محاكمات صورية وانتهاكات جسيمة.. تدهور الحريات الصحافية في اليمن

الوسطى اونلاين – متابعات
كشف تقرير حقوقي عن تصاعد خطير في الانتهاكات ضد الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن، وسط بيئة قمعية تتسم بمحاكمات غير قانونية وغياب العدالة.
ووثق التقرير، الصادر عن مرصد الحريات الإعلامية في اليمن، بشأن المشهد الإعلامي في البلاد، والتحديات التي تواجه الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي، ارتكاب 98 انتهاكًا ضد حرية الصحافة خلال عام 2024، شملت جرائم خطيرة أبرزها اعتراف تنظيم القاعدة بإعدام الصحافي محمد المقري.
وأوضح أن الانتهاكات شملت أيضا 15 حالة اعتقال، و6 حالات احتجاز مؤقت، و3 حالات اعتداء، و17 حالة تهديد، و40 حالة استجواب ومحاكمة أمام جهات غير مختصة.
وأشار إلى أن محكمة تابعة للحوثيين أصدرت حكمًا بالإعدام على الصحافي طه المعمري، مع مصادرة ممتلكاته من دون أي سند قانوني.
كما كشف أيضًا عن استهداف 6 مؤسسات إعلامية، من بينها قصف إذاعتي “ريمة” و”الحديدة FM” من قبل الطيران الأميركي، إضافة إلى 9 انتهاكات أخرى متفرقة.
وكشف المدير التنفيذي للمرصد، محمد إسماعيل، أن الصحافيين في اليمن تعرضوا لـ 2,613 انتهاكًا خلال العقد الأخير، كان الحوثيون مسؤولين عن 1,881 منها، بما في ذلك حجب أكثر من 200 موقع إخباري، مما جعل المناطق الخاضعة لهم خالية تمامًا من الإعلام المستقل أو المعارض.
وأظهر تحليل القضايا الصحافية أن المحاكمات التي يواجهها الصحافيون تعاني من اختلالات قانونية جسيمة، حيث يتم توجيه تهم من دون أدلة واضحة، وعرضهم أمام محاكم غير مختصة، فيما يُحرم البعض من حق الدفاع عن أنفسهم، ويُجبرون على توقيع تعهدات مجحفة، مما أسهم في تقويض الحريات الإعلامية بشكل كبير.
ورغم حجم الانتهاكات التي وثقها التقرير، فإن مرتكبي هذه الجرائم لا يزالون يفلتون من العقاب. وفق التقرير.
وأكد المرصد ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية ومحلية مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، وإيجاد آليات قانونية فعالة لإنهاء الإفلات من العقاب.
وطالب التقرير بإنشاء محكمة متخصصة للنظر في قضايا الصحافة والنشر الإلكتروني في مختلف المحافظات، إضافة إلى تعيين أعضاء نيابة مختصين للتحقيق في جرائم الصحافة وضمان قدرة الصحافيين والمؤسسات الإعلامية على العمل بحرية واستقلالية.
في سياق متصل، كشف التقرير عن استمرار احتجاز 6 صحافيين، بينهم 5 في سجون الحوثيين، وهم: وحيد الصوفي، ومحمد المياحي، ونبيل السداوي، ومحمد الحطامي، وأحمد عوضه، فيما لا يزال صحافي آخر معتقلًا في سجون الحكومة اليمنية في عدن، الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأكد التقرير أن واقع الحريات الإعلامية في اليمن يزداد سوءًا، مع تصاعد الانتهاكات واستمرار الإفلات من العقاب، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية الصحافيين ووقف الانتهاكات التي تهدد حرية الإعلام في البلاد.