أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ: حسين مصطفى الصلاة لله تعالى

الوسطى اونلاين – متابعات

الحمد لله على نعمه وإحسانه الحمد لله حمدا كثير طيبا عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون والصلاة والسلام على أشرف مخلوق مشى على قدم محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه وبعد:  

خلق الله السموات والأرض ومافيها وجعلهم بالكيفية التي هم فيها،  إذ فيهم المخلوقات اللطيفة والأجسام الكثيفة فهدى بعضا ليكونو سجدا ركعا لا يعصونه في شئ، وهدى بعضا الهداية العامة ثم ترك الخيار لهم تحت مشيئته فكان منهم شقيا وسعيدا ، وأمرهم ربهم بأوامر تحت استطاعتهم ومنها الصلاة، 
“الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ” كلمات قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ودع هذه الدار الدنيا الفانية إلى دار الآخره الباقية وما هذا إلا لما لها من أهمية وأثر في الحياة ككل 
فالصلاة هي صلة العبد بربه فهي الفريضة التي تأدى كل يوم والتي تجعل الإنسان دائم الوصل مع الله مستحضرا له في كل أوقات اليوم فكلما هم الإنسان في معصية تذكر أنه ماهي إلا ساعات حتى يحين وقت وقوفة بين يدي ربه فكيف سيكون حاله معه فتكون رادعة له من الوقوع في المعاصي وما هذه إلا للصلاة المبرورة وهي عماد الدين وهي الركن الثالث من أركان الإسلام اذ لا ينفع المسلم إسلامه ولا يصح منه إلا بها فمن أنكرها وقال بأن الله لم يأمر بالصلاة فقد وقع في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلان فمن تركها فقد كفر) أما من لا يصليها تكاسلا فهذا مسلم عاص فاسق وهو مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو الذي عليه الدليل، والصلاة هي العبادة التي فرضت في السماء  وهي أول ما يسئل عنها العبد إذا دخل القبر  وإن من أهمية الصلاة  أنها  لاستقط أبدا فلو لم تستطع تأديتها وأنت قائم أديتها وأنت قاعد وإن لم تستطع تأديتها وأنت قاعد أديتها وأنت مستلق فإن لم تستطع تأديتها وأنت مستلق كأن تكون مشلول فقم بها بعينيك وإن لم تستطع بعد فقم بها بقلبك فمهما تكن حالتك مادامت فيك الروح وما دمت عاقلا وجب عليك تأديتها  

وإليكم بعض فوائد الصلاة:
الصلاة سعة للروح في الدنيا فمن لا يصلي يكن في ضيق وضنك وكرب وفي حال من القلق والتوتر والخوف ولو امتلك كنوز الدنيا محاولا ملئ ذاك الفراغ الذي يشعر به والذي يجعل الكثير ممن امتلكوا الدنيا ينتحرون لايستطيع ، فهي النور الذي يشرح الصدر ويزيل الكرب ويورث السلام والطمئنينية والراحه النفسية قال تعالى: ( إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوع وإذا مسه الخير منوع إلا المصلين) وكان دائما مايقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرحنا بها يابلال.

كما أن الصلاة تعين المسلم على الامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه قال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) .  وماهذا إلا للصلاة المبرورة الصحيحة الخالصة لوجه الله وأيضا قوله تعالى: (واستعينو بالصبر والصلاة) صورة البقرة (45).

وهي سبب لمغفرة الذنوب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات, هل يبقى من درنه شئ ؟ قالوا : (( لايبقى من درنه شئ)) قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)) وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة،فيحسن وضوئها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، مالم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله”  ومعنى الحديث أن الصلاة تكفر الصغائر من الذنوب أما الكبائر فتحتاج لتوبة.

ويرفع بها البلاء فإن انقطع غوث السماء وجفت الأرض أو حدث خسف وكسف فإننا نهرع إلى الصلاة ليرفع البلاء بإذن الله.

وتعين الإنسان على تنظيم وقته , من طلوع الفجر إلى صلاة العشاء فحين يؤذن لصلاة الفجر تعرف أنه قد قرب وقت طلوع الشمس فتصلي ثم تتأهب لطلب رزقك من المولى عز وجل بطلب المعونة منه وبالعمل ثم يؤذن لصلاة الظهر معلنا مضي نصف اليوم فيرتاح به الناس ويسكنو إلى أهلهم وعلى هذا المناول في صلاة العصر والمغرب والعشاء .

وأيضا تعد وسيلة وسبب في زرع المحبة بين المسلمين وتأليفهم فهي تجمعهم في اليوم خمس مرات فيسطفون صفا واحدا كالجسد الواحد ومن ثم يسلم بعضهم على بعض يتعرف بعضهم على بعض ويزدادون معرفة وقربا ، يتفقدون بها بعضهم البعض فإن حضر أحدهم صلاة ولم يحضر الأخرى علمو أنه قد يكون أصابه مكروه أو أمرا ما وهذا كان حال الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته مع بعضهم البعضك…

وفي الاخير لا يسعنا أن نقول إلا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصلات الصلاة وما ملكت أيمانكم) فاللهم يا كريم اغفر لنا ولمعلمينا ومشائخنا ومن علمونا علم الدين ، ارضى عنا وعنهم وبارك لنا ولهم وارزقنا وٱخواننا الجنة واجعلنا على قلب رجل واحد ، والحمد لله رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى