تسليم الدفعة السادسة من الرهائن الإسرائيليين مع صمود وقف إطلاق النار

الوسطى اونلاين – العرب

أفرجت حركتا حماس والجهاد الإسلامي السبت عن ثلاثة رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بموجب سادس عملية تبادل في إطار اتفاق الهدنة، وأعلن الجيش الإسرائيلي وصولهم الى الدولة العبرية، بعد أن وجهوا رسالة .

والرهائن الثلاثة هم الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف والإسرائيلي الأميركي ساغي ديكل حن والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن الذين تمّ تسليمهم في مدينة خان يونس في جنوب القطاع، وأُصعدوا الى منصة وسط عشرات المسلحين الذين احاطوا بهم وأمام حشد من الأشخاص الذين كانوا يهتفون ويصفقون. ثم تسلمّتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وغادرت سيارات الصليب الأحمر ناقلة الرهائن خان يونس حيث جرت عملية التسليم بالقرب من منزل قائد حركة حماس السابق يحيى السنوار الذي قتلته إسرائيل خلال مواجهة في جنوب القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن الإسرائيليين الثلاثة “عبروا الحدود مع أراضي إسرائيل” ويتجهون الى المكان الذي سيلتقون فيه أفرادا من عائلاتهم.

وكان كل من الرجال الثلاثة تحدّثوا عبر مذياع من على المنصة بالعبرية وشدّدوا على ضرورة الإفراج عن الرهائن الباقين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار القائم حاليا. ولفت تروبانوف إلى “أن الوقت ينفد أمام بقية الرهائن”.

وكانوا يحملون أكياس هدايا قدمّها لهم خاطفوهم وشهادة ورقية “بانتهاء أسرهم”.

وأظهر بث مباشر في وقت سابق الثلاثة يصعدون إلى منصة برفقة مسلحين في موقع التسليم بخان يونس.

وفيما باتت تعرف بساحة الرهائن في تل أبيب، صاح إسرائيليون فرحا لدى متابعة خطوات تسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر في غزة ثم إلى القوات الإسرائيلية.

وبدا عليهم الارتياح لرؤية الثلاثة في حالة أفضل على ما يبدو من الثلاثة الآخرين المفرج عنهم الأسبوع الماضي والذين بدوا في حالة هزال وضعف.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت في بيان أن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة لإخراج كل الرهائن من قطاع غزة “بأسرع ما يمكن”، متحدثا بعد عودة ثلاثة رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم حماس صباحا.

وجاء في البيان “نعمل بالتنسيق التام مع الولايات المتحدة لإنقاذ جميع رهائننا، الأحياء منهم والقتلى، بأسرع ما يمكن”.

وأوضح مصدران في كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامية، لفرانس برس، أن “مئتي عنصر من القسام وسرايا القدس” شاركوا في عملية التسليم اليوم السبت.

وتجمّع في المكان مئات الفلسطينيين لحضور عملية التسليم التي تمت وسط عدد من المنازل الفلسطينية المدمرة.

وشدّدت حركة حماس في بيان على أن إطلاق سراح “الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيد أنَّ لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار”.

وقالت إنها “في انتظار تنفيذ الاحتلال إطلاق سراح 369 أسيرا فلسطينيا، وتنفيذ البروتوكول الإنساني” من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة سلامة معروف لفرانس برس أنه “حتى صباح اليوم السبت لم يتمّ إدخال الكرفانات (بيوت متنقلة) أو المعدات والآليات الثقيلة المتواجدة على الجانب المصري من معبر رفح” إلى القطاع.

وكانت حماس هدّدت بتأخير تسليم الرهائن اليوم ما لم تحصل على تأكيد بإدخال هذه المعدات.

وعبّر عن “أمله في أن يتم إدخال الكرفانات والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وانتشال الجثث من تحت الأنقاض، خلال الساعات القادمة اليوم خصوصا مع تلقّي تطمينات من الوسطاء”.

وكانت حماس وافقت الشهر الماضي على تسليم 33 إسرائيلياً، بينهم نساء وشيوخ، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق نار مدتها ستة أسابيع تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في غزة.

في حين تم إطلاق سراح 16 من أصل 33 إسرائيليا حتى الآن، إلى جانب خمسة تايلانديين تم تسليمهم في عملية إطلاق سراح غير مقررة.

وبقي حاليا بعد دفعة اليوم 73 إسرائيلياً محتجزين في غزة، يعتقد أن نصفهم فقط على قيد الحياة، وفق تقديرات إسرائيلية.

بينما يتوقع أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار الممتد على 3 مراحل، الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع أيضا أن يتم الإفراج عن بقية الأسرى الإسرائيليين مقابل مئات الفلسطينيين. إذ أكد قيادي في حماس أمس الجمعة، أن الحركة تتوقع بدء مباحثات المرحلة الثانية مطلع الأسبوع القادم، موضحاً أن “الوسطاء يواصلون المباحثات في هذا الشأن”.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.