رؤية إخوانية تثير تخوفات على معالجة اختلافات السنوات العجاف
الوسطى اونلاين _ متابعات
يسوق حزب الإصلاح مبررات واهية يحاول فرضها على أجندة مشاورات الرياض، سعيًّا لإفشال هذا الحراك الذي يستهدف التوصل لتسوية سياسية تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
فعلى الرغم من أن حزب الإصلاح يتحمّل مسؤولية مباشرة عن الاختلالات الفظيعة التي أخّرت حسم الحرب على المليشيات الحوثية ومكّنت الأخيرة من البقاء على الساحة حتى الآن.
هذا الفشل الذريع يحاول حزب الإصلاح إيجاد مبررات فاشلة له، بينها الزعم أنه يحاول توحيد القوى المناوئة للحوثيين، على الرغم من أنه الرافد القوي والحقيقي في دعم المليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية.
في هذا الصدد، سيحاول حزب الإصلاح تسويق رواية حرصه على معالجة اختلالات محاربة الحوثيين ومن ثم سيعمد إلى محاولة تصوير الأمر على أنّ مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم هي سبب تأخُّر حسم القضاء على المليشيات المدعومة من إيران.
يتجلى ذلك في حجم الإصرار الإخواني المتواصل في العمل على إثارة الأطروحات السياسية التي تقوم جميعها على محاولة توجيه ضربة قاسمة لقضية استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو أمرٌ يحمل خطورة كبيرة كونه يهدّد أي مساعٍ تُبذل من أجل تحقيق التسوية القائمة على توافق حقيقي يعالج الاختلالات الماضية.
يعني ذلك أنّ حزب الإصلاح لا يولي أي اهتمام بمواجهة المشروع الحوثي، بدليل أنه في الوقت الذي يوجّه فيه عناصره المشاركين في المشاورات وكذا عبر وسائل إعلام ما تعرف بالشرعية رسائل معادية للجنوب تستهدف تهميشه وإقصاءه من المشهد، فهم يوجهون في الوقت نفسه رسائل مغازلة واضحة للمليشيات الحوثية.
وبالتالي، فإن تبني الرؤية الإخوانية في إطار التسوية السياسية في المرحلة المقبلة، سيفتح الباب أمام عودة نشاط قوى الفساد والإرهاب الإخوانية سواء في إطار تحركاتها المعادية للجنوب والتحالف أو المتخادمة مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
في الوقت نفسه، فإنّ القضية الجنوبية تحمل طابعًا وجوديًّا ومن ثم لا يمكن استثناؤها أم تهميشها أو تجاهلها، وهو ما فطنت إليه السعودية في اتفاق الرياض عام 2019 وفطن إليه مجلس التعاون في حرصه على إشراك المجلس الانتقالي كطرف رئيسي في الحراك السياسي القائم في الوقت الحالي.