إيهاب .. على قاتليك نار شهاب
الوسطى اونلاين – خاص
سقط مضرجاً بدمائه الزكية الطاهرة .. فارس من فرسان القرآن وراعٍ من رعاته المتميزين .. لم يكن له من ذنب سوى أنه كان المصلحين.
إيهاب عبدالله سالم باوزير .. أستاذ تربوي ومدير إدارة مدارس تحفيظ القرآن القرآن الكريم بمكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن .. فقدناه يوم أمس الثلاثاء 7 ديسمبر 2021م .. رحل عنّا شهيداً مغدوراً ولمّا يأذن العام بالرحيل.
إيهاب زرعٌ مبارك من غصن مثمر في فرع عظيم لشجرة ( باوزير ) التي ملأت الدنيا علماً ونوراً .. فأبوه الأديب القاص عبدالله سالم باوزير الذي طالما قرأنا في شبابنا قصصه الممتعة والساخرة .. ويا لسخرية الأيام .. لنبكي اليوم ابناً من أبنائه البررة الكرام.
في غيل باوزير كان ارتباط الشهيد بأسرته العريقة ذات الجذور الضاربة في الأعماق، أسرة شامخة عُرف عنها العلم والأدب .. منهم الشيخ الأديب الأريب المؤرخ سعيد عوض باوزير، وابنه المهندس نجيب سعيد باوزير وعالم القرآن أمين سعيد باوزير، وطود الصحافة الحضرمية أحمد عوض باوزير وغيرهم الكثير والكثير .. بل يوماً عن يوم هي ولادة بالكثير من شبابها المتنور الذي نلمس لهم باعاً في الأدب والعلم والأخلاق.
نشكو إليك ـ يا ناصر المظلومين ـ قتلة أمعنوا في سفك دماء أهل الفضل والعطاء .. نشكو إليك ـ يا ربنا ـ أيدياً تلطخت بدماء الصالحين المصلحين .. نشكو إليك ـ يا منتقم ـ أرواحاً أعمتها ظلمات الكره والأحقاد.
سلاماً يا ( إيهاب ) .. وعلى قاتليك نار شهاب .. نار تحرقهم في الدنيا قبل الآخرة .. سلاماً عليك وقد كُتبتَ مكرّماً في سجل الخالدين .. ستنبت من دمائك الطاهرة شجرة السلام في ارض السلام .. شجرة وارفة يتفيأ ظلالها كل الأنام.
برغم الغدر المستطير والإجرام المتعاقب الذي يطال كوادر الوطن ويستهدفهم جميعاً بشتى تخصصاتهم السياسية والاجتماعية والتربوية والخيرية والعلمية ..
إلا أن حقنا في الحياة محفوظ ومكفول .. ولا بدّ من أن يأتي اليوم الذي يقف فيه القتلة ويُكشَفون .. وتنزع عنهم أقنعتهم التي يتخفون خلفها ومن يقف وراءهم ويدعمهم.
سنحيا كراماً رغم كيد الخائنين .. وسنبني الوطن بسواعد فتية وهمم عليّة ..
( فإما حياة تسرّ الصديق ** وإما ممات يغيظ العدا ).
✍?أحمد باحمادي..