أراء وكتاب وتغريدات

ألم الفِراق .. ووجع القلوب

إلى الصديق الغالي أسامة العمودي

الوسطى اونلاين – بقلم صديقه محمد بالحمان


أسامة العمودي ماذا فعلت بنا ؟

وجلت قلوب كل محبيك وذرفت عيون اصدقائك ومعارفك عند سماع خبر وفاتك ، نعم حزنت القلوب بوفاتك وضاق الصدر وكاد أن ينفجر من البكاء عليك ولا زالت النفس تشتاق لك وستظل كذلك دائما وأبدا ، تنادي باسمك أسامة أسامة أين ذهبت وتركتنا ، هل من عودة لنجلس ونضحك معاً ؟ تسبح النفس وسط أحاسيس غريبة كأنك موجوداً حياً إلى جانبها ، بكتك المكلا ومن فيها صغارٌ وكبار ، ودعك واديك “وادي عمد” وكل ساكنيه من نساء وأطفال ورجال ، دفنت تحت حفنة تراب ولسان مقالك يقول لنا آسف عن الغياب فلن تدوم هذه الحياة لنا ، واستعدوا للحاق بركبي وركب من سبقوني .. ماذا فعلت بنا وأي نبتة حب وطيب غرستها فينا ؟

نعلم أنّ البكاءَ لن يمنع القدر والقضاء ، ونحن مؤمنين أننا كلنا سنرحل وسيأتي قطار الموت في يوما ما ليأخذنا ، لكن كيف يمكننا نسيان ابتسامتك الجميلة وكلماتك الراقية الدافئة على قلوبنا ، كيف لنا أن ننسى ضحكاتك وجلساتك ووفاءك لاصحابك ، نعم حتى صورك الملئية بها جوالاتنا كيف لنا أن نمنع عيوننا وقلوبنا من البكاء عند مشاهدتها والتدقيق فيها بـ أبصارنا وبصائرنا .

ماذا عن مئات الدردشات بيني ويينك على وسائل التواصل الاجتماعي التي بقيت أقرأها مراراً وتكراراً منذ وصول خبر وفاتك في تلك الساعة المتأخرة من تلك الليلة الظلماء التي يُفتَقدُ فيها بدرك ونورك وضوءك ، حتى أُغلقت شاشة الهاتف من كثرة سقوط الدموع عليها ، هل سأقول ليتني لم اعرفك حتى لا أصاب بالجنون من كثرة الوجع والألم والتفكير المتزايد في كل لحظة طيب عشتها معك ، أم سأشكر الرب جلى وعلى لأنه ربطني بشخص مثلك جعل من رحيله امتحان لنا.

امتحان لنا لنعرف كيف نصبر ، نتحمل ، نخفي دموعنا التي ليست اقسى من وجع القلب الذي يستحال أن ينفصل عنه اسمك وذكرياتك ، جعل من رحيلك إشارة صارخة لنا أن الموت أقرب لنا من حبل الوريد ، وأن بعدك الشاق عنا إنذاراً لنا لنكون أكثر قرباً من الله ورسوله ، لنتذكر ونعي جيداً قول الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ” عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ” .

لكن هل تعلم ما أخشاه ياصديقي ؟ هو أن تفوح من قلبي رائحة فيعلم الجميع أنه يحترق على فراقك ويئن لعدم لشوفتك ، وصحيح أن الافتراق كان حليفنا ومن نصيبنا ، ولكن أجزم لك أن النسيان لن يقدر علينا ، فسأظل أتذكرك دائماً وأبداً .

وعداً منا لك ستظل حيا بيننا حتى لو غاب جسدك عنا ، سيظل ظلك يرافقنا أينما سرنا ، وسنظل متصلين بإتصال الدعاء الذي يربطنا بك إلى أن نغادر هذه الفانية ونلقاءك في تلك الدار القرار بإذن الله تعالى ، سنظل وسيظل كل محب وافي مخلص ندعوا بالرحمة والمغفرة لك في كل صلواتنا وسجودنا ، سنظل نقرأ القران ليلاً ونهاراً بنية آنسة وحشتك في القبر .. فإن لم نقدم لك هذا الفعل البسيط لا خير فينا ولا في صداقتنا .. نم قرير العين ياصديقي وعاجلا أو آجلا سنكون بجوارك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى