أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ: فلاح المانعي عيد الفطر .. وفرحة العيد

الوسطى اونلاين – خاص

انقضى شهر رمضان المبارك، كان الله لطيفاً بالصائمين ليس هناك من تعب أو جوع، كانت الناس متخوفة قبل دخوله، مر بهدوء وسلام وليته لم يمر، استشعرنا بالسكينة، غابت النزعات وانعدمت الشطحات والفشخرات نوعا ما، استشعرنا الأمان وسادت أجواء تراحمية بين الناس ولو نسبية.
ربما يوماً وبعض يوم هي الفترة الزمنية التي تفصلنا عن إطلالة عيد الفطر المبارك عيد المسلمين والعرب.
ما يحزن القلب ويغرقه في الدماء هو أن للمسلمين عيد واحد يجمعهم لكن توجد ألف نكبة تفرق شملهم وأن اجتمعوا بمصلى واحد وساحة واحدة لإقامة صلاة العيد، إلا أن غياب العدالة وحمل الظلم على معظمهم قد جعل منهم أجساداً خاوية من الروح 
وقلوباً مثقوبة من قهر الزمان وبطش الحكام  وظلم الإنسان لأخوه الانسان.

قف يا زمان اللوم، احكي حقيقة عن عبث الإنسان بحق أخيه الانسان،
هل يستقيم الحال في وطن مزقته المناطقية والمحسوبية والفوقية والدونية؟! كيف لوطن واحد أن ينقسم لمليون مكون ومليون فكرة ومليون ثقافة ومليون أخلاق ومليون فقير ومليون غني ومليون مريض ومليون جريح ومليون مظلوم ومليون قائد ومليون جائع ومليون عاطل عن العمل؟!
ياااه كيف يستقيم هذا الوطن؟! 
آلاف الوظائف مزدوج وآلاف الشباب ما قدر يتزوج، ثروات طائلة تذهب لأناس لا يستحقونها، ورواتب زهيدة لم تصل لناس يستحقونها بكل أحقية وجدارة.
بنوك ومؤسسات عسكرية ومدنية غارقة باللهو والفساد، في الوقت أن الغالبية من شرفاء الوطن يعانون الفاقة والفقر والجور،
ثم نتحدث عن حوارات ومشاورات وتقرير مصائر وبناء دولة الحداثة والقانون والعدالة، كيف يكون ذلك ونحن أنفسنا من حطم مداميك الدولة وخرب العمل بالقانون وكسر شوكة العدالة المنشودة؟
أتدرون أننا نحن وليس غيرنا نحن العائق أمام إقامة الدولة الحقيقية الضامنة لحقوق الجميع.
كيف نفرح بالعيد ونحن لسنا متساوين بالحقوق والواجبات؟! أيعقل أن مسلم يعيش البذخ وآخر يأكل ما يسد رمق جوعه كي لا يموت ثم نحكي للعالم وللناس ونقول نحن الشعب ونحن الثورة!

البعض قد لا يعجبه هذا الحديث ويقول أننا متشائمون بشدة؛ نقول لهم ليس كذلك، أنما الصمت الزائد عن حدة هو كفر وأن الصبر بلا هدف وبلا عنوان ذلك هو ظلم بعينه لأنفسنا،
عندما يتعلق الصبر بمآسي الوطن ونكبات الوطن فهذا الصبر والمعاناة تنطبق على الجميع رئيس ومرئوس قائد وأفراد معلم وتلميذ، أنما ينطبق ذلك على فئة معينة من الشعب، هذا أمر مدان وغير مقبول البتة.

انظروا كمثل لجيش الجنوب كيف يتم إقصاءه من قبل الاحتلال والحكام والمتحالفين والقضاة، 
هم لم يكتفوا بعزل الجيش والأمن معنوياً وسياسياً ونفسياً لكنهم زادوا على ذلك حصاراً اقتصادياً خانق، لم يكتفوا بموتهم البطيء لكنهم ذهبوا إلى مرحلة أكثر خبث وقذارة وهو تجويع أبنائهم وعائلاتهم من خلال قطع مرتباتهم لسنوات، أنها سابقة خطيرة في سياسة الجان والعفاريت من البشر، ثم يسمونها سياسة وضغوطات، فسحقاً لهكذا سياسة أنها أعلى درجات الفشل والانحطاط الأخلاقي والهبوط السياسي.
عن أي فرحة عيد نتحدث ونحن نشاهد ونعيش الظلم على مدار الساعة، وكل من له صلة بالمسؤلية مشترك فعلياً بهذا الغبن والظلم، وليس الأمر مقتصراً على العسكر، فوطني كله مصنوع من الظلم ومبني من الباطل.
هل من مجيب؟! وهل من حكيم؟!

ندعوا كافة الشعب في الجنوب للفرحة بالعيد، ونسيان كل المنقصات والهموم والمشاكل حتى شعار آخر، وربما غداً أجمل بحول الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى