أراء وكتاب وتغريدات

العود الأخضر الخطر الأكبر مقال /أحمد القثمي

الوسطى اونلاين – خاص


في السنوات الماضية عندما كانت العملة المحلية مستقرة وثابتة لم نشاهد أي زيادة في أسعار المواد الغذائية أو المحروقات أو غيرها من إحتياجات المجتمع اليوم وفي ظل الوضع الكارثي والمرير نرى الزيادة في كل ساعة حتى إذا دخلت بقالة وسألت عن حاجة ما ثم خرجت وأتيت من الباب الثاني لوجدت السعر يختلف بحجة العملة
كل هذه العوامل أثرت بشكل سلبي على الحركة الشرائية وأصبح الكثير لا يشتري إلا الضروريات وألغى الكماليات والترف وتجده يتأفف ويشتكي من جور التجار ، لكن دعوني أخبرك بأمر لم يتأثر بهذه الأزمة بالرغم أننا نسمع بزيادة هائلة فيه لكن المستخدمين له ملتزمين الصمت ولو عدنا النظر لوجدناه لافائدة منه وأضراره كثيرة ، إنها شجرة القات السرطان الذي دمر وشتت بالمجتمع وفكك عراه .

لقد أصبح تناول شجرة القات من الأساسيات عند الكثير وكأنها مضاد حيوي أو علاج طبيعي يتسابقون إلى أسواقه كالقطعان ينثرون مبالغ مالية كبيرة وبعضهم يركض كالوحش حتى يحصل على ملئ فمه(تخزينة) وبطرق عديدة الكل يعلمها ؛ بينمابائعي القات تجدهم كالمسؤولي الكبار في نظر المخزنين لاسيما في حالة تأخر وصولهم فتجد الطوابير والإستقبال والهستيريا التي أصيبوا بها ، ومايزيد الوضع أكثر خطوة هو أنظمام شريحة كبيرة من الشباب إلى دوري المخزنين وبرضاء أهلهم وجلَّهم تجده في مجلس مع أبيه يتناولون تلك الشجرة الضارة والمدمرة مدعياً أن ذلك نوعاً من أنواع الرجولة والشهامة بينما هي سقوط وخنوع وتشويه للسمعة .

إن شجرة القات لها آثار إجتماعية وصحية ومالية فترى بعض المتعاطيين للقات لايفكروا في أسرهم ولايهمهم الجلوس مع الأبناء والإطلاع على مايدور في بيوتهم فهو يعود إلى بيته في وقت متأخر من الليل بعد أن ناموا الأولاد ويستيقظ حين تقترب الشمس إلى الظهيرة ويخرج على أمل العودة في الليل وهكذا يتهرب من المسؤولية ولايدري ماذا أكلوا أو فعلوا في ذلك اليوم ، ويعاني المخزن من السهر والأرق والتعب فلايستطيع النوم إلا بعد جهد جهيد بعد أن يفكر مليئاً في تخزينة الغد حتى أسرته تفقد الثقة فيه خوفاً أن يقوم بأخذ شي من ممتلكات البيت بقصد شراء العود الأخضر فأي حياة هذه.

عزيزي الآب والأخ والصديق العزيز إن المسؤولية كبيرة والتفريط فيها جرم عظيم فأنت مسؤول أمام الله على نفسك وهلاكها وعلى أسرتك والتقصير في حقوقها فالرجوع من الخطأ من شيم الكرام والعودة للصواب من صفات الرجال فالمرحلة الراهنة تحتاج لنبذ العادات السيئة وتعليم الأجيال وتثقيفهم وإبعادهم عن أماكن السقوط ولكن إذا ترك الحبل على الغارب فتلك مصيبة والله الحافظ والمهدي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى