الشرعية تلوذ بقطر من هبة شعبية ويقظة دولية
المكلا(الوسطى أونلاين ) متابعات
تواجه الشرعية الإخوانية في الجنوب حصارًا متعدد الأبعاد تكمن أركانه الرئيسية في الهبة الشعبية التي انطلقت من شبوة وانتقلت إلى حضرموت، مرورا بالتحركات السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، لدفعها نحو تفعيل عمل الحكومة وتضييق الخناق على حروبها الاقتصادية التي تشنها على المواطنين، ويقظة الدبلوماسية الدولية لمآربها من إطالة أمد الحرب، وهو ما ظهر واضحًا أمس في البيان الرباعي الصادر عن (السعودية والإمارات والولايات المتحدة وانجلترا).
سلط البيان الأخير الضوء على ضرورة اتخاذ الحكومة إصلاحات من شأنها تحسين الأوضاع القائمة، وأكد على أهمية الشفافية والمسؤولية في استخدام العائدات المحلية وإدارة التمويل الخارجي، وأعاد التمسك بحتمية تنفيذ اتفاق الرياض وأشاد بجهود إحياءه مجددا، وهي رسائل ترفض خطة الشرعية الساعية لإثارة الفوضى في الجنوب وبعثرة أوراق الحلول السياسية، والتهرب من اتفاق الرياض.
تجابه الشرعية ضغوطات من أنواع مختلفة في تلك الأثناء، لأن التحركات المفاجئة بالنسبة إليها في حضرموت جاءت قوية وهدفت مباشرة إلى وقف عمليات السرقة والنهب في حين أنها كان تعوّل على الاستمرار في جرائمها حتى وإن كان هناك غضب في الشارع، واعتبرت أن المظاهرات التي تندلع ضدها بين الحين والآخر لن تُثنيها عن الاستمرار في تهريب النفط وموارد المحافظة، وبالتالي فإنها تجد نفسها في موقف صعب الآن وتضل طريقها نحو إيجاد أسلوب مناسب للتعامل مع اللجان المنتشرة في مناطق متفرقة.
وفي الوقت ذاته فإن المجلس الانتقالي الجنوبي نجح عبر ممارسة الضغوط الحثيثة في إرغام الشرعية على تغيير قيادة البنك المركزي، ما انعكس بشكل سريع في صورة انخفاضات محدودة في أسعار السلع والخدمات، كمؤشر على أن هناك تطور إيجابي على الأرض من زاوية إلزام الشرعية الإخوانية بتفعيل أداء الحكومة، أمام حزم المجلس.
يمكن القول بأن الانكشاف الإقليمي والدولي لخطط الشرعية الإخوانية وتربحها من الحرب، دفع النداءات المطالبة بالالتزام باتفاق الرياض، ولم يكن بيان الرباعية الدولية، الصادر أمس، ودعوته إلى إصلاح حكومي إلا نتيجة مباشرة لجهود المجلس الانتقالي الجنوبي الدبلوماسية، التي أجراها الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس في العاصمة السعودية الرياض خلال الأسابيع والأيام الماضية.
في سياق متصل، تسعى الشرعية الإخوانية إلى التخفيف من حدة هذا الحصار من خلال توطيد علاقاتها مع أطراف إقليمية معادية منها قطر، وهو ما يظهر من خلال تحركات قيادات إخوانية محسوبة على الدوحة في حضرموت مؤخرا، أملا في إنهاء أي عراقيل أمام مخطط استنزاف ثروات الجنوب، بالتواطؤ مع مليشيات الحوثي الإرهابية.