو 16 ألف حالة إعاقة من النساء والأطفال تحتاج إلى تأهيل حركي، وأكثر من 460 ألفاً في حاجة إلى أجهزة مُعينة تساعدهم على الحركة، بينما يحتاج أكثر من 153 ألف معاق إلى أطراف اصطناعية أو أجهزة تقويمية.
وأقرَّت المنظمة الحوثية، بوجود نحو مليوني مُعاق يمني لم تعد تصلهم أي خدمات صحية أو اجتماعية، ونحو 4 ملايين مُعاق يحتاجون إلى الوصول إلى خدمات إعادة التأهيل واستخدامها.
وأكدت أن 90 في المائة من إجمالي عدد المعاقين اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر، و40 في المائة منهم محرومون من تلقي العلاج المستمر؛ ما جعلهم عُرضة لانتكاسات صحية. كاشفة عن تعرض 350 مركزاً ومنظمة وجمعية ومعهداً متخصصاً في رعاية وتدريب وتأهيل المُعاقين، للإغلاق من أصل 450 جمعية.
من جهتها، كشفت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، في بيان حديث، عن أن أكثر من مليون طفل في اليمن يعانون الإعاقة. مؤكدة أنها «في اليوم العالمي للمعاقين تكرّم قوتهم وقدرتهم على الصمود.