أراء وكتاب وتغريدات

التجار .. بين أخلاق الأخيار .. وظلم الأشرار!!

الوسطى اونلاين – خاص


تصرفات غريبة تصدر عن بعض التجار للأسف الشديد .. فالبعض منهم بمجرد أن رأى التحسن الملحوظ في أسعار صرف العملة المحلية مقابل العملات الصعبة ..

واستبشار الناس بذلك وفرحتهم بأمنية أن تنزل الأسعار قليلاً ويتحسن الحال .. قاموا بإغلاق محلاتهم وأوقفوا عملية البيع.

البعض الآخر استمرّ ببيع المواد الغذائية الأساسية بسعر الصرف المرتفع ( 450 ) ريال يمني مقابل الريال السعودي .. وإن طلب الزبون أن يحساب بالريال السعودي ويصرف طبقاً لسعر الصرف المعتمد لديهم ( 450 ) رفضوا ذلك ..

وطلبوا أن يكون الصرف على السعر الأقل ( 320 ) على سبيل المثال أو أكثر قليلاً .. فما هذا التناقض العجيب ؟!!

وهنا يصل المرء إلى حقيقة مفادها أن هؤلاء القوم ( التجار ) المغرمون بحب المال وامتصاص دماء الفقراء والمساكين لا يهمهم حال المواطن على الإطلاق ..

وتصرفاتهم المريبة تدل على حبّ الذات وتفضيل المصالح الشخصية على الرفق بالمواطنين في هذه الأوضاع الصعبة والمعقدة.

يتعذر الكثير منهم أن بضاعته دخلت عليه بسعر غالٍ وأن الحركة التجارية في ركود .. وأن سعر الدولار المرتفع يمنعهم من مواصلة استيراد البضائع .. وأن الكثير من المستوردين على حافة الإفلاس.

هكذا أصبحوا يتباكون ويذرفون دموع التماسيح .. ويندبون حظهم العاثر في هذا البلد الفقير .. ويناشدون الدولة والبنك المركزي والتحالف والبنك الدولي لحل مشاكلهم العويصة .. 

بينما نراهم يوماً عن يوم يزدادون ثراءً وغنىً فاحشاً .. وتنمو ثرواتهم وعقاراتهم وكروشهم .. ويزداد البون الشاسع وتتسع الهوة الطبقية بينهم وبين جمهور الناس الفقراء الغلبانين.

هل أخلاق تجارنا وتصرفاتهم الأنانية تشي بأنهم من فسطاط الأشرار أم الأخيار .. ؟!! .. وهل نلمس لهم في الملمات يداً حانية وقلباً رقيقاً على الفقراء والمساكين ؟!! ..

هل موائدهم عند جوع الناس عامرة ؟!! .. هل صدقاتهم وأعطياتهم ونجدتهم للجائع الملهوف تمشي بقصصها الركبان ؟!!

أم أننا نرى كل يوم مناشدات لأسر كثيرة تطلب سلة غذائية ثمنها ( 47 ) ألف ريال ثم لا يجدون من يستجيب لهم فيكررون النداء مرات ومرات !!

آباءٌ منهكون يعيلون أسراً مكونة من زوجة وأبناء وحالتهم المعيشية وصلت إلى مرحلة الفقر المدقع .. ولا يجدون من يتحنن عليهم أو يطرق بابهم سائلاً عن حالهم من التجار أصحاب الملايين.

فهل بعد هذا الحال الأليم الذي لم تشاركوا في التخفيف منه تريدون من يتضامن معكم أيها التجار ؟؟ وتلقون باللوم بعد ذلك أن المواطنين يلقون باللوم عليكم في ارتفاع الأسعار ..

نعلم أن دورة الاقتصاد أكبر منكم وأنكم لستم سوى مجرد جزء منها .. لكن ما دوركم في فضيلة الإيثار التي قال الله عنها : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .. فهل وقيتم شحّ أنفسكم لتفلحوا في الدنيا والآخرة ؟

✍?أحمد باحمادي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى