لماذا قرار تغيير بن عديو يرهب الإخوان وماكينتهم الإعلامية
الوسطى اونلاين _ متابعات
ما أن تجلت إلى السطح الخطوات التصحيحية للوضع العام في شبوة والمزعم تنفيذها في القريب العاجل كأمر محسوم، حتى صعدت الماكينة الإعلامية الإخوانية حملتها التجميلية لما شوهه فساد “بن عدو” في السلطة من قمع واستهداف للآخر وجر الشرعية إلى صراعات داخلية من جهة، وإيصال النسيج الاجتماعي إلى حدة التمزق من جانب آخر.
يدرك الإخوان كغيرهم أن إزاحة كفهم المتسلط عن شبوة سيكون بمثابة قشع غبار أو رماد يعري في إثره هدرهم للمال العام والأعين التي تربطهم بمليشيا الحوثي فضلا وهو الأكثر خطورة سيكون تغيير بن عديو هي عصا البياردو التي ستضرب كراتهم بينها الكرة التي يمثلها تنظيم القاعدة والذي سرعان ما ستجد عناصرهم نفسها دون موجّه ودون مظلة ودون مصوغ وجودي.
ليس لهذه الأسباب وحدها يدفع الإخوان بترسانتهم الإعلامية والسياسية في الفراغ الذي خلفه بن عديو والذي يوشك على السقوط فيه، إذا ما تناسينا ما تعنيه شبوة للجماعة من مخزون نقدي كبير، تكفي ثروتها النفطية فقط، لدعم توجهاتهم التدميرية في الوطن العربي بأكمله خصوصا بعد الضربات التي إثقنته بها قيادة التنظيم الدولي للإخوان.
المتابع لخطاب الإخوان وحملاتهم الإعلامية يرى كيف يربطون مصير شبوة ببقاء ابن عديو في السلطة، وكأن الانسحاب من بيحان وتسليمها للحوثي والعودة لضرب القوات النظامية المناوئة للحوثي من الطلقة الأولى، أمور حدثت في 1عصر آخر، وفي الهامش تأتي حوادث الاغتيالات ونهب المال العام وتدشين مشاريع وهمية وإقصاء الأطراف الأخرى وضرب القبيلة الشبوانية وتمزيق لحمتها في محافظة شبوة، المحافظة التي تحتضن وبفضل “ابن عديو” بأكبر سلسلة سجون سرية.
وفي طريقهم للتأثير على الرأي العام وإعطاء حملاتهم شيء من المفعول، يجيد الإخوان دائما صناعة البعبع كما يجيدون صناعة الأعداء إما كشماعة لفشلهم أو مبرر لوجودهم، تماما كإدخالهم مليشيا الحوثي إلى بيحان كخطوة لتبرير وحماية بقائهم المستميت في عتق على حساب أبناء الأرض، بينهم شهداء وجرحى معارك تحرير بيحان والمديريات الأخرى المجاورة قبل صعود الإخوان إلى السلطة.