بعد تلقيها ضربات متتالية ميليشيا الحوثي تعيش اسوأ مراحلها منذ بدء الحرب
الوسطى اونلاين _ متابعات
يمضي التحالف العربي عبر ضرباته النوعية والدقيقة، نحو تفكيك القوة التسليحية للمليشيات الحوثية، وكذا إفقاد هذا الفصيل المدعوم إيرانيًّا أكبر قدر ممكن من عناصره المسلحة. الخسائر التي كبَّدها التحالف العربي للحوثيين خلال الفترات الماضية، تحمل أهمية بالغة باعتبارها تعمل على تقصقص أجنحة المليشيات الإرهابية، التي تعيش وضعًا خانقًا سواء بفعل الضغط العسكري عليها أو الأزمات الداخلية التي تهدّد معسكرها.
وتعيش المليشيات الحوثية أسوأ وأصعب أيامها، وهي تجد نفسها عرضة لخسائر ميدانية ربما تكون غير مسبوقة، سواء من خلال العناصر التي تتساقط في الجبهات كما حدث مؤخرًا في جبهة الساحل الغربي. وفقدت المليشيات الحوثية ما لا يقل 30 عنصرًا قُتلوا في قصف جوي شنّه التحالف العربي على أهداف المليشيات المدعومة من إيران في الساحل الغربي.
وشنت مقاتلات التحالف، هجمات على ثلاث آليات عسكرية للمليشيا الإجرامية، بالإضافة إلى مخازن للذخيرة، عبر أربع عمليات استهداف، لدعم القوات المشتركة. خسائر الحوثي لم تقتصر على كونها بشرية وحسب، لكن المليشيات ذاقت مرارة الانهيار بضربات دقيقة أصابت قدرتها وقوتها التسليحية بشكل مباشر، وهو ما يحمل أهمية كبيرة في إجهاض الإرهاب الذي تُشكله المليشيات. ونجح التحالف، في ضربات موجعة، في تدمير سبعة مخازن للطائرات المسيّرة والأسلحة في معسكر الأمن المركزي، وذلك في سلسلة هجمات جاءت ردًا إطلاق المليشيات المدعومة من إيران مسيّرة مفخخة نحو جازان بالمملكة العربية السعودية. النجاحات العسكرية التي يُحققها التحالف من خلال سلسلة ضرباته النوعية والدقيقة، يُرجعها محللون إلى أنّها ردٌ على إصرار حوثي على التصعيد العسكري، وذلك بعدما قضت المليشيات على فرص التوصل لحل سياسي. الاستنزاف الذي يتعرض له الحوثيون سواء عسكريًّا أو سياسيًّا، يضع المليشيات في موقف مُحرج أمام العناصر التابعة لها بعدما أوهمتهم بقوة عسكرية مزعومة قادرة على الصمود طويلًا، بيد أن الخسائر التي تتكبّدها المليشيات تعكس أنها تُشعل معركة خاسرة.
الخسائر الضخمة التي تكبّدها الحوثيون أثارت جنونًا لدى المليشيات، تمثّلت في قرارات اتخذتها المليشيات بينها تخفيض مدة العدة الشرعية لأرامل القتلى من أربعة أشهر وعشرة أيام إلى سبعة أيام، شريطة الحصول على حمل سلبي، وذلك بحسب تعميم أصدره القيادي الحوثي المدعو محمد علي الحوثي.
إلى جانب أن القرار الحوثي يمثّل تلاعبًا بالمعتقد الديني بشكل مباشر، إلا أنّه يحمل في الوقت نفسه اعترافًا من المليشيات بأنّ خسائرها الميدانية زادت كثيرًا خلال الفترات الماضية، لكنّها لا تجرؤ على الاعتراف بذلك بشكل مباشر. ويبدو أنَّ المليشيات الحوثية قد لعبت بالنار وتجاوزت الخطوط الحُمر في أعمالها العدائية والإرهابية ضد السعودية، حتى لجأ التحالف إلى ضربات نوعية شديدة الدقة أذاقت المليشيات أقسى وأقصى الهزائم الميدانية.