مركز القاهرة: الناشطون في اليمن يدفعون أثمان باهظة وحياتهم محفوفة بالمخاطر
الوسطى اونلاين _ متابعات
قال مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن “وضع الصحفيين والحقوقيين والأكاديميين في اليمن محفوفًا بالمخاطر ومعرضًا للتدهور في ظل الاقتتال المستمر، وتفشي وباء كورونا. إذ يضطروا لدفع أثمانٍ باهظة كنتيجة مباشرة لممارسة عملهم”.
وأضاف تقرير صادر عن المركز، اليوم الاثنين، أن “جميع أطراف النزاع متورطة في ارتكاب الانتهاكات بحق الصحفيين والناشطين الحقوقيين”.
ويقدم التقرير، الذي تناول الفترة بين يناير ويونيو من العام الجاري، نماذج محددة للانتهاكات التي تعرض لها المدافعين عن حقوق الإنسان.
وأوضح التقرير، أن “الانتهاكات التي يجابهها الصحفيون والحقوقيون والأكاديميون تنوعت بين القتل والاعتقال التعسّفي والإخفاء القسري والاعتداءات الجسدية والتهم الملفقة أو التضييق على أعمالهم. فضلًا عن القيود غير المبرّرة المفروضة على حقوقهم الأساسية، خاصة حقهم في حريّة التعبير”.
وذكر، أن “الوضع الإنساني وحالة حقوق الإنسان في اليمن يستمران في التدهور بشكل مروّع، وتواصل كافة أطراف النزاع ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين ومن بينهم المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيين والصحفيات والأكاديميين والطلاب.
كما لفت، إلى أن من بين تلك الانتهاكات الاعتقال التعسّفي والإخفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة، ويُحتجز غالبيتهم في أماكن اعتقال سرية وغير رسمية.
ومن الانتهاكات التي وثقها التقرير، حكم مليشيا الحوثي الانقلابية بالإعدام على أربعة صحفيين وهم عبد الخالق عمران وأكرم الوليدي وحارث حميد وتوفيق المنصوري، وحرمانهم من حقهم في الدفاع عن أنفسهم وطرد محاميهم من جلسات المحاكمة. بالإضافة إلى عدم السماح لأهاليهم بزيارتهم. كما حرموا من تلقي الرعاية الصحية وإدخال العلاج لهم.
كما وثق التقرير تعرض 36 مدنيا بينهم ستة أكاديميين و14 طالباً، للتعذيب ومعاملة غير إنسانية، بعد اختطافهم من قبل الحوثيين، ومازال 22 شخصًا منهم رهن الاعتقال- محكوم على بعضهم بالإعدام. وتم انتزاع معلومات منهم بواسطة التعذيب والتهديد بمزيد من التعذيب والاغتصاب الجنسي.
وأوضح أن الحوثيين مارسوا الترهيب والضغط على المختطفين، عبر اختطاف أقرباء لهم. “فعلى سبيل المثال في 10 سبتمبر 2017، اعتقل الأمن السياسي أمة الرحمن، شقيقة المحتجز معاذ أحمد عبد الوهاب نعمان، وأبناؤها، لمدة يوم. وفي 25 سبتمبر 2016، تم اعتقال والد المعتقل صدام محمد دخان وثلاثة من أشقائه لمدة أسبوع تقريبًا؛ لإجباره على تسليم نفسه لسلطة الأمر الواقع. وفي 9 سبتمبر 2016، تم اعتقال والد وعم وصهر المعتقل يونس سنان الجرادي (21 عامًا)؛ لإجباره على تسليم نفسه”.
وأعرب مركز القاهرة عن بالغ قلقه إزاء استمرار الاعتداءات التي تشنها أطراف النزاع المختلفة في اليمن بحق المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والأكاديميين، الأمر الذي يعرقل ممارسة عملهم، وينتهك حقوقهم الأساسية.
كما دعا جميع أطراف النزاع إلى وقف تلك الممارسات ومنها الإخفاء القسري والاحتجاز التعسّفي والترهيب وعدم معاقبة الصحفيين والإعلاميين والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء على عملهم واحتجاجاتهم السلمية.
وأوصى المركز، بدعم الجهود المتعلقة بتحقيق المساءلة ووقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي ترتكبها كافة أطراف النزاع.
وطالب الأطراف المتحاربة بما في؛ ذلك التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، والحكومة المعترف بها دوليًا، وجماعة الحوثي، الإفراج بشكل عاجل عن جميع المعتقلين تعسّفيًا، وإطلاق سراح الصحفيين والأكاديميين والحقوقيين والطلاب والكشف عن مصير المختفين منهم.
كما دعا إلى ضمان حق المعتقلين في محاكمة عادلة، وتوفير وسائل التواصل مع العالم الخارجي، مع ضمان وصول مراقبين معترف بهم من الأمم المتحدة لجميع مرافق الاحتجاز، الرسمية وغير الرسمية، لمعاينة ظروف الاحتجاز.
وقدم المركز، عدد من التوصيات إلى المجتمع الدولي، ومنها “حثّ جميع الأطراف المتحاربة، وخاصّةً الحوثيين، على إلغاء جميع أحكام الإعدام، لا سيما تلك الصادرة بحق المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والمحامين وغيرهم. واتخاذ تدابير إضافية للإفراج عن المعتقلين تعسّفيًا والمختفين قسرًا في اليمن.
كما دعا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل ضمان محاسبة جميع المسئولين عن انتهاكات القانون الدولي والجرائم المرتكبة في سياق الحرب المستمرة في اليمن، عبر دعم تشكيل هيئة تحقيق دولية مستقلة، تركز على القضايا الجنائية في اليمن، و تمديد ولاية فريق الخبراء البارزين من خلال تفويض مستمر متعدد السنوات، وتوفير الدعم السياسي والموارد المالية اللازمة للفريق، لمواصلة عمله.