( ثمد المكلا ) في جدّة .. !!
![](https://alwosta.online/wp-content/uploads/2021/12/IMG-20211019-WA0014-4.jpg)
الوسطى اونلاين – خاص
أحد المقاطع المثيرة للشجن التي تمّ تداولها في منصات ومواقع التواصل الاجتماعي .. وخلاصة المقطع أن رجلاً من البائعين في أحد أسواق السمك بالمملكة العربية السعودية والأرجح أنه كان في ( جدة )
كان يحمل بين يديه قطعة سمك كبيرة من صيد ( الثمد ) .. كان البائع ينادي المشترين فيما يشبه الحراج والدعاية لما يبيع ويقول رافعاً قطعة السمك الطرية ومنادياً على الزبائن : ” ثمد المكلا ” ..
وحينما سئل عن السعر قال بـ ( 17 ) ريال ويقصد به بلا شك الريال السعودي.
لا أخفيكم سراً أن جملة ( ثمد المكلا ) وإن كانت تبدو للسامع جملة بسيطة مكونة من كلمتين .. إلا أنها اختصرت معاناة شعب حضرمي بكامله ..
شعب تُسرق ثرواته البحرية وتنهب خيراته .. ولو قلنا حتى تصدّر قانونياً إلى البلاد الأخرى لتباع بأرخص الأثمان .. بينما الشعب نفسه لا يذوق من أردئها شيئاً ..
فضلاً عن أنواعها الفاخرة والطرية .. الطرية جداً كما نراها في تلك المقاطع المصورة.
أسعار الأسماك الجيدة من بحارنا تبدو في تلك الدول مناسبة في أسعارها .. رغم وجود البدائل الكثيرة بالنسبة لهم .. ولا ننسى التونة المعلبة التي يلجأ إليها الكثير منهم في حال لم يتمكن أحدهم من شراء الصيد الطازج من السوق ..
هل يعلمون أن أكل التونة بالنسبة لشعبنا أصبح ترفاً لا يمكن بلوغه إلا للمتقتدرين وقليل ما هم ؟!! .. وهل يدرون أن قصعة التونة المستورد منها في بلدنا أغلى من المحلي بينما تتكدس تونتنا الممتازة في رفوف ماركاتهم وأسواقهم وبأسعار في المتناول ؟!!
وعلى وقع إغلاقات الطرق والمنافذ تمّ إيقاف الكثير من العازلات والشاحنات التي تحمل السمك الطازج إلى المملكة والدول الأخرى ليتبين لنا أن السوق المحلي تجري عليه عمليات إفقار ممنهج ..
وإلا فالأصل أن يكون التصدير بعد اكتفائنا محلياً وبأرخص الأسعار وأنسبها على أقل تقدير .. إلا أن شيئاً من ذلك لا يحدث للأسف الشديد.
تلك الشاحنات الواقفة على أطراف الطريق والتي تحمل في بطونها كميات مهولة من الأسماك .. أدرك أن فيها ما يلذّ له المواطن الحضرمي من ( ثمد المكلا ) ..
فهل ستكون تلك الخطوة الجريئة ـ إن اتفقنا أو اختلفنا في آليتها ومع من يديرها ـ هل ستكون فاتحة خير لنشبع من أسماكنا المنهوبة التي لم نشبع منها قط ؟!!
✍?أحمد باحمادي..