أكل أموال الناس بالباطل .. ومطالب العيش الكريم
![](https://alwosta.online/wp-content/uploads/2021/12/IMG-20211019-WA0014-5.jpg)
الوسطى اونلاين – خاص
يعمَد بعض الناس لمواجهة ظروف الحياة الصعبة وأوضاعها المعقدة إلى التحايل على الناس للحصول على المال بالباطل ..
وربما أكل مال غيره من دون وجه حق .. ويستوي في ذلك كثير من التجار والبائعين وأصحاب الحيَل من الشركات الوهمية وما شابهها،
ولأكل أموال الناس صور كثيرة نذكر منها عدم الوفاء بسداد الدين، ونهب واغتصاب الأراضي، والتعدي على حقوق المسلمين، و الحلف كذبا لاغتصاب الحقوق، والخداع والغش والرشوة.
وقد نهى الإسلام عن أكل أموال الناس بالباطل وحرّم الله سبحانه على المسلم الكسب غير المشروع فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَاكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}، والباطل يتناول الغصب والنهب والتدليس والغش والرشوة وكل ذلك مناف للخلق الكريم وجالب للضرر بالآخرين.
وإذا كان أكل أموال الناس بالباطل سببًا من أسباب دخول النار فإنه كذلك سبب يمنع من دخول الجنة، حيث تكون النار أولى بكل لحم نبت من سحت، فعن أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام».
وعلى عكس كثير من النساء اليوم اللواتي فضلن رغد العيش وأرهقن أزواجهن بالطلبات الكثيرة .. كانت الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله، اتق الله، وإياك والكسب الحرام، فإننا نصبر على الجوع والضر، ولا نصبر على النار.
يقول الشيخ صالح بن حميد في معرض أحد دروسه عن [ صفات القلب السليم وفضل أكل الحلال ] : ” ولكن قوماً يأبون إلا عبادة الدرهم والدينار، يستمرئون أكل أموال الناس بالباطل،
من غير ورعٍ ولا حياء، ولا مروءة ولا كرامة، فويلٌ لهم مما يكسبون، الرزق مكتوب، والأجل محتوم، ومصير هذه الدنيا إلى الزوال، والمآل إلى الحساب،
إذا استغنى العبد بالحلال عن الحرام، فالله يكلؤه برعايته، ويحفظه بعنايته، يحفظه في نفسه، ويحفظه في عقبه وذريته، ويحفظه في ماله، ويبارك له في سعيه،
يقول ابن المنكدر: ( إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظٍ من الله وستر)”.
ونختم بقول الشيخ أحمد بن أحمد الطويل في كتابه [ اتقاء الحرام والشبهات في طلب الرزق ] : ( لهذا وغيره: يجب على المسلم أن يتحرى طلب الحلال في كسبه ومعاشه وسائر حالاته، وأن يتجنب الحرام في جميع شؤونه حتى ينجو من عقاب الله تعالى، وينبغي عليه كذلك أن يتقي الشبهات حتى لا يصادف الحرام من حيث لا يدري ).
مختارات ومطالعات انتقاء :
✍?أحمد باحمادي..