إعدام «القاعدة» صحفيا يمنيا.. «معالجة» لثغرة أمنية أم للفت الأنظار؟
الوسطى اونلاين – العين
في 2 أبريل/نيسان 2015، استيقظ أهالي مدينة المكلا اليمنية، على مشاهد صادمة لجثث ملقاة بالشوارع واعتقالات وجرائم بالجملة.
كان وراء تلك المشاهد المروعة، تنظيم “القاعدة” الإرهابي الذي اجتاح المدينة المطلة على بحر العرب و “جعل أعزة أهلها أذلة” عقب ممارسته كل جرائم التوحش ضد فئات المجتمع، بمن في ذلك المدنيون والناشطون والصحفيون.
وكان من بين المختطفين صحفيان، أحدهما محمد المقري مراسل قناة “اليمن اليوم” المحلية، الناطقة بلسان حزب “المؤتمر الشعبي العام”، وكذا أمير باعويضان مراسل قناة “آزال” المحلية التابعة للحزب نفسه.
وبعد عام من الإرهاب في المكلا، حاضرة حضرموت، استطاعت قوات النخبة الحضرمية تحرير المدينة بدعم من تحالف دعم الشرعية، وحينها أطلق تنظيم “القاعدة” باعويضان من السجن، فيما أُخفي زميله المقري قسرا.
وبعد عقد من اختطافه، أعلن تنظيم “القاعدة” إعدام المقري بمزاعم عمله لصالح جهاز الأمن القومي (المخابرات اليمنية سابقا) في جريمة هزت المجتمع اليمني.
إعلان إعدام المقري البالغ من العمر 43 عاما، وهو متزوج ولديه طفل في عقده الأول، جاء في بيان أصدره التنظيم مؤخرا، وكشف فيه عن إعدام 10 آخرين من أعضائه اتهمهم بـ”التجسس”.
وأشار البيان إلى أن تنظيم القاعدة أعدم المقري “بعد محاكمته، وإصدار حكم الإعدام عليه، حيث تم تنفيذ الحكم في حينه”، في محاولة من التنظيم لعلاج الاختراقات بصفوفه، حسب مراقبين.
شرخ أمني
ولم يحدد التنظيم زمان ومكان إعدام المقري أو أعضائه، وزعم أن البيان التوضيحي صدر ردا على استفسارات بعض الأهالي عن ذويهم لمعرفة هل ما زالوا على قيد الحياة أم لا؟
ونشر التنظيم قائمة بأسماء أعضائه الذين تم إعدامهم، وهم ناجي الزهيري، محمد العزاني، محمد باشب، عبد الرحمن هديس، الرصاص علوي حسين، عبد العزيز الحدي، حسين السعادي، عبد الله العزاني، يوسف الحميقاني وحسين السوادي.
وباستثناء المقري، فإن حملة الإعدامات التي نفذها تنظيم القاعدة بحق عناصره أتت بدعوى “زرع شرائح وأنشطة تجسسية”، ما اعتُبر “محاولة بائسة من التنظيم لتطويق الشرخ الأمني الذي استشرى في صفوفه وأدى لتساقط قياداته تباعا”، حسب مراقبين.
وقال خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية، إن مسؤول الجهاز الأمني لتنظيم القاعدة إبراهيم البنا أبو صالح، المدرج بقائمة العقوبات الأمريكية، هو من يتولى تنفيذ حملة الإعدامات سواء للمختطفين أو لمن يصفهم بـ”الخونة والجواسيس” من أعضاء التنظيم.
لفت الأنظار
وتأتي عمليات الإعدام ضد أفراد زعم التنظيم تورطهم في نشاطات تجسسية لصالح جهات معادية له عقب اتفاق التنظيم مع مليشيات الحوثي على وقف المعارك البينية منذ عام 2022، وتركيز الهجمات على القوات الجنوبية والتابعة للحكومة اليمنية المدعومة من تحالف دعم الشرعية.
ووفقا لمصادر حكومية، فإن إعدامات تنظيم القاعدة هي محاولة لإثبات حضوره كتهديد باق في الساحة اليمنية، وبهدف لفت أنظار العالم لاسيما الغرب مجددا نحو التنظيم، في أعقاب الضربات الغربية ضد مليشيات الحوثي.
وكان تنظيم القاعدة استفاد من الدعم الحوثي الذي شمل الصواريخ الحرارية والطائرات المسيرة ومعدات الاستطلاع وتحويل محافظة البيضاء مركزا لإدارة عملياته، لرفع مستوى هجماته في جنوب اليمن.
واتهمت تقارير للحكومة اليمنية بشكل متكرر مليشيات الحوثي بإطلاق سراح أكثر من 400 قيادي وعنصر من تنظيمي القاعدة وداعش كان أغلبهم يقبعون سجون الدولة في صنعاء، وإرسالهم للمحافظات المحررة لنشر الفوضى.